وصفت صحيفة الإيكونومست البريطانية اليوم الخميس الوضع المصري الحالي بالشاذ قائلة: عندما ينتظر شعب تعداده 84 مليونا موعدا وشيكا مع مصير مجهول تماما يوم 30 يونيو، إن هذا الأمر سيعد مستحيلا لكنه في مصر ليس كذلك في ظل الاستعداد لمظاهرات حاشدة في ذكرى تنصيب الرئيس المنتخب محمد مرسي تطالب برحيله على غرار ما حدث مع مبارك في ثورة يناير 2011. وأشارت إلى أن نتائج تلك الاحتجاجات غير معروفة وهل هي ستنجح في هدفها أم لا، لكن المؤكد أنها ستكون حاشدة وقد تكون أيضا دموية على ضوء حالة الاستقطاب التي تشهدها البلاد والأجواء المشحونة، مع مؤشرات لذلك وهي المناوشات التي وقعت مؤخرا بين مؤيدي ومعارضي الرئيس ما خلف قتلى وجرحى. وأضافت أنه بسبب الخوف من الانزلاق في أعمال عنف يوم 30 يونيو، قرر الجيش الدفع بقواته ومدرعاته لتأمين مؤسسات الدولة والانتشار بكثافة للتصدي لأعمال العنف المتوقعة. حالة الخوف تلك دفعت المواطنين إلى التهافت على شراء السلع التموينية كما انتقلت حالة الخوف إلى السفارات التي حذرت مواطنيها من التواجد في المناطق المضطربة. واعتبرت الصحيفة أن ما يحدث مزيج من الخطأ وسوء حظ، حيث تمكن الرئيس من إغضاب كل طبقات المجتمع في مصر والتسبب في معاناتهم اقتصاديا سواء كانت الطبقات غنية أو فقيرة، وفشلت حكومته في وقف التدهور الاقتصادي والتضخم والبطالة والدين الحكومي والفقر حيث تضخمت جميع تلك المشكلات بشكل ملحوظ خلال فترة حكمه القصيرة، حتى أن أزمة نقص الوقود والطاقة صارت الآن مزمنة. أما سياسيا، سواء بالنسبة للإسلاميين أو العلمانيين، فتسبب أسلوب السرية والبلطجة التي يمارسها الإخوان في إحباط القوى السياسية، واتهمت التيارات الإسلامية مرسي وجماعته باستغلال الدين لكسب السلطة وليس لتطبيق الشريعة. فيما اتهم الجانب الآخر الرئيس بالسعي إلى أخونة الدولة والسيطرة على مؤسساتها، مستشهدة بمقال محمد البرادعي في مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن القضية ليست أنهم إخوان لكنهم ببساطة غير مؤهلين للحكم. في الوقت نفسه، رأت الصحيفة أن مرسي منذ اليوم الأول له في السلطة محاط بمكائد من أعوان الدولة العميقة التي تسعى لإفشاله وتقويض حكمه، وتحدثت عن رجال الأعمال أصحاب النفوذ الذين استفادوا من حكم مبارك وناصبوا الرئيس الإخواني العداء وحملوا ضده الضغائن، وهو ما انعكس من خلال وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص وشنها حملات مناهضة له بلا هوادة، مؤكدة أن تلك الحملات نجحت بالفعل في هدفها معتمدة على تفوقها إعلاميا على إعلام التيارات الإسلامية الرث.