سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
برهامي يفضح مخطط الإخوان.. الجماعة تراهن على انشقاق الجيش للعودة للكرسي.. مرسي عجز عن قيادة البلاد دنيا ودينًا.. تعاملنا مع واقع مفروض.. وأنتم تقرءون المشهد على غير حقيقته وتفهمونه بما تحبون
قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية: "لم تتعرض دعوة ودعاتها ولا حزب ورجاله لمثل ما تعرضت له الدعوة السلفية وحزب النورمن حملة تشويه هائلة تهدف إلى هدم كيانهما بسبب الاختلاف في مواقف سياسية". وأشار إلى أن حملة الدكتور محمد مرسي تعهدت في الإعادة على عدم محاولة هدم الكيانات الإسلامية، وكان ذلك بمكتب الإرشاد، رغم ذلك حدث نزيف الدماء لكل مسلم في كل مكان ونزيف الرصيد الدعوي للعمل الإسلامي وسط الناس الذين هم رجاء التغيير المنشود، داعيا إلى لهدوء في المناقشة مع الذين يخالفونه ويتهمونه، بعيدًا عن التشنج والتعصب والاستبداد بالرأي، في داخل مصر وخارجها، بل وفي داخل الدعوة والحزب وخارجهما. وأضاف في مقال نشرته شبكة رصد حزب النور على موقع التواصل الاجتماعي اليوم: "دعونا نسترجع معًا بعض المواقف التي كنا نتخذها من عهد قريب، أو بعضنا على الأقل، ولم تكن وقتها مقتضية عند المخالفين اليوم لكفر أو نفاق أو خيانة، بل ربما كانت نصحًا للأمة وسعيًا لمصلحتها، وما احتمل ذلك لا يصلح بحال أن يتحول من نصح وصلاح إلى ردة ونفاق وخيانة! فإن الكفر والنفاق أعمال وأقوال معلومة بنصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك الولاء والبراء". وأوضح أن أول هذه المواقف ما تم الاتفاق فيه مع الإخوان في أول الثورة أن المرحلة لا تحتمل أن يتقدم الإسلاميون بمرشح لهم من الرئاسة؛ لأن احتمالات السقوط أكبر للانهيار الذي تركت فيه البلاد والتجريف للكفاءات الذي تم في العهد البائد، متذكرا أن أحد الأفاضل من جماعة الإخوان وهو "محمد حسين" قال له: "لن نرشح رئيسًا لمدة دورتين على الأقل، وقت أن كانت الدورة 6 سنوات أي 12 سنة، ولن نرشح رئيسًا للحكومة لمدة دورة على الأقل، 5 سنوات". وأشار إلى أنه من المعلوم أن مقتضى ذلك أن يكون الرئيس إما ليبراليًّا أو من المدرسة القومية، فهل كان هذا الرأي خيانة للأمة؟! ألم تظل جماعة الإخوان على موقفها حتى قررت بأغلبية ضئيلة "56: 53" تقديم مرشح للرئاسة مع أننا أرسلنا لهم عدة رسائل بالنصيحة بعدم تقديم مرشح وهو الموقف الذي التزمت به الدعوة طيلة هذه المرحلة، وما زالت؟!" وتذكر برهامي موقف أحد شيوخ السلفية وهو الشيخ "عبد الرحمن عبد الخالق" وزرته في بيته ببنها أول نزوله مصر، وقال لي: "إن الوضع لا يحتمل رئيسًا إسلاميًّا وإنما نحتاج رجلًا مصليًا متدينًا في الجملة لا يحارب الإسلام"، وعندما كلمته عن أحد المرشحين الإسلاميين وبعض عباراته التي سمعتها بنفسي نحو: أنه لا مانع من الدفع بالبلاد في المسار السوري والليبي إذا لم يستجب العسكر لمطالبنا! وأن حل مشكلة إسرائيل بكل بساطة أن نرسل 4000 شاب يصيفون على خليج العقبة ويغلقون مضيق تيران، وبذلك تكون إسرائيل قد انتهتْ! وأن مشكلة الغذاء عندنا أو حتى احتمالات الحصار الاقتصادي تُحل بتحقيق الاكتفاء الذاتي بزرع 100 ألف فدان قمح في سيناء على ماء المطر، وهل سيناء فيها مطر وأرض تكفي ذلك فعلًا؟! وقال الشيخ دون أن يعرف اسم الرجل: إن هذا الرجل لا يصلح أن يقود عزبة فضلًا عن أن يقود مصر! ورفض برهامي الحديث عن أن الظروف تغيرت، ووُجد الإمام وتمت بيعته بالانتخابات وأنه لا يجوز الخروج عليه، وأن البعض بالغ فجعل من سكت وتعامل مع الواقع الجديد من الخوارج، ووصل الأمر إلى التكفير، متسائلا: "هل مجرد خلع الإمام الذي ثبتت إمامته يُعد صاحبه من الخوارج دون القول بتكفير مرتكب الكبيرة، وتكفير الحاكم أو غيره مع قتاله، وهل قتال طلحة والزبير ومعاوية لعلي، رضي الله عنهم، جعلهم من الخوارج فضلًا عن ارتدادهم بذلك؟! وقال إن وجود الإمام الممكَّن وثبوت بيعته بالانتخابات هو وهم الحلم الجميل الذي عشناه وما زال البعض يعيشه، أليست الإمامة لا تثبت إلا بشوكة تفرض الطاعة، وهل كان أهل الشوكة الحقيقية في البلاد مطيعين للدكتور "مرسي" لا يقدرون على مخالفته؟! وهل كان الجيش والشرطة والمخابرات، ثم أجهزة الإعلام، وأهل المال والاقتصاد، والقضاء والدولة العميقة وأتباع النظام السابق في يد الرئيس؟! وهل استطاع دكتور "مرسي" أن يقيم الدين أو أن يسوس الدنيا بالدين أم أحسن أحواله أن يكون عاجزًا، بل ما استطاع أن يسوس دنيا الناس ويوفر حاجاتهم، ولو بغير الدين، ولو بالربا ومنح التصاريح للخمارات؟! وأوضح أن الكل يعلم أن جزءًا من المشاكل مفتعل وهذا دليل على أنه لم يكن ممكَّنًا، إذ عجز عن حل المشاكل إلى درجة سخط شعبي عارم، فكل هؤلاء يخالفونه حتى وُجد لهم الظهير الشعبي المتضرر مِن فقْد أساسيات حياته وهو عاجز عن قيادة البلاد دنيا أو دينًا وسط هذه الصراعات، وفي الدول المحيطة مخالفة مماثلة دول الخليج، إثيوبيا، حتى السودان خذلتنا في سد النهضة، إسرائيل "حدث ولا حرج"، ودول الربيع العربي مشغولة بمشاكل ثوراتها. وأكد أن مَن يعد إيران وتابعتها العراق حليفين للمشروع الإسلامي فهي مصيبة مركبة، كما أن الموقف الدولي معلوم حقيقة ما يريده الغرب وأنه مع من يقدم التنازلات أكثر، وحبذا لو كان بغطاء إسلامي، وهم يركزون جدًّا على الجانب الثقافي والفكري ممثلًا في الدستور وهو أول ما بذله الإخوان ومستعدون لبذله من تنازلات، فكيف يمكن لرئيس "ممكَّن"، كما يزعم مَن يزعم! أن يقود بلدة وسط كل هذا؟! وأشار إلى أن فلسفة القيادة لم تكن في محاولة استيعاب المخالفين فضلًا عن الموافقين، وإنما في الصدام مع الجميع وفي الوقت نفسه هل يقبل أن يكون "الإمام الممكَّن" يتلقى إنذارًا من قائد جيشه ثم لا يقوم بعزله وإنما يطالبه بسحب إنذاره ومهلته! الذي لا شك فيه أنه كان غير قادر على عزله. وشدد على أن حزب النور لم يشارك في انقلاب، وإنما تعامل مع واقع مفروض كان موجودًا قبل ذلك للناظرين بعين الحقيقة، وأصبح معلنًا بالبيان الذي تم فيه عزل الرئيس بعد أن سيطر الجيش على مقاليد البلاد خلال المهلة تحت سمع وبصر الجميع، وسيطر على وسائل الإعلام ووضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية. وتساءل: هل خطؤنا أنكم تقرءون المشهد على غير حقيقته أو تفهمونه بما تحبونه كما فسرتم الإنذار الأول والمهلة الأولى التي كانت أسبوعًا على أنها إنذار للمعارضة وليس للرئاسة؟! والعجب أنه حتى لو كان الأمر كذلك فكان هذا دون أمر من الرئاسة... فأين التمكين يا عباد الله؟! وأين الشوكة؟! وأين إقامة الدين، وسياسة الدنيا بالدين أو بغيره؟! وقال في مقاله: "نحن تعاملنا مع الواقع الجديد كما كنتم أنتم تتعاملون معه طيلة سنة ونصف السنة حكم فيها المجلس العسكري، وهذا هو الموقف الثاني الذي أذكركم به: فلم تكن هذه خيانة لله وللرسول، صلى الله عليه وسلم، وللأمة، بل كانت، كما كانت من قبل، درءًا للمفاسد وجلبًا للمصالح، وأهمها: تجنب أن نضع الإسلاميين جميعًا في بوتقة واحدة ضد الشعب تقاتله وتهدده بأنهم سيسحقونه في "30 /6"! وأنه "مَن رش الرئيس بالماء سنرشه بالدم"، و"أن هناك 100 ألف قد بايعوا على الهجوم لا الدفاع!"، مع إظهار السلاح واستعماله علنًا في محافظات كثيرة... ثم كانت الطامة الأشد في إعلان البعض صراحة أن عمليات سيناء تتوقف فورًا إذا عاد "مرسي" إلى الكرسي، وإلا فستستمر، فقائل هذا يحمِّل الجماعة علنًا مسئولية كل العمليات التي تجري في سيناء. وأضاف أن الذين خرجوا في "30 /6" لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع، بل كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التي حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، ف"المطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل". وأوضح أن السخط على كل ما هو "إسلامي"، بالاصطلاح المعاصر، كان لا يخفى على أحد خصوصًا الملتحين والمنتقبات طيلة أسبوعين تقريبًا قبل "30 /6" من سب واتهام وأحيانًا اعتداءاتٍ، وللأسف كانت قراءة المشهد عند من يتخذ القرار من جنس أن مهلة الأسبوع التي أمهلها الجيش كانت إنذارًا للمعارضة مع أننا نبهنا على ذلك قولًا وكتابة في الوثيقة التي استلمها وفد مكتب الإرشاد الذي زار الدعوة في "16-6-2013م"، وفيها تحذير من إعطاء المبرر لتدخل الجيش... ولم يكن هذا عن تواطؤ، ولكنه توقع واحتمال يدركه كل من يقرأ المشهد قراءة واعية، وليس حسب ما يحب هو أن يراه ويقرأه. ورد برهامي على ما يردده البعض بضرورة استنقاذ الإمام إذا أُسِر، بأنه تابع للتصور الوهمي مِن موجود إمام ممكَّن، وأن الانتخابات بيعة! وهل لو كسب شفيق دون تزوير فستكون بيعة له؟! فمجرد نية إقامة الشريعة لا تكفي في تصحيح الإمامة، فكلنا ننوي ذلك... فهل كلنا أئمة؟! كما أن الصورة التي ذكرها العلماء هي في أسر الإمام مِن قِبَل الكفار، وأظن أن سيف التكفير جاهز لكل من خالفوا، ولم يقل العلماء ولم يطبقوا هذا في خليفة عزله السلطان وأسره، بل وقتله، وارجعوا للتاريخ ستجدون كمًّا هائلًا من ذلك، ولقد كان أئمة السنة في زمن الصراع بين الأمويين والعباسيين ولم يقولوا بوجوب استنقاذ الإمام الأسير، بل تعاملوا مع الواقع الجديد الذي صار حقيقة بالتغلب. ووجه رسالة لمن هم خارج البلاد من المشايخ والدعاة: "لم يكن لكم أن تتورطوا في الإفتاء على واقع لا تعلمونه اعتمادًا على نقل من توالونه ولم تسمعوا ممن خالفه! فعسى أن تعيدوا النظر، وهل يكفي الاعتماد على وسائل الإعلام المسماة بالإسلامية التي صار الكذب، وهو على ما أعلم يجوز في الحرب، هو السلاح الأول المستعمل لتشويه الحقائق ولي الوقائع لتصل في النهاية إلى استخراج البيانات بهذه الصورة؟" في إطار رصده للمواقف قال برهامي: "ما كان من وجود "التحالف الديمقراطي" الذي رعاه حزب الحرية والعدالة، "تحالف" و"ديمقراطي" وعلى رأسه رموز الليبراليين وكانوا معروفي الاتجاه الفكري تمامًا، بل صاروا قادة جبهة الإنقاذ، ومرَّ على المشايخ والدعاة والإعلام المسمى بالإسلامي مرور الكرام، بل مع التبرير الشرعي بحلف الفضول! داعيا إلى المقارنة بين هذا الموقف وقد قدَّم رموز الليبرالية للانتخاب على "قوائم الإخوان" دون غضاضة وبين موقف "حزب النور" في مبادرته التي طالب فيها بإصلاح حقيقي تحتاج إليه البلاد، ومصالحة مع مؤسسات الدولة لا يمكن أن يستمر العمل دونها، وإذا بالعالم كله يسمع عن موالاة "حزب النور" لأعداء الله العلمانيين، معسكر الكفر، والديمقراطية كفر..! وأكد أن حزب النور والدعوة السلفية لم يقبلا قط حق التشريع لغير الله، ولم يقولا إن عرض القوانين على هيئة كبار العلماء لبيان "حكم الشريعة" فيها تأسيس للدولة الدينية المرفوضة، ولا أن التشريع هو لهذا الشعب ممثلًا في مجلس الشورى، لأن الشعب مصدر السلطات! بل نفسر مصدر السلطات بأنه بضوابط الدستور المتضمن مرجعية الشريعة فلا يجوز لمجلس الشورى أو النواب أن يسن خلاف الشريعة. وتساءل: هل كانت كل المصطلحات، وكل هؤلاء الأشخاص، وكل هذا المنهج الفكري، مختلفين عما هو عليه الآن عندما تحالف معهم الإخوان؟! ولم نتحالف معهم قط، ولا والينا مَن يخالف الشرع، وإنما حصل توافق على موقف سياسي كان أقبح منه بلا شك ما أعلنه دكتور "مرسي" بأن الموقف المصري يتطابق مع الموقف الروسي من الأزمة السورية! وتذكر برهامي موقف آخر عندما أفتى دكتور "يوسف القرضاوي" بأنه "يجوز" للمجند الأمريكي أن يقاتل مع الجيش الأمريكي ضد دولة أفغانستان المسلمة، ولم ينعقد اتحاد علماء المسلمين ليبين حرمة موالاة الكفار، ولم تنطلق الألسنة مكفرة ومضللة وحاكمة بالنفاق مع أن القتال والنصرة أعظم صور الموالاة ظهورًا، ودولة أفغانستان كانت تطبق الحدود وتعلن مرجعية الإسلام، أما الآن فقد انطلقت الألسنة تقول في إشارة يفهمها الجميع: (... فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (التوبة:74)، مع أن صدر الآية: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا... ) فهل رأيتم "حزب النور" قال كلمة الكفر وكفر بعد إسلامه؟! وجدد تأكيد أن حزب النور تعامل مع واقع حقيقي فرض نفسه، ليس في قدرتنا أن نشارك فيه، ولم نشأ أن نطيع غيرنا في أن نصطدم بالحائط أو نلقي أنفسنا في هاوية مهلكة تؤدي إلى خسارة الدين والدنيا، خسارة الدعوة والمنزلة في قلوب الناس وخسارة المنصب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في الوقت نفسه، خسارة الدماء التي تراق، والأموال التي تُدمر، والبلد الذي ينهار، والجيش الذي يُراد انقسامه ويُراهَن على انشقاقه لإعادة الرئيس بعد كم مِن الأرواح تزهق! وعلى أية أشلاء وطن يعود الرئيس؟! وإذا لم يعد في المنطقة غير جيش واحد "هو جيش إسرائيل"، فمن الذي سيأمر فيطاع: دكتور "مرسي" أم الأيدي والأصابع من الخارج؟! وأشار إلى أن الخطاب الكارثي المستعمل باسم الإسلام، المبني على العنف الدموي في سيناء وغيرها، والتكفير للمخالف "إسلامي وغيره" يقتضي وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره. ونصح أعضاء مكتب شورى جماعة الإخوان المسلمين أن يتقدموا باستقالاتهم لإنقاذ الجماعة حتى تظل عاملة وبقوة في الشارع المصري مقبولة من الجماهير، حفاظا على ما بقي من العمل الإسلامي ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة الوطن، كما دعا مجلس إدارة الدعوة السلفية، بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام للدعوة، أن يضعوا استقالاتهم بين يدي إخوانهم ليقرروا ما شاءوا.