خارج عنبر العقلاء وخلف سور سرايتنا الصفراء ستجد أناسا على السوشيال ميديا مازالوا يحتفلون هذه الأيام بمناسبة عظيمة، وهى مناسبة عيد الأم، وإذ فجأة كدا ووسط كم المباركات والاحتفالات والمعايدات للأمهات تجد أناسا آخرين يخرجون عليهم ببوست أو تغريدة يطالب فيها المحتفلين بمراعاة شعور من فقدوا أمهاتهم والكف عن بوستات المعايدة.. منتهى المناخوليا السوشيالية التى تصيبك فى عز بهجتك بالكآبة والبؤس، فهل معنى أن أمى متوفاة أن أفرض غتاتتى على من يحتفلون بأمهاتهم؟! وهل معنى أن أم سيادتك متوفاة أن تفرض على الآخرين مشاركتك المناحة غير المبررة؟!
يطالبون الآخرين بمشاركتهم الأحزان ولا يدركون أو يراعون أن الآخرين لا ذنب لهم فى أن الست الوالدة توفاها الله منذ عشرات السنين دون علمهم.. حيث إنهم لم يشربوا من حنانها من قبل كى ينشروا تغريدات الحزن والكآبة على ذكراها..
هم فقط ينشرون ما يشعرون به من إمتنان لأمهاتهم اللاتى مازلن على قيد الحياة ويتمنون لهن حياة أطول، كى يعودوا ويحتفلوا بهن مرات ومرات عالم من المناخوليا التى تخرجك عن شعورك إذا ما تخيلت نفسك تعيش بين هؤلاء البشر القاطنيون خارج سور سرايتنا الصفراء..
ساخرون، مناخوليا.. برامج الطبخ في رمضان ساخرون، مناخوليا.. ضمير الغائب وغياب الضمير
أما نحن هنا في عنبر العقلاء داخل سور العباسية فدائمًا ما نحمد الله على كوننا لا نشارك في هذه المناخوليا التى تطالب الناس بالامتثال لمناحتهم، والكف عن إعلان الفرح والبهجة والامتنان للأمهات!
