« لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين « هذا ما فطن إليه مسئولو وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى قبيل اندلاع المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل النظام الإخوانى، فطلبوا من القوات المسلحة أخذ احتياطاتها لتأمين مبنى ديوان عام الوزارة، تحسبا لأى عمليات اقتحام خلال المظاهرات، بعد إطلاق البعض لدعوات العنف وإحراق المؤسسات من أجل إجبار الرئيس مرسى على التنحي. وخاطب الدكتور أحمد الجيزاوى - وزير الزراعة - الفريق أول عبد الفتاح السيسى - وزير الدفاع والإنتاج الحربى - لتأمين مقر الوزارة خوفا من اقتحامها؛ لاسيما بعد تصاعد حدة العداء بين الوزير ورؤساء القطاعات؛ عقب حملة الإقالات التي طالت عددا منهم، وأبرزهم الدكتور محمد توفيق مستشار الوزير السابق، وتعيين الدكتور أحمد أبو اليزيد القيادى الإخواني، ما دفع عددا من قيادات الزراعة لمحاولة الانتقام من الوزير عن طريق إثارة العاملين ضده؛ خاصة عمال التشجير الذين يتخوف الوزير من هجومهم على ديوان الوزارة مستغلين حالة الانفلات الأمنى في مظاهرات 30 يونيو. وفى محاولة لتهدئة الرأى العام وإجهاض خروج 28 مليون فلاح خلال مظاهرات 30 يونيو؛ لم يجد إلا إعفاء المتعثرين المدينين بأقل من 10 آلاف جنيه لصالح بنك التنمية والائتمان الزراعى، وهى الديون التي تسببت في إقالة الدكتور محسن البطران رئيس بنك التنمية الزراعى السابق، لرفضه تنفيذ أمر رئيس الوزراء هشام قنديل ؛ وأقسم حينها أنه لن يسقط مليما واحدا من أي متعثر إلا بعد سداده من المالية، ما دفع رئيس الوزراء لتعيين المهندس الإخوانى علاء سماحة بدلا منه، والذي وافق على إسقاط الديون بأوامر من المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، وكذلك الدكتور قنديل ووزير الزراعة. كما قرر الجيزاوى إلغاء جميع الإجازات للعاملين بالوزارة وبنك التنمية الزراعى ومركز البحوث الزراعية، لضمان عدم مشاركتهم في التظاهرات، مع صرف مكافأة للملتزمين، وخصم ثلاثة أيام للممتنعين عن العمل في هذا اليوم. وعلمت «فيتو» أن العاملين بالوزارة لم يعيروا أوامر الوزير أي اهتمام بعدم الغياب، خاصة بعد صدور كتاب دوري لجميع وكلاء الوزارات ومديرى فروع بنك التنمية الزراعية يحث على إعلاء قيم حب الوطن لضمان عدم تغيب الموظفين إلا أن هذه الصيغة لم تلق قبولا لدى الموظفين وأعلنوا مشاركتهم في المظاهرات. واللافت أن «الزراعة» أخطرت وزارة الدفاع بضرورة تشديد الحراسة على حديقة الحيوان التي سيتم إغلاقها في هذا اليوم حفاظا على حيوانات الحديقة؛ وتجنب محاولة اقتحامها وإطلاق سراح حيواناتها - لاسيما الأسود - في الشارع مما ينذر بكارثة غير مسبوقة.