كلمات.. لكن كطلقات الرصاص.. أطلقها الدكتور يونس مخيون، الرئيس الجديد لحزب النور السلفى، بشأن الانتقادات الحادة لجماعة الإخوان المسلمين، والتى أكد خلالها استبعاد التحالف مع الإخوان لعدم مشاركتهم القوى السياسية والإفراط فى كثير من القرارات، فضلًا عن محاولتهم السيطرة على المناصب التنفيذية، وهذا ما يجعل التحالف مع الجماعة أمرا غير وارد. بعض الأحزاب والقوى السياسية ترى أن تصريحات مخيون بمثابة إزاحة لستار عورة الإخوان، وانكشاف لوجههم الحقيقى، فى حين أن البعض الآخر رأى أن التحالف بينهما سيأتى فى مرحلة تالية للحفاظ على التفوق للتيارات الإسلامية. اللواء عادل عفيفى، الرئيس السابق لحزب الأصالة السلفى، قال: "إن الانتقادات التى وجهت لجماعة الإخوان المسلمين من رئيس حزب النور بعضها صحيح، خاصة فيما يتعلق بعدم المشاركة الفاعلة مع القوى السياسية والإفراط فى اتخاذ العديد من القرارات بشكل مفاجئ دون مشاركة الآخرين من التيارات الإسلامية فى دراسة واتخاذ القرار، وهو الأمر الذى تسبب فى حدوث العديد من الارتباكات للمشهد السياسى". وأضاف "عفيفى" أن ما يثير حفيظة التيار السلفى هو سيطرة الإخوان على المناصب التنفيذية، وهذا ما تعترض عليه القوى وباقى التيارات الإسلامية، وطالب الأحزاب الإسلامية بالتحالف مثلما يتحالف التيار المخالف للشريعة حتى لا تتفتت الأصوات، كما دعا حزب الحرية والعدالة للتعاون مع باقى الأحزاب الأخرى". ومن جانبه، أكد الشيخ أحمد المحلاوى، إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، على وجود مبررات وراء تصريحات الدكتور يونس مخيون بشأن علاقة حزبه بالإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وأن المرحلة القادمة تحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الصف. وأضاف "المحلاوى" أنه لا يوجد أى خلاف جوهرى بين السلفيين أو حزب النور تحديدًا أو الإخوان المسلمين، وإنما الاختلاف فى الرؤى السياسية وأسلوب قيادة الدولة، ولذلك أدعوهم للتوحد ونبذ الاختلاف. وأشار ياسين تاج الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، بأن تصريحات الدكتور يونس مخيون هى شهادة من أهلها، تؤكد صحة موقف القوى الليبرالية فى حكمها على جماعة الإخوان المسلمين، خاصة فيما يتعلق بمنهج الإخوان فى العمل السياسى. وقال "تاج الدين": "الإخوان يريدون سلطة شمولية قامت الثورة للقضاء عليها، وأصبحوا يستبدلون حكما شموليا بآخر جديد يلعب بالدين، وهذا أسلوب فاشل هدفه الاستئثار بالسلطة وإحكام قبضته على أمور البلاد لمنع تداول السلطة". وأضاف أن تصريحات الدكتور يونس مخيون كشفت أشياء كثيرة كانت القوى الديمقراطية قد كشفت النقاب عنها منذ مدة طويلة، لكن السلفيين كانوا يساندونهم ويدافعون عنهم، خاصة فى قضية الدستور، ومن هنا فإن الرجوع للحق فضيلة وكل اتهامات مخيون للإخوان أو المآخذ التى تؤخذ عليهم صحيحة بما يعنى أن السلفيين كشفوا عورة الإخوان. أما حسين عبد الرازق، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، فقال: إن تصفية التحالف بين السلفيين والإخوان التى أكدها الدكتور يونس مخيون فى تصريحاته الأخيرة بسبب المآخذ التى تؤخذ على الإخوان المسلمين هى قضية ملتبسة؛ لأنه فى نفس الوقت الذى صرح فيه مخيون بذلك هناك قيادات أخرى كانت تتحدث فى اتجاه مخالف، وأعتقد أن التيار الإسلامى بفرقه المختلفة سيتحالفون معًا فى الانتخابات القادمة أو داخل المجلس من أجل ضمان الأغلبية، وبالتالى فأنا لا أعول على هذه التصريحات كثيرًا. وأكد "عبد الرازق" على أن مجرد خروج مثل هذه التصريحات من رئيس حزب النور أمر جيد، لكنها لا تعد طلاقا بينهما والسبب فى ذلك أن الإخوان الفترة الماضية عندما انتقلوا من المعارضة للحكم تغييروا بدرجة 180 درجة ما أفقدهم الكثير من القوى التى كانت تراهن عليهم سواء قوى سياسية أو ناخبين.