كوارث لها أول وليس لها آخر هي حصيلة حكم جماعة الإخوان المسلمين طيلة عام مضى، وعندما تولى سعد الحسيني – القيادي الإخواني- منصب محافظ كفرالشيخ، فكان شغله الشاغل هو الأخونة، فقد قام بتعيين 14مستشارا له، جميعهم من أبناء قيادات الإخوان بكفر الشيخ، وهو ما أشعل غضب أبناء المحافظة، وخاصة القوى الثورية، وخرجت المظاهرات المناهضة ضده ولكن دون جدوى، واستمر الحسيني في ملف الأخونة، وكان راتب المستشار يتراوح بين 8 آلاف و12 ألف جنيه. ولم يكن تعيين 14 مستشارًا للمحافظ السابق هي النهاية، بل تبع ذلك إقالة عدد من مديري الإدارات بديوان عام المحافظة، مثل إعفاء مدير عام المتابعة الدكتور عبد المجيد حسن والمشهود له بالكفاءة والتفاني في العمل وعدم انحيازه لأي تيار سياسي وتعيينه في وظيفة أخري بالديوان العام دون مبرر لإعفائه من منصبه وتعيين القيادي الإخواني محسن غازي خلفًا له. كما جاء الدور على مدير مكتب المحافظ السابق المرحوم جمال حجاب، الذي أقاله المحافظ من منصبه عنوة دون وجه حق، وعين الشحات حجازي -القيادي الإخواني- خلفا له، وتعيين المهندس سعيد سعد الإخواني سكرتيرا عاما مساعدًا لديوان عام المحافظة الذي يحظي بثقة الحسيني. ولم يقف الحسيني عند هذا الحد بل توغل داخل مديريات التربية والتعليم بالمحافظة ليقيل جميع مديري الإدارات ويختار بدلا منهم من قيادات الإخوان بالتربية والتعليم من خلال لجنة يرأسها الحسيني، وقد نشب خلاف في إدارة الرياض التعليمية بين أحد مرشحي منصب مدير الإدارة الذي ينتمي لحزب "النور"، وآخر ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ليحسم الأمر المحافظ السابق لصالح ابن جماعته. كما أطاح الحسيني بوكيل مديرية التربية والتعليم عبد المقصود روايش دون وجه حق وتعيين سيد الجويني القيادي الإخواني بدلا منه وكيلا للمديرية، وتبع ذلك تغيير أكثر من 12 مدير إدارة بالتربية والتعليم بمدينة كفر الشيخ من الإخوان، كما أطاح الحسيني بجميع رؤساء مجالس المدن وتعيين آخرين تابعين لجماعة الإخوان بالمحافظة رؤساء مجالس مدن، ولم يبق سعد إلا على رئيس كفرالشيخ. كما تدخل الحسيني في تعيين وكيل وزارة الري بالمحافظة وعدد من قيادات المديرية، ثم أخونة مديرية الشباب والرياضة، من خلال تعيين وكيل لمديرية الشباب والرياضية بالمحافظة القيادي الإخواني أنس منصور دون وجه حق. كما أطلق سماء الأخونة من خلال تكوين مجلس للقيم والأخلاق ومجلس للزكاة، جميع قياداتهم من الإخوان، ليضع ميزانية صندوق الخدمات بالمحافظة نصب أعين هذه المجالس والتصرف فيها بموجب تشكيلها وإعطائها الحق في صرف مبالغ مالية وإعطاء المنح ومنح الجمعيات الأهلية التابعة لجماعة الإخوان والأيتام والأرامل التابعين للجماعة وذلك بهدف كسب المواطنين من البسطاء بالشارع لفكرهم، كما أطاح الحسيني بمدير عام التموين وتم تعيين إبراهيم طلحة القيادي الإخواني خلفًا له. وعلى المستوى الخدمي لم يقدم سعد الحسيني أي خدمات تذكر لصالح المواطنين، بل زادت المعاناة اليومية، من نقص مياه الري وانقطاع الكهرباء وتوقف المشرعات الاستثمارية وخلق حالة من الغضب لدي المواطنين بالمحافظة من جراء الأخونة ومحبته لأهله وعشيرته، وقد أطاحت ثورة 30 يونيو بالحسيني، وفي انتظار الإطاحة برفاقه.