يتعرض الجسم لنظام رجيم قاسٍ جدا أثناء ساعات الصوم، وبالتالي فإن استجابة الجهاز العصبي لهذا الحرمان الكامل، الذي يتعرض له الجسم من مواد الطاقة، هي نفس استجابته الفسيولوجية في حالات اتباع الريجيم القاسي في أيام السنة العادية، وهذه الاستجابة، هي تنشيط ميكانيكية الخزن والتقنين في استخدام الطاقة، هذا ما يؤكده دكتور حسام جمال استشاري التغذية العلاجية. يضيف دكتور حسام أنه عند حلول موعد الإفطار، فإن الجسم يكون مهيأ تماما لخزن أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء الذي يدخل الجسم في وجبة الإفطار، وبالتالي فإن النقص في الوزن الذي حدث أثناء ساعات الصيام سيعود وبشكل أكيد بعد الإفطار خصوصا إذا أفرط الصائم في تناول الطعام كما هو الحال مع الكثيرين، وهذا ما يفسر إصابة الكثيرين بالسمنة في نهاية شهر مضان بما فيها أيام العيد، والتي تتميز بالولائم والحلويات من حيث المناخ الغذائي لأيام العيد. ويشير دكتور حسام أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو "كيف يتجنب الإنسان يويو أو سمنة رمضان؟"، والإجابة في اتباع التعليمات التالية: وجبة السحور يجب أن تكون هي الوجبة الرئيسية في رمضان وليس وجبة الإفطار. وجبة الإفطار يجب أن تتوفر فيها المزايا التالية: سهلة الهضم والامتصاص وتعطي شعورا سريعا وطويلا بالشبع. محتواها من السعرات الحرارية قليل. ذات كثافة غذائية عالية، أي تحتوي على كثير من مكونات الغذاء المتوازن، حيث إن امتصاص الغذاء أكثر فاعلية بعد ساعات الصيام الطويلة، لأن الجسم بحاجة ماسة للغذاء. ويشير دكتور حسام إلى أن هذه المواصفات الثلاث السابقة الواجب توافرها في وجبة الإفطار يمكن تحقيقها من خلال البدء بتناول مواد سكرية سهلة الهضم والامتصاص وتعمل على رفع مستوى سكر الدم بسرعة، وبالتالي تقل إلى حد كبير مشاعر الجوع الناجمة عن نقص سكر الدم خلال ساعات الصيام.