لعنة منصب رئيس الوزراء تصيب باكستان.. ظاهرة قديمة يحييها عمران خان.. يهدد حكومة شهباز شريف.. وانتخابات مبكرة طوق النجاة

تشهد باكستان حراكًا سياسيًّا واسعًا وحالة من عدم الاستقرار عقب مطالب وتهديدات رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان حكومة شهباز شريف بعد أيام من توليها مقاليد السلطة بإجراء انتخابات مبكرة أو الزحف على إسلام أباد.

انتخابات مبكرة
ومطالب خان أتت بعد أزمة سحب الثقة من حكومته بقيادة المعارضة والتي ترأسها شريف بينما وصفها خان المؤامرة الأمريكية في ظل تصاعد حدة التوتر بين الفصائل السياسية في إسلام أباد.
غير إن مؤتمر خان الأخير أمام حشد ضخم ضم عشرات الآلاف بمدينة لاهور في شرق باكستان لقى صدى كبيرا داخل إسلام أباد بعدما قال: «أيا كان مَن ارتكب خطأ، فهناك طريقة واحدة لتصحيحه وهي إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن»، كما طلب خان من مؤيديه الاستعداد لتلبية دعوته للزحف نحو إسلام أباد إذا تأخرت الاستجابة لطلبه بانتخابات مبكرة، قائلا: «انتظروا ندائي».
وهذا هو ثالث تجمع عام ضخم لعمران خان منذ فقد السلطة لزيادة الضغط على الحكومة الجديدة بقيادة شهباز شريف والتي تواجه تحديات ضخمة لإنعاش الاقتصاد المتعثر بحسب تصريحات عمران خان نفسه؛ لتدخل إسلام أباد في أزمة سياسية تكرس لحالة عدم الاستقرار التي تعاقبت على باكستان منذ تأسيس الدولة.

عدم الاستقرار في باكستان
فظاهرة عدم الاستقرار السياسي واحدة من الظواهر السياسية التاريخية في باكستان منذ تأسيس الدولة في عام 1947؛ فإسلام أباد ملعونة بعدم قدرة أي حكومة باكستانية على إكمال مدتها الدستورية، باستثناء الحكومات المؤقتة.
وفيما يلي بيان بحكومات باكستان المتعاقبة ومدة حكمها منذ تاسيس الدولة:
- علي خان بدأ تولي الحكومة في الفترة من (15/8/1947- 16/10/1951) بما يعادل (4 سنوات وشهرين ويومين) من حزب الرابطة الإسلامية وانتهى حكمه بالاغتيلال.
- خواجة ناظم الدين تولى الحكومة في الفترة من (17/10/1951- 17/4/1953) بما يعادل سنة واحدة وستة أشهر من حزب الرابطة الإسلامية وانتهى حكمه عقب حل الحكومة بواسطة الحاكم العام لباكستان.
- محمد علي بوجرا (Mohammed Ali Bogra) تولي في الفترة من (17/4/1953- 11/8/1955) بما يعادل عامين وثلاثة شهور و26 يومًا حزب الرابطة الإسلامية وانتهى حكمه بحل الحكومة بواسطة الحاكم العام لباكستان.
- تشودري محمد علي تولي في الفترة من (12/8/1955- 12/9/1956) بما يعادل سنة واحدة وشهر واحد من حزب الرابطة الإسلامية وأنهى حكمه بالاستقالة.
- حسين شهيد سهروردي تولي في الفترة من (12/9/1956- 18/10/1957) بما يعادل سنة واحدة وشهر واحد وستة أيام ينتمي إلى رابطة عوامي انهى حكمه بالاستقالة.
- إبراهيم إسماعيل جندريكار تولي في الفترة من (18/10/1957- 16/12/1957) بما يعادل شهر واحد و28 يوم من الرابطة الإسلامية انهى حكمه بالاستقالة.
- فيروز خان نون تولي في الفترة من (16/12/1957- 7/10/1958) بما يعادل 9 شهور و21 يوم من الحزب الجمهوري وانتهى حكمه عقب إعلان حالة الطوارئ بواسطة رئيس البلاد إسكندر ميرزا.
- نور الأمين تولي في الفترة من (7/12/1971- 20/12/1971) بما يعني 13 يومًا فقط وينتمي إلى حزب الرابطة الاسلامية وانهى فترة حكمه بالاستقالة

حجب منصب رئيس الوزراء للمرة الاولى
- ثم تم حجب المنصب خلال الفترة (20 ديسمبر 1971 إلى 14 أغسطس 1973) والتي تولى فيها الرئيس أيوب خان رئاسة باكستان.
- ذو الفقار علي بوتو تولى في الفترة من (14/8/1973- 5/7/1977) بما يعادل (3 سنوات وعشرة شهور و21 يومًا) قادم من حزب الشعب وانتهى حكمه عقب انقلاب بقيادة الجنرال محمد ضياء الحق.
- محمد خان جونيجو تولى في الفترة من (23/3/1985- 29/5/1988) بما يعادل 3 سنوات، وشهرين و6 أيام من الرابطة الإسلامية تم انهاء حكمة بالإقالة بواسطة الرئيس ضياء الحق.

حجب منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية
- ثم تم حجب المنصب خلال الفترة 29 مايو 1988 - 2 ديسمبر 1988.
- ليعود من جديد منصب رئيس الوزراء بتولي بنظير بوتو في الفترة من (3/12/1988- 6/8/1990) بما يعادل عام واحد و8 شهور و4 أيام من حزب الشعب تمت إقالة بواسطة الرئيس غلام اسحق خان.
- ثم غلام مصطفى جاتوي والذي تولي في الفترة من (6/8/1990- 6/11/1990) بما يعادل ثلاثة اشهر بتكليف مؤقت.
- نواز شريف وهو الشقيق الاكبر لرئيس الحكومة الباكستاني الحالي شهباز شريف وتولى في الفترة من (6/11/1990- 18/4/1993) بما يعادل عامان و5 شهور و12 يوم من الرابطة الإسلامية وتم انهاء حكمة بالاقالة بواسطة الرئيس غلام اسحق خان.
- بلخ شير مزاري تولى في الفترة من (18/4/1993- 26/5/1993) بما يعادل 38 يوما فقط في تكليف مؤقت.
- ليعود من جديد نواز شريف في الفترة من (26/5/1993- 18/7/1993) بما يعادل شهر واحد و22 يوم قبل ان يستقيل.
- ثم ياتي معين الدين أحمد قرشي والذي تولى بشكل مؤقت لمدة 3 اشهر فقط في الفترة من (18/7/1993- 19/10/1993).
- بنظير بوتو حزب الشعب، في الفترة من (19/10/1993- 5/11/1996) بما يعادل 3 سنوات و17 يوم والذي اقيل بواسطة الرئيس فاروق ليجاري.
- ليتولي مالك ميراج خالد لفترة مؤقتة من (5/11/1996- 17/2/1997) بما يعادل 3 شهور و12 يوم.
- نواز شريف في الفترة من (17/2/1997- 12/10/1999) بما يعادل عامان و7 شهور و25 يومًا قبل اقصائه عقب انقلاب بواسطة الجنرال برفيز مشرف.
ليتم للمرة الثانية إلغاء المنصب خلال الفترة (12 أكتوبر 1999 وحتى 21 نوفمبر 2002).
- ليعود منصب رئيس الوزراء الباكستاني مع مير ظفر الله جمالي " الجماعة الإسلامية الباكستانية" والذي تولى في الفترة من (21/11/2002- 26/6/2004) بما يعادل سنة و7 شهور و3 أيام قبل استقالته
- ثم تولى تشودري شجاعت حسين "من الجماعة الاسلامية الباكستانية" في الفترة من (30/6/2004- 26/8/2004) بما يعادل شهر و27 يوم قبل اعلانه استقالته.
- ليكون الحدث الاكبر على يد شوكت عزيز " الجماعة الإسلامية الباكستانية" والذ استطاع استكمال في منصب رئيس وزراء باكستان في الفترة من (28/8/2004- 15/11/2007).
- ليتولي من بعد ذلك محمد ميان سومورو " الجماعة الإسلامية الباكستانية" لفترة مؤقته من (16/11/2007حتى 25/3/2008).
- ثم يوسف رضا جيلاني " حزب الشعب" والذي تولى في الفترة من (25/3/2008- 19/6/2012) قبل ان تتم إقالة بحكم من المحكمة العيا.
- راجا برفيز أشرف " الجماعة الإسلامية الباكستانية" والذي تولى في الفترة من (22/6/2012- 24/3/2013) بما يعادل 9 شهور ويومان في استكمال مدة الحكومة سابقته.
- ثم تولى مير هزار خان خوسو في تكليف مؤقت 3 شهور و20 يوما في الفترة من (24/3/2013- 4/6/2013).
- نواز شريف "الرابطة الاسلامية" في الفترة من (5/6/2013- 28/7/2017) بما يعادل 4 سنوات وشهر و23 يوم قبل اقالته من قبل المحكمة العليا.
- شهيد خاقان عباسي "الرابطة الاسلامية" تولى 10 شهور فقط في الفترة من (1/8/2017- 31/5/2018) في استكمال المدة البرلمانية للحكومة السابقة.
عمران خان يهدد الحكومة الباكستانية: إما انتخابات جديدة أو الزحف نحو إسلام أباد
حكومة عمران خان
- ثم حكومة عمران خان "حركة الانصاف" والتي مثلت الحكومة ال29 في تاريخ اسلام اباد والتي تولت في الفترة من (/8/2018- 9/4/2022) بما يعادل 3 سنوات و7 اشهر و21 يوم قبل اقصائها عن طريق حجب ثقة من داخل البرلمان بعد حكم محكمة العليا بعدم دستورية قرار حل البرلمان والحكومة، على إثر أزمة سياسية بين الحكومة والمعارضة.
لتعيش اسلام اباد من جديد في حالة من حالات الصراع السياسي التى لم تبتعد عنه منذ تاسيس الجمهورية الباكستانية الاسلامية.