اعترف البيت الأبيض بورقة تمرد.اعترفت الخارجية الأمريكية بتوقيعات 22 مليون مصري. قالت إن الشعب المصرى قال كلمته. قالت إن مرسى لم يعد فى منصبه ولا كان حكمه ديمقراطيا.بعبارة أخرى طبق ال33 مليون مصرى الديمقراطية المباشرة وصار الشارع يحكم. بالاعتراف الأمريكي، يصبح أوباما راعى الجماعة، هو آخر من وقع على تمرد؛ فدعا معنا إلى انتخابات رئاسية مبكرة!. جاء التوقيع متأخرا، لكنه ترك أثرا شبه حاسم فى بيان الموقف الأمريكى اللجلج، بلغة المعزول مرسي. اعتمد الغرب، بعد العرب، الصورة التليفزيونية الرهيبة، المبهرة، لفيضان بشرى اجتاح شوارع القاهرة والمحافظات، وملأ العدسات حتى أعماها. مؤدى هذا كله، أن العالم يعترف الآن بأن الثورة التى تفجرت بتمرد فى 30 يونيو هى ثورة بريئة طاهرة من العمالة.هى فى ذلك تختلف كلية عن المؤامرة التى حملت اسم" الربيع العربي" يوم 25 يناير، منسوبة إلى الشباب.لا توجد ثورة هدفها هدم الدولة. تهدم نظاما لكن لا تقوض المجتمع ولا تكفره !.لا يجوز قط نسبة ثورة يونيو إلى الشباب وحده، لأنها ثورة رفض عارم من 90 مليونا إا بضع مئات الألوف، يساقون برؤى وضلالات وطاقات مستمدة من قرون غابرة. هذه نقطة أساسية ينبغى ألا تغيب عن العقل حتى لا تتكرر خطايا ومآسى الجريمة التى وقعت يوم 25 يناير.ثورة 30 يونيو ثورة شعبية شاملة قامت لتسترد الدولة وتحافظ على الهوية.لذلك يمكن فهم عمليات الذبح والترويع والإرهاب. ذبح القبطى حنا المسكين فى الشيخ زويد. قنبلة بدائية تحت كوبرى الجامعة.مذبحة بين السرايات.مذبحة المنيل.مذبحة سيدى جابر.قتل 9 مصريين وإصابتهم فى أول ليلة سحور فى العريش، ثم هذا التجمع البائس لمصريين طيبين وقعوا تحت سيطرة دعاة الانتقام والعنف.هل يجوز حقا القول بأن رابعة العدوية صارت مهبط الوحى من جديد.إن محمدا هو خاتم المرسلين ولا وحى من بعده فكيف يقولون إن جبريل هبط فى مدينة نصر ليحفز أنصار مرسي.؟.ضلالات مثل قول أحدهم على المنصة، أن سيدنا محمدا نام على رجله بينما مرسى نام على الرجل الأخرى، وقول مضحك آخر بأن النبى محمدا طلب إلى مرسى أن يؤمه فى الصلاة! حرام والله ! يراهن الإخوان على السيناريو السوري، بعد أن تحول قادة لهم إلى فصيل يستدعى ميراث العنف التاريخي. لا يفهمون. مصر ليست شيعة وسنة ولا عربا وأكرادا. مصر الآن بعد 30 يونيو: مصريون وإخوان. مصريون ومتخابرون خونة. مصريون وإرهابيون.سقطت الأقنعة. شاهت الوجوه. الشعب يكره الكاذبين، ولا أعرف كيف سيستقبل الناس حكومة فيها وزراء إخوان..بعد كل الترويع؟..التسامح لمن لم يخن.لم يقتل. لم يسرق.غير ذلك، نكون حمقى، أو أغبياء، أو غافلين، مغفلين!.