سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
4 سيناريوهات أمام حماس بعد سقوط الإخوان.. إعادة تقييم أيديولوجيتها وعلاقتها بمصر.. ماكوفسكي: مصر رفضت إقامة مكتب لحماس بالقاهرة ولن تعود لدمشق.. الانخراط في الإرهاب لتخريب محادثات السلام وارد
تواجه الآن حكومة حماس المقالة في غزة مأزقا حقيقيا بعد سقوط "الإخوان" في مصر، وحماس هى فصيل من الإخوان كانت تعول كثيرا على وجود الإخوان في حكم مصر فما هي الخيارات التي أمام حماس الآن بعد سقوط الإخوان ؟ هذا السؤال يجيب عنه ديفيد ماكوفسكي المتخصص في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فى تقرير تحت هذا العنوان. يقول ماكوفسكي "تصوّر أن تكون في مكتب رئيس الوزراء إسماعيل هنية في غزة، وهو يجمع مستشاريه لمناقشة الوضع الجديد في مصر، قد يطرح هنية سؤالًا عقائديًا عن كيفية سقوط «الإخوان المسلمين» من الحكم" مشيرًا إلى أن هناك أهمية بالغة لفشل مرسي في مصر بالنسبة لحركة «حماس»، التي تعتبر نفسها فرع «الإخوان» في غزّة، فقد سادت القطاع فرحة عارمة عندما أمسك «الإخوان المسلمون» بمقاليد السلطة في مصر. وكان أحد كبار مسئولي «حماس»، موسى أبو مرزوق، قد نُقل إلى القاهرة في مطلع العام الماضي، وسط توقعات بزيادة نفوذ الإخوان، في حين يميل الإسلاميون للمراوغة في الثناء على المرحلة التي حكم فيها حزبهم أكبر دولة عربية، ومن المحتم دخول هذه المرحلة حقبة تاريخية، فمن الضروري أن يبدأ أي تقييم مع الحقيقة بأنه ليس لدى «حماس» الكثير الذي يمكن الثناء عليه. وأضاف ماكوفسكي أنه لا شك أنه يروق ل "حماس" إلقاء اللوم على المؤامرات الدولية حول مجمل المشاكل التي تواجهها، وفي الوقت ذاته، يلوم المصريون الولاياتالمتحدة بسبب مبالغتها في الدعم الذي قدمته ل «الإخوان» خلال العام الماضي، بدلا من أن تُظهر تجاههم موقفًا عدائيًا. مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة زودت مساعدات عسكرية لمصر، وتجنّبت انتقاد حكومة "الإخوان"، حتى بعد أن تزايدت مستويات استبدادها، ولم تفرض الولاياتالمتحدة أي عقوبات دولية على "الإخوان"، كما فعلت حول البرنامج النووي الإيراني، وبالتالي، لا يمكن النظر إلى اتهام واشنطن بجدّية. وأشار ماكوفسكي إلى أن حكم «الإخوان» جاء خلال فترة من التراجع الاقتصادي السريع، وكانت تبلغ احتياطات مصر من السيولة الأجنبية نحو 36 بليون دولار، والآن تراجع هذا المبلغ إلى 16 بليون دولار تقريبًا،. وتوقفت السياحة فجأة، شأنها في ذلك شأن الاستثمار الأجنبي، وأصبحت طوابير الانتظار في محطات الوقود وحالات انقطاع التيار الكهربائي أسطورية، مؤكدًا أنه بعد انتظار هذه اللحظة ثمانين عامًا في مصر، فسوء الإدارة الكارثي للاقتصاد، على يد حكومة «الإخوان»، يثير أسئلة حول ما إذا كان سيُنظر إليهم باعتبارهم غير مؤهلين للحكم. الإخوان جعلوا القناعات الإيديولوجية والحزبية تسبق المصالح الوطنية، فقد كان الأمر مختلفًا عندما تعلق الأمر بإسرائيل، فبينما رفض الرئيس السابق محمد مرسي التحدث إلى الإسرائيليين أو السماح لمستشاريه السياسيين بذلك، لم يضع مرسي حدًا لاتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل في عام 1979، ولم يُخضِعها لاستفتاء شعبي بهدف مراجعتها، ومع أن "الإخوان" ربما حلموا بمستقبل يشمل إعادة ترتيب للأمور، فذلك لم يحدث على أرض الواقع. وقال ماكوفسكي إن الإخوان لم يصبحوا ملاذًا سياسيًا لحركة حماس كما كانت تتمنى، وقد اعترف أبو مرزوق علنًا بأن مصر لم تمنح حماس الإذن بافتتاح مكتب لها في القاهرة،. وعندما نشب القتال بين "حماس" وإسرائيل في نوفمبر الماضي، لم تقف مصر إلى جانب حماس". مشيرًا إلى أن القاهرة لجأت إلى القنوات الاستخباراتية المتوافرة، للتعاون مع إسرائيل وإيجاد سبيل لوقف إطلاق النار، وقبل ذلك بأشهر قليلة، قال هنية نفسه إن إسرائيل لن تتجرأ على ضرب غزة عندما يكون "الإخوان" في السلطة. وفي خطبة ألقاها في أحد مساجد غزة في يوليو 2012، قال هنية «إننا واثقون أن مصر، والثورة التي يقودها مرسي، لن توفرا غطاء لأي اعتداء جديد أو حرب جديدة على غزّة". وأضاف هنية، «إننا واثقون أن مصر والثورة بقيادة مرسي لن تشاركا بأي طريقة في محاصرة غزّة». ولكن في أعقاب معارك نوفمبر الماضي، اعترضت مصر كمية كبيرة من الأسلحة كانت مرسلة إلى «حماس» في غزة، وأغلقت أنفاقًا تصل بين شمالي سيناءوغزة. وهناك الآن تقارير تشير إلى أن دافع الجيش المصري لإغلاق هذه الأنفاق زاد، وسط مخاوف من استخدامها من قبل «حماس» لتمرير الأسلحة إلى الإخوان- حسبما أكد ماكوفسكي- فهذه الأنفاق لا تعمل في اتجاه واحد. وقال ماكوفسكي إن حكم «الإخوان» فشل في التوسّط للتوصل إلى اتفاقية مصالحة بين «حماس» و«فتح»، مع أن المسئولين المصريين جعلوا تلك المسألة أولوية، وعندما زار وفد رفيع المستوى من «حماس» القاهرة، منذ فترة لا تتعدى الشهر الماضي، استقبله مئات المحتجين بلافتات كُتب عليها «إرهابيون» وطالبوا بطرد أعضاء الوفد، لكن مع جميع أعمال سفك الدماء التي تتركب ضد أهل السنة في سوريا، لا يمكن ل «حماس» أن تعود إلى مكتبها في دمشق بعد الآن. وتشير المؤشرات الأولية التي شهدتها الأسابيع القليلة الأولى منذ تدخل الجيش المصري إلى أن «حماس» أصبحت أكثر عزلة في صفوف الرأي العام المصري، بل هناك قصص غير حقيقية في الصحافة المصرية، تُعرض تآمر «حماس» ومرسي على قتل الجنود المصريين في سيناء، وإن حقيقة نشر هذه القصص هي مقياس لعدم الشعبية الكبيرة ل «حماس» في مصر هذه الأيام. ويقول ماكوفسكي إن هناك روايات بأن الجيش المصري لا يعمل فقط على غمر أنفاق غزة بالمياه لكي يكون لها تأثير مؤقت، بل يقوم بتفجيرها أيضًا، والتوقيت الذي استعمله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عندما قال أن هناك "أساس" لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس لا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة، حتى إن كانت التوقعات لقيام محادثات كهذه لا تزال متواضعة جدًا. وقد حدث ذلك على الرغم من اعتراض هنية العلني هذا الأسبوع. وقد تحاول «حماس» أن تنخرط من جديد في العمليات الإرهابية لتخريب المحادثات، ويتساءل ماكوفسكي هل يكون ذلك حقًا في مصلحتها أو أنه يزيد من عزلتها في هذا الوقت ؟ وعلاوة على ذلك، هل تريد «حماس» الاعتماد فقط على قطر التي تدعمها مادّيًا، والتي تمر نفسها بمرحلة انتقالية على مستوى القيادة ؟، وبعيدًا عن الانصياع للمطالب العالمية التي تعرفها «حماس»، شأنها بذلك شأن الآخرين، وحتّى إذا قبلت ب «مبادرة السلام العربية»، في مرحلة يعمل فيها الإسرائيليون والفلسطينيون على العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن ذلك سيقرب بصورة أكثر وجهات نظر «حماس» والمملكة العربية السعودية. وبالنظر إلى كل هذه الأمور سوية، وعدم الإخلال باتفاقية السلام، واعتراض مصر للأسلحة الموجهة إلى «حماس»، وعدم حصول مصالحة بين الفلسطينيين، وتعميق عزلة الحركة في مصر وعودة عباس إلى طاولة مفاوضات السلام رغم اعتراضات «حماس»، فقد ترغب «حماس» وإسماعيل هنية في إعادة تقييم إيديولوجية الحركة واستراتيجيتها ونهجها نحو السلام وعلاقتها بمصر. وقال ماكوفسكي" من الضروري أن تنظر «حماس» إلى الأمام وإلى الخلف في آن واحد، وألا تبالغ في الحديث عن محاسن العام الماضي، فلم يكن هناك أي «فريق عمل مثالي» بين «الإخوان» و«حماس» قادر على توجيه ضربة خطيرة، بالإضافة لضربة مميتة لإسرائيل". وطالب ماكوفسكي «حماس» أن تتعلم الدرس الذي يقول إن إيديولوجيتها الرافضة تشكّل عبئًا على المنظمة نفسها، حتى في أفضل الأوقات، عندما كان لها صديق في السلطة في القاهرة ، فهي تحتاج إلى مراجعة سياساتها وليس فقط معاودة تنظيم تكتيكاتها، ولا ينبغي على المرء المراهنة على أن «حماس» ستقوم بإعادة تقييم إيديولوجيتها الرافضة، استنادًا إلى تجاربها الفاشلة خلال العام الماضي. فمراجعة مواقف كهذه قد تكون مؤلمة للغاية بالنسبة ل «حماس»، ولكنها لا تقلل من أهمية إعادة تقييم السياسات.