رغم محاولات التشكيك المستمرة من جماعة الإخوان ومن يواليهم في ثورة 30 يونيو التي خرج لها ما يقرب من 33 مليون مواطن مصري قال لا للظلم والاستبداد ولجماعة الإخوان المتسلطة، فإن ما لفت نظري بشدة هو هذا الدفاع المستميت وغير المبرر لأمريكا عن الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي تجلى بوضوح في طلب الإفراج عنه رغم أنه حتى كتابة هذه السطور لم يتم القبض عليه، بل تم التحفظ علية لأسباب أمنية.. هذا الدفاع يجعلني أعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء وأعيد تقييم الكثير من المواقف خلال فترة الانتخابات الرئاسية وما بعدها وهو ما يجعلني أتأكد أن العلاقة بين جماعة الإخوان وأمريكا لم تكن في يوم من الأيام سيئة بل نحن الذين كنا نسيء تقدير الأمور ونصدق الشعارات الكاذبة التي كانت تطلقها الجماعة بأن الغرب وأمريكا هم الصليبيون أعداء الدين، ولكن فجأة وجدنا أن الغرب الصليبي هو حبيبي بالنسبة لجماعة الإخوان. إذن الأقنعة سقطت وستستمر في السقوط يوم بعد يوم خاصة بعد كل ما يتم الكشف عنه من خفايا مؤلمة حدثت طوال فترة العام التي حكمت فيها جماعة الإخوان مصر، ويكفي القول هنا إن من كانوا يرفعون شعار محاربة الفساد هم في الأساس من تستروا على الفساد بل بعضهم مارس الفساد في استخدام السلطة بشكل لا يليق بجماعة من المفترض أنها دعوية وتحرص على إدخال الدين في كل شيء.. وهو ما يسمى حرفيا "المتاجرة بالدين". التميز الذي ظهرت به الجماعة في التجارة بالدين ظهر بوضوح في اعتصام رابعة العدوية، حيث وجدنا القادة المحرضين على العنف والقتل يتكلمون ليل نهار عن الإسلام ونصرة الإسلام والنبوءات والجهاد في سبيل الله ليضحكوا على المغرر بهم بأن ثورة 30 يونيو هي حرب ضد الإسلام.. يقولون ذلك وتناسوا بأنهم ظلوا في الحكم عاما كاملا ولم يفعلوا أي شيء من أجل الإسلام.. بل كانوا يقولون شهداء بالملايين على القدس رايحين وإذا هم يقاتلون الجيش المصري.. وقالوا سنعمل على تطبيق الشرعية وإذا هم يجددون لمحال الخمور 3 سنوات.. قالوا سنحارب الفساد وإذا هم يستغلون موارد الدولة في أكل السندوتشات مثلما حدث مع وزير الاستثمار أو في بدلات السفر مثلما هو الحال مع رئيس مجلس الشورى.. وما خفي وسيظهر سيكون أعظم وأعظم. إذن نحن أمام جماعة يمكن أن تقول وتفعل أي شيء من أجل الكرسي، وها هم يحفزون الشباب المغرر بة في رابعة العدوية وميدان النهضة من أجل الضغط على الدولة للخروج الآمن لا من أجل عودة مرسي لأنهم يعلمون تماما بأن مرسي لن يعود، لن يعود لأن الشعب هو الذي عزله والقيادات المحرضة على القتل لن تفلت من العقاب لأنهم تسببوا في قتل الأبرياء، أما شباب الجماعة والمغرر بهم فهم جزء من أبناء الوطن أدعو لهم من كل قلبي العودة إلى صوابهم وإلى حضن الوطن من جديد..!! محمد الجبالي [email protected]