المعزول لايصلح لإدارة محل في الحرفيين.. ومبارك أكثر وطنية منه وزير الدفاع تبوأ مكانته مع «ناصر» و«محمد على » الإخوان كهنة سلطة.. وأصحاب شعار «لا لحكم العسكر» نادمون الآن أوباما ضعيف.. وسعد الدين إبراهيم وراء دعم أمريكا للجماعة " الفريق السيسى سطر اسمه بأحرف من نور مع الزعيم جمال عبد الناصر ومحمد على باشا، وحكومة الببلاوى تتميز بالكفاءة وقادرة على النهوض بمصر، وخارطة الطريق التى رسمتها القوات المسلحة هى الأفضل ".. هذا قليل من آراء كثيرة أفصح عنها المفكر الليبرالى الدكتور طارق حجى فى حواره مع "فيتو". حجى الذى رحب باستقاء الأحزاب لقيمها من الدين دون أن تكون برامجها السياسية دينية، اعتبر الصدام مع التيار السلفى أمرا لا مفر منه سواء أجلا أم عاجلا، مؤكدا على أهمية وضع دستور مدنى والقواعد السياسية قبل عقد المصالحات مع الإسلاميين المؤيدين للرئيس المعزول.. وإلى نص الحوار: ** هل كنت تتوقع سقوط الإخوان بهذه السرعة؟ - بالعكس.. كنت مؤمناً أنهم سيبقون عشرات السنين ليس لكفاءتهم ولكن لضراوة تمسكهم بالحكم، وكنا نعتقد أنهم يريدون الحكم من أجل تطبيق الشريعة، لكن اكتشفنا أنهم يريدون الحكم من أجل الهيمنة والمال، فخيرت الشاطر وحسن مالك نزلا على مصر "نزلة الذباب على العسل" كما يقول المثل الإنجليزي، وكان من مصلحتنا أنهم جاءوا بأضعف الشخصيات لديهم ليكون رئيس الجمهورية ليظل "مسخا " فى يد الشاطر، وأؤكد أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى سيكتب اسمه بأحرف من نور فى تاريخ مصر، لأنه أنقذ مصر من شر الإخوان، فهم الشر المطلق وليس الشيطان. ** لماذا اعتبرت 30 يونيو أهم ثورة فى تاريخ مصر؟ - لأنها أكثر وضوحًا للرؤية من ثورة 25 يناير التى تلتها كارثة استفتاء 19 مارس والذى أخذنا بدوره للعهد المنتهى فى 30 يونيو 2013، وكنا فى 25 يناير على استعداد للجلوس مع بعض الشياطين للتخلص من عهد مبارك والعائلة المباركية التى تسببت فيما نحن فيه الآن، ومجموعة الجماهير الضالة والمضللة بالاحتياجات المادية التى تسير وراء الإخوان الآن هم منتج مبارك، الذى أهدى معظم الموجودين فى رابعة العدوية للإخوان بالظلم والفقر. ** كيف ترى خارطة طريق القوات المسلحة فى الحكم؟ - أؤيدها لأبعد الحدود، وأقول للقلقين إن الوضع أروع ما يكون ولا أرى وجوداً للخطر، وكان هناك احتمال أن يقوم الإخوان بأضعاف ما يقومون به الآن، وأتضح أنهم فقراء فى الإدارة ورد الفعل. ** هل بدأ الغرب فى التيقن من أن ما حدث فى مصر ثورة وليس انقلابا؟ - الغرب يأتى بمفردات غربية ويطبقها بشكل نمطى علينا، وقلت لمجموعة من السفراء الأجانب منذ أيام إنه إذا كان محمد مرسى رئيسا منتخبا، فكان هنية أيضًا رئيس وزراء فلسطين الشرعى لكن لم يتم التعامل معه بنفس الأسلوب ووضع اسمه على قائمة الإرهاب بأمريكا، وحالتنا فى مصر مختلفة عنهم. ** فى بداية عهد المعزول مرسى حذرت الرئيس الأمريكى من الندم على دعم الإرهاب.. ما تعليقك بعد تحقق ذلك؟ - أوباما رئيس ضعيف جداً، وهذه السياسة المؤيدة للإخوان بدأت عام 2003، والذى نسج الخطوط الأولى لها الدكتور سعد الدين إبراهيم لرغبته العارمة فى الانتقام من حسنى مبارك، وعندما كان فى السجن تعرف على عدد من الإخوان وقدم خيرت الشاطر للأمريكان وأكد لهم إمكانية تطويع الإخوان واستخدامهم، وقد استقلت بعد 10 سنوات كعضو فى مجلس إدارة مركز ابن خلدون بسبب تأييد الدكتور سعد للجماعة، واتضح بعد ذلك أن الإخوان هم الذين روضوا الأمريكان بالتقية، ولنا أن نعلم أن الأمريكان فى سياستهم الخارجية لم يثبت لهم نجاح تقريبًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والشاغل الرئيسى لهم هو استمرار وتأمين وصول البترول للاقتصاد الغربى وإسرائيل. ** كيف ترى انتقاد البعض لإغلاق عدد من الفضائيات المؤيدة للإخوان؟ - الغرب يجرم بث الكراهية من خلال القنوات، فالإرهاب فى الأصل فكرة يتبعها الفعل، وعندما يأتى نظام جديد فى مصر يستطيع حماية الشعب من ثقافة الكراهية التى تبث من الإعلام يجب أن تقنن الأمور، ومن يرى إغلاق قنوات الفتنة خطأ عليه أن يصمت، مثل عمرو حمزاوى الذى حرقت مصداقيته عندما كون ائتلافا مع عصام سلطان فى مجلس الشعب الماضى حرق مصداقيته. ** تخوض مصر حربا شرسة مع الإرهاب.. فما هو دور الشعب فى مساندة الجيش والشرطة لاقتلاع جذوره؟ - أرى ندما مستترا لدى البعض عندما كانوا يهتفون" لا لحكم العسكر" وأرى دينا كبيرا فى عنق الكثيرين للقوات المسلحة، ويجب علينا من خلال وسائل الإعلام أن نقول للناس إن الإخوان ليسوا إلا كهنة سلطة، وعلينا أن نتعظ ونقف مع الجيش ونعطى له فرصة، والبلد فى حالة جيدة جدًا. ** كيف ترى دور الكنيسة السياسى الآن؟ - الكنيسة الآن أقل تسييسًا عما كانت عليه فى عهد البابا شنودة، والفاعل هو الشباب القبطى الذى خرج من أسوار الكاتدرائية ومارس العمل السياسى حرًا كمواطن مصرى فى شوارع القاهرة، ومن هنا أصبحت الكنيسة تسير وراء الأقباط الذين هم جزء من الشعب المصري، والوجود القبطى فى ميدان التحرير علامة بارزة، وكان أكبر ضحايا الإخوان المرأة والأقباط. ** ما رأيك فى تشكيل حكومة الدكتور الببلاوى؟ - لا شك لدى أنها من أفضل الحكومات منذ عام 1952 إن لم تكن الأفضل على الإطلاق، وأنا أعرف معظم وزراء الحكومة الجديدة، فهم ذوو كفاءة عالية، وحازم الببلاوى نصف حياته أستاذ جامعة والآخر رئيس تنفيذي، فهو خليط سليم بين المعرفة والإدارة، والدكتور حسام عيسى كان أستاذًا لى وهو من أنبل الوزراء، والدكتور البرادعى خارج الوزارة لكنه مؤثر جدًا، وزياد بهاء الدين أتمنى أن أراه فى يوم من الأيام رئيسًا للوزراء، فالمجموعة الوزارية كلها رائعة، والحمد لله أنهم لم يدخلوا الحكومة ونحن فى حالة إفلاس وإلا كانت أذلتهم أمريكا، لكن مع دخولهم وصل 10 أضعاف المعونة الأمريكية التى أتمنى أن نوقفها تماما سواء الاقتصادية أو العسكرية، وأن تعمل حكومتنا بشكل محترف. ** فى أحد مقالاتك ذكرت أن الفريق السيسى أنقذ مصر من الرجعية والتخلف.. فكيف ذلك؟ - أعتقد أن السيسى سيوضع على قدم المساواة مع محمد على باشا الذى وضع مصر على طريق الحداثة، وكذلك الزعيم جمال عبد الناصر صاحب أعظم مشروع فى تاريخ مصر الحديثة وهو توسعة الطبقة المصرية الوسطي، فكل رموز الحياة الثقافية المصرية الآن هم أبناء هذه الطبقة بفضل عبد الناصر، والفريق السيسى أنقذنا من أن نكون الصومال، وهذا فعل رائع فى حق مصر، والذى أنقذها من قمة الظلام الرجعية، وأنا أحد المصريين الذين كانوا يشعرون بالعار عندما يشاهدون الرئيس المعزول محمد مرسى الذى لا يصلح لإدارة محل فى مدينة الحرفيين، كما أن السيسى منع الأمريكان من التدخل لصالح مرسي، وأتمنى أن يدخل التاريخ بتخفيض العلاقات المصرية الأمريكية لأدنى مستوى، ويدرك أن الله أعطاه فى روسيا رئيسا يصلح لأن يساعده فى اللعبة الإستراتيجية، فقد قال بوتن " لو أمريكا تدخلت عسكريًا فى مصر ستكون هناك حرب عالمية". ** هل كانت إسرائيل لاعبا أساسيا فى فترة حكم المعزول مرسى ؟ - إسرائيل كانت منتعشة، ولديها مصلحة كاملة أن يبقى الإخوان فى مصر، وأن تكون هناك فوضى فى سيناء بما يفتح مشروع تسكين الفلسطينيين، وهى تنظر لغزة على أنها "خراج" إما يفتح شرقًا أو غربًا، فكان من الأفضل لهم اللجوء غربًا، وإسرائيل ذات مصلحة فى إرباك مصر، والأداء الرائع للجيش المصرى يزيدها قلقًا. ** ما تعليقك على وصف الإخوان لقيادات الجيش بالخيانة؟ - الخائن الحقيقى هو محمد مرسى ولدى معلومات مؤكدة بذلك، فقد كان عميلا فى أكثر من قضية، بالإضافة لكل الخونة الذين طلبوا من أمريكا أن تدافع عنهم، ورغم أن مبارك فسد ماديًا لكنه كان أكثر وطنية من مرسي، وهو ابن المؤسسة العسكرية الذى حارب من أجل مصر، لكن خذلته أسرته، بينما الإخوان لا يؤمنون بالوطنية أو بمصر. ** وماذا عن مستقبل الأحزاب الدينية فى مصر؟ - أنا من أشد أنصار السماح للأحزاب أن تستقى القيم من الدين، مثل الحزب الديمقراطى المسيحى فى ألمانيا، ولكن لا تكون برامجها السياسية دينية، لأننا فى النهاية لن نكون فى يد الدين وإنما من يتحدث ويتاجر باسم الدين، فيجب أن يقنن ذلك، والخلاف مع السلفيين قادم فليأتى مبكرًا أفضل من تأجيله. ** كيف ترى الدعوة الآن للمصالحة مع الإخوان المسلمين؟ - لا بأس بالمصالحة، لكن بعد وضع القواعد، أى وضع دستور لدولة مدنية والقواعد التى ستمارس على أساسها اللعبة السياسية، ومن يوافق فأهلا به ومن يرفض فليذهب للجحيم الذى تمنوه لمصر طيلة عام، فالإخوان كانوا يتعمدون إفشال الدولة حتى تسقط تمامًا. ** أخيراً.. كيف ترى مستقبل مصر؟ - أنا فى أقصى درجات تفاؤلى لمصر سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأرى أن الله أراد لهذه الحكومة القادرة على قيادة البلاد ألا تذل أمام المانحين الغربيين، والآن لدى الحكومة من الموارد المالية ما يسمح لها بالبدء فى تنفيذ برنامج لإحداث طفرة بمصر. وأود أن أشكر الفريق السيسى على ما قدمه، وأقول له " مصر كلها وراءك، ولا تنظر بأى اهتمام للأمريكيين بل أدر ظهرك لهم".