من سوريا إلى لبنان، الدور الخفي ل ترامب في تغييرات الشرق الأوسط

شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الآونة الأخيرة تحولات جوهرية، أثرت بشكل عميق على المشهدين الإقليمي والدولي، فمن انهيار نظام الأسد في سوريا إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد شغور دام عامين، أعيد تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة.
هذه التحولات أثارت تساؤلات حول مدى تأثير الولايات المتحدة، خصوصًا إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، المعروفة بمواقفها الحادة وقراراتها الجريئة، في تسريع وتيرة هذه التغيرات.
مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لشئون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، أكد في حديثه مع برنامج "أميركا اليوم" على قناة سكاي نيوز عربية أن انتخاب جوزيف عون كان نتيجة مباشرة لتراجع نفوذ حزب الله، المدعوم إيرانيًا، في لبنان.
وأوضح شينكر أن الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعاني منها لبنان دفعت القوى السياسية إلى البحث عن شخصية تحظى بقبول محلي ودولي، لملء الفراغ الرئاسي وإعادة شيء من الاستقرار للبلاد.
وأشار شينكر إلى أن انتخاب عون يمثل انعكاسًا لمرحلة جديدة، تتسم بسعي المجتمع الدولي إلى إنهاء الفوضى التي عصفت بلبنان خلال السنوات الأخيرة، لكنه شدد على أهمية تنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، لضمان السيطرة على الحدود اللبنانية ومنع تهريب الأسلحة إلى الجماعات المسلحة، في إشارة إلى حزب الله.
ورغم ذلك، حذر شينكر من أن إيران لن تتخلى بسهولة عن دورها في دعم الميليشيات التابعة لها، مما يعقد المشهد الأمني في لبنان وسوريا على حد سواء.

ترامب وإعادة رسم النفوذ في الشرق الأوسط

التحولات التي شهدتها لبنان وسوريا جاءت بالتزامن مع قرب استلام دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، مما أثار تكهنات بشأن دوره في إعادة تشكيل معادلات النفوذ الإقليمي.
العلاقة الوثيقة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان لها تأثير واضح على السياسة الأميركية في المنطقة، بما في ذلك تصعيد الضغوط على إيران وحلفائها في لبنان.
ويرى الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، هارلي ليبمان، أن انتخاب جوزيف عون يعكس جهودًا دولية قادتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع فرنسا وقطر والسعودية لدعم استقرار لبنان. كما أشار إلى الدور البارز الذي لعبه المبعوث الأميركي آموس هوكستين في تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية ودفعها إلى تقديم تنازلات أفضت إلى انتخاب عون.
ليبمان حذر أيضًا من مشاريع مستقبلية قد تسعى لدمج مقاتلي حزب الله في صفوف الجيش اللبناني، وهو ما قد يمنحهم سيطرة غير مباشرة على المؤسسة العسكرية. هذه الخطوة، في رأيه، قد تؤدي إلى تعقيد المشهد الأمني أكثر مما تحله.

تراجع النفوذ الإيراني ومستقبل لبنان

مع تصاعد الضغوط الدولية وتراجع النفوذ الإيراني بفعل العقوبات الاقتصادية وتحولات المشهد الإقليمي، يبدو أن حزب الله يواجه تحديات غير مسبوقة، ورغم ذلك، يؤكد شينكر أن الحزب ما زال يحتفظ بقوة عسكرية كبيرة تُقدر بحوالي 16000 مقاتل، مما يجعله طرفًا مؤثرًا في الساحة اللبنانية، حتى لو تراجع تأثيره السياسي.
من جهة أخرى، يرى ليبمان أن تقليص النفوذ الإيراني في لبنان يشكل فرصة تاريخية للشعب اللبناني لاستعادة زمام الأمور وبناء دولة قائمة على السيادة والاستقلال. لكنه يشدد على أن نجاح هذه المرحلة يتطلب التزامًا جادًا من القيادة اللبنانية بالإصلاحات ومكافحة الفساد، إلى جانب دعم دولي مستمر يعزز ثقة المستثمرين.

الفرصة التاريخية وإشكالية المستقبل

انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية يُعد بارقة أمل في ظل المشهد المضطرب، ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع القيادة اللبنانية استثمار هذه الفرصة التاريخية أم أن الصراعات الإقليمية ستعيد إنتاج أزماتها؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح مع الخطوات المقبلة، لكنها ستتطلب قرارات شجاعة وإرادة سياسية قوية لتجاوز التحديات وبناء مستقبل أكثر استقرارًا للبنان والمنطقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا