سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهلباوى.. الإخوانى المنشق عن "الجماعة" بعد الثورة.. رفض ترشيح الشاطر للرئاسة.. عاش 23 عامًا خارج البلاد فى منفى اختيارى.. عاد بعد ثورة يناير ليعلن الانشقاق.. ويحمل الإخوان فشل مفاوضات الخروج الآمن
شن الدكتور كمال الهلباوى القيادى السابق في جماعة الإخوان والمنشق عنها وأمين عام منتدى الوحدة الإسلامية بأوربا، هجوما على الإخوان وحملهم مسئولية فشل المفاوضات مع الحكومة الحالية قائلا: إن الإخوان والجماعة الإسلامية هما اللذان كانا يريدان المفاوضات للخروج الآمن من الأزمة ولكن بشروط وهو ما رفضته الحكومة، وأنه سعيد بلجنة ال 50 لتعديل الدستور، لأنها لجنة دستورية، شكلت لتعديل دستور حقيقى يضمن حق كل الأطراف السياسية، وحق كل المصريين. وأكد أن وقت المفاوضات انتهى، مطالبا الجماعة الإسلامية بالرجوع إلى الرشد وإلى الوطن، داعيا حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان إلى مراجعة مواقفه قبل فوات الآوان، معربا عن سعادته بلجنة ال 50 لتعديل الدستور، مشيرا إلى أنها ستقوم بصياغة دستور يضمن حقوق كل أطياف الشعب. ويعد كمال الهلباوى أحد أبرز قياديى الإخوان في التنظيم الدولى حتى عام 1997، فالرجل كان متحدثًا باسم الإخوان في أوربا، وكان محظورًا عليه دخول مصر لمدة 23 عامًا من قبل نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك وحتى قيام ثورة 25 يناير. واستقال الهلباوى على الهواء مباشرة من عضويته في جماعة الإخوان بعد إعلان مجلس شورى الجماعة ومكتب إرشادها ترشيحَ المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، معتبرا ذلك بمثابة تخبط في قرارات مكتب الإرشاد الذي كان سبق وأعلن عدم ترشيح الإخوان أحد للرئاسة. ووجد الهلباوى أن تلك الخطوة تعكس تناقضًا في الفكر والعمل يؤدى إلى شق الصفوف وإشعال الفتن بين شباب الإخوان في الأقاليم، واتضحت رؤيته الثاقبة بعد عام كامل من الفشل الرئاسى الإخوانى والذي تلا فشلهم البرلمانى. ومن الأسباب الأخرى لانشقاق الهلباوى عن الجماعة هو الهجوم المتكرر عليه من أعضاء مكتب الإرشاد ومنهم الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامي للجماعة، والدكتور رشاد البيومى نائب المرشد بأن الهلباوى مفصول من الجماعة ولم يكن قياديًا فيها على الإطلاق. وكان الهلباوى حاول إصلاح الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة منذ أعقاب الثورة وحتى الآن، ومنها اهتمامهم بالمسار الديمقراطى على حساب المسار الثورى وانسحابهم من ميدان التحرير مبكرًا، وسياسة السيطرة والهيمنة على المؤسسات الحاكمة وغير الحاكمة في الدولة. ووجه الهلباوي انتقاده لترشيح الإخوان لأحد القيادات لرئاسة الجمهورية فيرى أنهم أخطأوا عندما وقفوا ضد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أحد القيادات السابقة للجماعة، ويرى أنه في حال انقطاع الثقة بين القيادة ومن يقاد منها فإنه تجب مراجعة أسباب ذلك وإزالتها لإعادة الثقة مرة أخرى. وعندما أراد مجلس الشعب المنحل أن يسحب الثقة من الحكومة السابقة التي كان يترأسها الدكتور كمال الجنزورى، أكد الهلباوى أنه لا يستطيع أحد أن يسحب الثقة من الحكومة سوى المجلس العسكري، لأن الدستور لم يتحدد بعد فمعركة الدستور تسبقها معركة الهيئة التأسيسية والتي يجب أن تقوم على معايير واضحة ووجود مختصين وخبراء تكون مهمتهم وضع مبادئ الدستور الذي يستفتى عليه المصريون بعد ذلك. وعن خلط الإخوان بين حزبهم السياسي وجماعتهم الدعوية قال الهلباوى: يجب أن نفرق بين الإخوان في الكيان الدعوى وبين حزب "الحرية والعدالة" ككيان سياسي فمن الممكن أن يقود هذا الحزب الدولة يومًا ما، وأنصح الإخوان بأن كل من له أهمية وخبرة في العمل السياسي ينقل للحزب وكل من يريد أن يعمل في الدعوة فقط يكون في الجماعة بعيدًا عن السياسة، محذرًا الجماعة من أن اتجاه الشارع المصرى غير مضمون لأنه من السهل أن يتغير في أي وقت نتيجة الأحداث الداخلية أو الخارجية. ورفض الهلباوى أن تكون إملاءات رئيس مصر من المرشد العام في حالة فوز الإخوان بالحكم كما هو الحال في إيران، مشيرًا إلى أن من قام بالثورة في مصر هو الشعب ولم تكن له قيادة، أما في إيران فالعلماء هم من قاموا بالثورة بقيادة الخومينى.