انتشرت في الأيام الأخيرة كلمة عبيد البيادة خصوصا بعد الإطاحة بالنظام السابق وأصبح كل من يؤيد الجيش يسمى عبد البيادة، لذلك لزم التنويه نظرا لحالة الخلط التي ملأت الأذهان بسبب قلة العلم أو الهوى الذي أعمى الأبصار. أولا: العبيد نوعان؛ عبيد إحسان وعبيد كرباج، فأما عبيد الإحسان فهم الذين يأسرهم الفضل ولا يستطيعون التنكر له، نظرًا لكرم أصلهم، مصداقا لقول الشاعر: أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِد قُلُوبَهُمُ *** لَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الْإِنْسَأنَ إِحْسَأنُ. اما النوع الآخر فهم عبيد الكرباج أو البيادة، وهؤلاء هم الذين لم يُجْدِ معهم الإحسان فاضطر النظام لاستخدام الكرباج ليستقيموا، والعجيب أنهم استقاموا فدلوا على طبعهم. فإذا نظرنا إلى هذا الصنف سنجده متمثلا في الذين سعوا في الأرض فسادًا، ولما طالتهم كرابيج العادلي استقاموا وتوقفت جرائمهم، ولما رفع عنهم الكرباج عادوا لما تخلوا عنه، لذلك لزم أن يرجع إليهم الكرباج أو البيادة ليستقيموا. فإذا نظرنا بتمعن سنعرف مَن عبيد الإحسان ومن عبيد البيادة، ونحن والحمد لله لم يقترب منا كرباج النظام الأسبق ولا السابق ولا الحالي ولا القادم إن شاء الله، فكيف نكون عبيد البيادة!! ثم إننا نؤيد الجيش في كل مواقفه حتى في المواقف التي كانت القوة متمثلة في الحناجر كما يفعل الأفاقون كنا في صف الجيش، فمتى كنا عبيد البيادة؟! اللهم إني أبرأ إليك مما يفعل هؤلاء.