أيها المرابطون في رابعة العدوية وغيرها من ميادين رافضة للانقلاب انتبهوا لما يجرى من الآن فصاعدا: بالإضافة إلى التعتيم على الحشود الهائلة من المعتصمين".. العبارات السابقة لا تنتمى لواحد من رموز النظام الإخوانى السابق، وبالطبع لا يمكن أن تكون لسان حال "فلول النظام الأسبق"، لكنها – وياللعجب- كانت من زميلنا مدير تحرير الزميلة "الشروق" وائل قنديل الذي لم يكف طوال الأسبوع الماضى عن "الولولة" على نظام الرئيس السابق محمد مرسي "المعزول" بأمر 30 مليون مواطن مصر، أي أكثر من ضعف الذين انتخبوه رئيسا لمصر. زميلنا "وائل" كشف لنا – لا فض فوه – أنه يمتلك من المواهب ما يجعله ينافس قناة الجزيرة القطرية في تغطية الحشود الإخوانية– والعهدة على وائل والجزيرة- المرابضة في "إشارة رابعة العدوية"، حيث قال بعد المقدمة "العسكرية" التي افتتح بها مقاله المنشور صباح الخميس الماضي في الزميلة "الشروق" تحت عنوان "القبول الأمريكي والرضا الإسرائيلي والفرح الخليجي"، وبعيدا عن الكيفية التي جمع بها مدير تحرير الشروق" الشامى على المغربى"، وبعيدا أيضا على اللغة القديمة التي استخدمها في افتتاحية مقاله، فإن القراءة الأولية لبقية المقال ذاته تكشف أن زميلنا أصيب بداء "العظمة الإخوانى"، وأن بصره وبصيرته توقفا عند "إشارة رابعة" و"رأسها وألف سيف" ألا تمر – مرور الكرام- على ميدان التحرير، أو تتابع القنوات الخاصة المارقة الماجنة التي تذيع مقاطع للملايين التي احتشدت لأكثر من مرة لتقول لرئيس "المرابضين في الإشارة" و"مرشده القادم في سيارة الإسعاف" "ارحل..راحل" وترفع له "الكارت الأحمر". زميلنا "وائل" – مع حفظ الألقاب، ومراعاة الحالة الصحية والسياسية التي يعانى من تدهورها بشكل ملحوظ- بعدما اكتشف أن الخليج انتشي طربا من رحيل الرئيس "مرسي"، وأن البوصلة الأمريكية أصابها العطب بعدما واجهت الملايين التي خرجت للشوارع لتؤكد أن 30 يونيو ثورة وليس انقلابا، خرج علينا ليكذب الجميع ويصدق دعاوى "جماعة الرئيس" وأعداد "متظاهرى الإشارة" ويصرخ بصوت جهورى "مؤامرة.. مؤامرة" حيث قال: إذًا.. فلتضبطوا خطابكم ولتصيغوا رسالتكم بوضوح إلى من هم خارج الاعتصام، بأنكم تدافعون عن ديمقراطية مخطوفة وليس عن شخص أو تيار، وعن قيم سياسية اكتسبناها من ثورة 25 يناير يراد إحراقها.. وأن هذا اعتصام لكل المصريين الرافضين للارتداد إلى عصر انقلابات جمهوريات الموز وليس اعتصاما لفئة أو تيار فقط. ولأنه لا تزال في القلب بقية معزة ل"وائل" منذ أن كان يحمل للدكتور محمد البرادعى حقيبة أوراقه، قبل أن تحدث في الأمور أمور وتغضب الجماعة على "البوب"، فلابد أن نطالبه بأن يعيد النظر فيما يكتب، وأن يتخذ قرارا من اثنين – لا ثالث لهما إلا الشيطان، الأول أن يبتعد عن السياسة ويكتب في أي شيء آخر، ينقد مسلسلات رمضان مثلا، أو أن يترك "حاله ومحتاله" ويأخذ أول "ميكروباص" متجه لإشارة رابعة العدوية، ويري الأمور على طبيعتها، وليس وفقا لكاميرا "الجزيرة"، وننتظر منه أن يعود لنا بعدها سالما غانما، وفاهما بأن "الإشارة " جزء من الميدان وأن العكس غير صحيح، وإذا فهم غير ذلك ننصحه بالبقاء هناك، والاكتفاء بتأريخ الرؤيا التي تخرج بشكل يومى هناك، لعل وعسي يصبح في يوم من الأيام "جبرتى إشارة رابعة العدوية".