قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء إن أحد الأمور الأكثر وضوحًا إزاء الوضع المضطرب في مصر هذا الأسبوع هو تراجع هيبة ونفوذ الولاياتالمتحدةالأمريكية في البلد الأكثر سكانًا في العالم العربي. ودللت الصحيفة على تحليلها من خلال المتظاهرين المناهضين للحكومة المصرية الذين حملوا هذا الأسبوع في ميدان التحرير شعارات ورددوا هتافات منددة بسياسيات الولاياتالمتحدةالأمريكية المتبعة تجاه مصر وبموقف السفيرة الأمريكية من الاحتجاجات المعارضة، في حين يلقي بعض كبار المسؤوليين الحكومين، الذين يتوقعون إنقلابا عسكريا، باللوم على إدارة الرئيس الامريكي "اوباما" في إعطاء الضوء الأخضر لهذا الإنقلاب. وأشارت الصحيفة إلى أن الدولة- التي كانت لعقود طويلة حليف عربي قوي للولايات المتحدة، وواحدة من أكبر المتلقين للمساعدات الامريكية في العالم- تبدو متحدة بكل طوائفها فقط على تجاهل وازدراء واشنطن. ورأت الصحيفة أن إدارة الرئيس الامريكي "باراك أوباما" ليست مسئولة مسئولية كاملة عن هذا الوضع. ففي بيئة سياسية مستقطبة وفوضى عارمة في مصر، أصبحت نظريات المؤامرة والتصورات الخاطئة لموقف الولاياتالمتحدةالامريكية أمر شائع؛ ولكن الإدارة الأمريكية ساعدت على نمو الموقف المعادي لأمريكا من خلال سوء تعاملها مع الحكومة للرئيس المصري "محمد مرسي". فعندما سعى الرئيس "مرسي" إلى اتخاذ خطوات لتوطيد السلطة وتهميش النقاد وسحق منظمات المجتمع المدني، كان الرئيس "أوباما" وكبار مساعديه في موقف سلبي ولم يحركوا سكانا، ولم يبذل أي جهد لاستخدام نفوذه في المساعدات الأمريكية كورقة ضغط من أجل تغيير سياساته، بل بدلا من ذلك، أشاد "اوباما" بالحكومة لمساعدتها في الحفاظ بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت الصحيفة أن الرئيس "أوباما" حاول يوم الإثنين الماضي وضع الأمور في نصابها، من خلال دعوة الرئيس "مرسي" إلى ضرورة الاستجابة لمطالب المعارضة، قائلًا: "إن الديمقراطية أكثر من مجرد انتخابات"، ولكن إدارته لم تتخذ جانبًا بعينه وحاولت تجنب المواجهة. وطالبت الصحيفة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن توضح في تصريحات علنية وفي اتصالات خاصة أن القوات المسلحة المصرية ستضع المساعدات العسكرية الأمريكية في مهب الريح لو اطاحت بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا بالقوة أو تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الإستبدادي الذي حكم مصر قبل عام، فإستيلاء الجيش على السلطة لن ينهي الأزمة السياسية بالبلاد، ولا يجب على الولاياتالمتحدة أن تكون متواطئة في هذا الأمر ولا تسمح لنفسها بان تكون مسئولة عن الأمر."