وعي الشعب وأعوان إبليس

تثبت الأحداث المصرية أن الحكومة لا تتعلم مما يحدث، وذاكرتها وقتية قصيرة مثل السمك تمامًا يأكل الطعم ويعود إليه ثانية إلى أن يقع في شبكة الصياد، بينما الشعب على النقيض تمامًا زاد وعيه وأخذ العبرة من أحداث مرت عليه، لأنه وحده من تحمل المشقة ودفع الثمن، لذا لم ينس واحتفظ في ذاكرته بكل شيء، ويتحين الفرصة للردع ورد الصاع أو على الأقل محاولة تجنب ما عاناه من قبل.
تجاهلت الحكومة ما حدث في11/11 2011، ولم تلق بالًا لهذه الأمور رغم خطورتها على البلد، لذا يتكرر الأمر كل فترة بشكل أسوأ، ولولا يقظة ووعي الشعب وضغطه عبر منصات السوشيال ميديا بحملات مدعمة بمعلومات ووثائق وفيديوهات، لتحقق هدف من يحكمون العالم، وحدث ما لا يحمد عقباه.
في خضم احتجاجات يناير 2011، بدأ اليهود وعبدة الشيطان وبعض المنتمين للماسونية العالمية، الترويج لأهمية وقيمة يوم 11/ 11 /2011، في معتقداتهم وأن هناك طقوسًا خاصة جدًا يجب القيام بها عند سفح الأهرامات، التي لها رمزية ودلالة عظيمة باعتبارها أعظم بناء في التاريخ، وأنها ستكون سبيلهم للسيطرة على العالم والتحكم فيه..

وكالعادة لم يتوقف قادة الآثار والسياحة عند ذلك، ووافقوا لشركة ألمانية على تنظيم حفل عند سفح الهرم في اليوم ذاته، لكن الشعب الواعي لما يحاك قاد حملة لإلغاء الحفل المخصص لطقوس استحضار الشيطان وعبادته، لتحقيق أكبر أهداف اليهود والماسونية العالمية، وفعلًا وجدت الحملة صدى، وتم إلغاء الحفل مع إغلاق منطقة الأهرامات بأكملها أمام حركة السياحة يومها..

واتضح أن شركة السياحة الألمانية مجرد واجهة لعدم إثارة الشكوك المصرية في الهدف الأساسي من حفل هذا اليوم، الذي مر بسلام، ولكن لم تتخل الحكومة عن ذاكرة السمك، ولم تستفد من دروس الماضي، ووافقت على حفل في المكان نفسه للأميركي ترافيس سكوت، أحد أبرز داعمي فكر الأفروسنتريك ومن كبار عبدة الشيطان وأعضاء الماسونية..
حفل ترافيس سكوت
صحيح أن العبادة والعقيدة أيًا كانت اختيار شخصي، لكن فكر الأفروسنتريك والماسونية يستهدف مصر بصورة مباشرة من خلال سرقة الحضارة الفرعونية وادعاء أنها أفريقية سوداء استولت عليها مصر فيما بعد، وهم يعتمدون في فكرهم على أن الأهرامات هي محور الكون، ولها رمزية مقدسة لديهم.

الغريب أن كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية، استبعد في تصريح إعلامي إلغاء حفل ترافيس سكوت، رغم اعترافه بأنه من عبدة الشيطان وداعم الأفروسنتريك، مبررًا بأن الحفل يقام في إطار الفكر الاستثماري للمواقع الاثرية، ويمكن تنظيمه في دولة أخرى وبالتالي تكون خسارة استثمارية لمصر.
المنطق المادي نفسه تبنته نقابة الموسيقيين، في بيان إلغاء الحفل، مشيرة إلى أن مجلس النقابة "قرر إلغاء الحفل بغض النظر عن أي عائد مادي كان سيدخل خزينة النقابة من وراءه".

فكرة جني المال بأي وسيلة كانت لا تجوز هنا، خصوصا أن ترافيس، أراد تنظيم حفل في إحدى الدول الخليجية الأشهر الماضية، لكن تم رفض طلبه، لأن ما يحدث في حفلاته موثق ويتم تداوله في العالم وهو نفسه لا ينكر أنه يمارس طقوس شيطانية وحفلاته تنتهي بمأساة بشرية بين قتلى وإصابات خطيرة وحالات هياج واعتداءات..

مثلما نقلت الصحف والتلفزة الأميركية عن شهود عيان وحضور حفله في نوفمبر 2021، موضحة أن الحفل كان نوعا من الطقوس الشيطانية، وأن القتلى عبارة عن قرابين بشرية لإبليس، وأن ترافيس نفسه أحد أعوان إبليس، وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة مغني الراب مستمرا في تقديم العرض دون توقف رغم سقوط قتلى ومصابين أمامه، لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليهم لإسعافهم، وحين تعالى صراخ الحضور حتى يوقف الغناء لإنقاذ المصابين، رفض ترافيس وقال "لو أوقفت الغناء والموسيقى هموت"!
واستمر في الأداء بمصاحبة الموسيقى الصاخبة ولم يتأثر بمشاهد الموت الغريبة أمامه وسقوط كثيرين بين إغماء ودهس ونوبات صرع كأنه يعرف حقيقة ما يحدث ويسلمهم لمصيرهم، كما أنه يستخدم رموزا وأكواد ماسونية، وديكورات شيطانية مرعبة، بخلاف ترددات موسيقية تشحن الأجواء وتجبر الحضور على تصرفات غريبة ومريبة دون وعي وكأن هناك من يتحكم فيهم، خصوصا عندما حطم الحضور سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى المصابين لكي تزيد القرابين البشرية لإبليس..

لا أمل في خيبة راكبة جمل
فوضى الفن والإعلام
لا ينكر ترافيس سكوت، أفكاره ومعتقداته ويتحدث عنها علنا، لكن الغريب أن توافق الحكومة المصرية على تنظيم حفله الماسوني عند سفح الأهرامات، ولولا يقظة ووعي الشعب وضغطه لإلغاء الحفل لانتهى الأمر بمأساة.