فيروس الروتا وعلاقته بتسمم البطيخ والخوخ.. ينتقل عن طريق الأطعمة الملوثة.. هناك فرق بين برد المعدة والتسمم الغذائي.. وهذه طرق الوقاية منه

غالبا ما يخلط الناس بين برد المعدة والتسمم الغذائي، وهو أمر يبدو منطقيا بالنظر إلى أن الأعراض (الإسهال والقيء والحمى وآلام المعدة) لكلتا الحالتين متماثلة تقريبًا، إلا أن كلاهما يختلف في العديد من الجوانب.
تداولت مواقع التواصل الإجتماعي أخبار تزعم أن البطيخ في الأسواق المصرية مسمم، الإ ان وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أعلنت أنه لا صحة لوجود بطيخ مسمم في الأسواق، وحتي الآن لم يتم رصد أي حالات تسمم نتيجة تناول البطيخ، وأن كل البطيخ الموجود في الأسواق آمن تماما، ومطابق للمواصفات القياسية.
البرد في المعدة وفق موقع "وب طب"، عبارة عن التهابات في المعدة والأمعاء، ويشخص هذا المرض بأنه عدة أمراض مجتمعة ولا يوجد فيروس واحد فقط يكون المسبب للحالة، بل توجد فيروسات عدة، منها فيروس النورو وفيروس الروتا وفيروس الادينو.
ومن هنا فسر بعض الأطباء أن الإصابات بالنزلات هي من ضمن الأسباب وليس السبب الرئيسي، مفسرين أنه ليس كل نزلة معوية سببها البطيخ والخوخ، ولكن السبب الارجح انتشار فيروس الروتا في موسم الحالي، وتم الفواكة تساعده في الانتشار.
فيروس الروتا
فما هو فيروس الروتا المنتشر في الوقت الحالي، تقول الرابطة المصرية للعلاج الدوائي والتعليم الإكلينيكي "إيجى سبيس"، أن فيروس "الروتا" هو فيروس يصيب الأمعاء يؤدي لالتهاب المعدة وحدوث قيء وإسهال، وهو أكثر شيوعا بين الأطفال، وفترة الحضانة لهذا الفيروس هي يومان، وهي الفترة منذ التعرض للفيروس وحتى ظهور الأعراض.
طرق الإصابة والعدوى
وعن طرق الإصابة بفيروس الروتا، قالت "إيجي سبيس": إنه ينتقل عن طريق البراز أو كل ما له علاقه بالفم وملامسة الأيدي الملوثة بالفيروس أو الأسطح، وعن طريق الطعام والشراب الملوث بالفيروس ولعب الأطفال وأشيائهم المستعملة، وتنتشر العدوى من الطفل المصاب للأشخاص المحيطين الذين يتعاملون معه بشكل مباشر.
وتحدث العدوى للمحيطين بمجرد الإصابة بالفيروس قبل أو بعد ظهور الإسهال، ويستمر خطر العدوى حتى بعد الشفاء من الفيروس لمدة 3 أيام بعد الشفاء واختفاء الأعراض.
وأشارت إلى أن أكثر الأوقات التي يكثر فيها الإصابة بالروتا فيروس، من شهر ديسمبر إلى شهر يونيو، وأوضحت "إيجي سبيس"، أن التشخيص يعتمد على الأعراض وتحليل براز وتحليل بول أو دم؛ للتأكد من أعراض الجفاف التي تظهر على الشخص المصاب.
أعراض المرض
وتتمثل الأعراض في ظهور القيء وإسهال غير مصاحب بدم يستمر نحو من 3 إلى 8 أيام، وارتفاع في درجة الحرارة وآلام في البطن وفقدان للشهية، وعند حدوث القيء والإسهال بشكل متواصل يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء، ومن هنا يحدث ما يسمى بالجفاف الذي يمكن اكتشافه في الأطفال، وخاصة الرضع على صورة تحول لون البول إلى الأصفر الغامق أو البني، وتقل عدد مرات التبول عن المعتاد، وعند بكاء الطفل لا يكون مصاحبا للدموع وجفاف الفم، وتشقق الشفاه وشحوب الوجه ودخول العينين إلى الداخل وإحساس بالخمول والتعب.
وأوضحت أنه يجب التوجه لأقرب مركز صحي فورا إذا كان القيء مستمرا لأكثر من 3 ساعات متواصلة، وإذا كان إسهال أو قيء مصاحب بدم، وإذا بدأت أعراض الجفاف في الظهور وفي حال ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 39.4 درجة.
وفي حال عدم الحاجة للتبول لأكثر من 6 - 8 ساعات، أو عدم الحاجة لتغيير الحفاض في الأطفال والرضع في 4 - 6 ساعات ، موضحة أن تلك الأعراض أقل حدة في البالغين.
مضادات "الروتا"
وتابعت: "لا يوجد مضاد للفيروسات لعلاج الروتا فيروس، كما أن المضاد الحيوي ليس له فائدة في علاج هذا المرض؛ لأنه فيروس وليس بكتيريا".
وأشارت إلى أن الروتا فيروس يتم الشفاء منه تلقائيا في خلال 8 أيام دون علاج، ويعتمد العلاج فقط على معالجة الأعراض، وخاصة منع حدوث الجفاف عن طريق إعطاء الطفل كمية من السوائل كل ربع ساعة تقريبا واستخدام محلول معالجة الجفاف وهو أفضل من السوائل (كالماء والعصائر)؛ لأنه يحتوي على الأملاح اللازمة التي يكون فقدها الطفل في القيء والإسهال، ويحتوي محلول الجفاف على الصوديوم كلوريد والصويوم سيترات والبوتاسيوم سيترات والجلوكوز.
وأوضحت أنه حال حدوث جفاف شديد يجب التوجه للمستشفى لإعطاء الطفل المحاليل الوريدية؛ لتعويضه عن فقد السوائل ويجب الامتناع عن إعطاء الطفل مضادات الإسهال هذه، مضادات الإسهال ستجعل الإصابة بالفيروس لوقت أطول.
طرق الحماية من الفيروس
وعن طرق الحماية من الإصابة بمرض الروتا فيروس، أكدت "إيجي سبيس" ضرورة التطعيم ضد الروتا فيروس من أفضل الوسائل للوقاية من المرض وغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون بعد تغيير الحفاض للأطفال وعدم تغيير حفاض الأطفال بالقرب من الطعام أو الأماكن المخصصة لإعداد الطعام وغسل الأيدي جيدا لمدة لا تقل عن 15 ثانية بعد استعمال الحمام وقبل الأكل واستعمال المطهرات التي تحتوي على الكحول في تنظيف الأسطح والأشياء المستعملة، وعدم مشاركة الآخرين أشيائهم الخاصة كفرشاة الأسنان وأدوات الطعام ولعب الأطفال.