سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإخوان والشيعة «أئمة الشر».. «الخرباوى» يكشف علاقة البنا بالخمينى.. واشنطن خططت لوصول الإسلاميين للحكم فى القاهرة وطهران.. صفقات وعلاقات متطورة تربط إيران بإسرائيل.. الجماعة قادت السودان لحرب أهلية
كشف كتاب "أئمة الشر" للمحامي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي، العلاقة بين جماعة الإخوان والشيعة في إيران، وأن علاقة الإخوان مع الشيعة ممتدة منذ عام 1938 وحتى الآن، كاشفًا أن هناك من يحرك صنم الشيعة والإخوان حينما يلتقيان. ويأتي كتاب الخرباوي "أئمة الشر" بعد كشفه لجماعة الإخوان من خلال كتاب "سر المعبد"، ليواصل إبداعاته في كتابه الجديد، الذي سيكون أحد إصدارات مركز المزماة للدراسات والبحوث- الإماراتي. وقد قام رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث الدكتور سالم محمد حميد، بتحليل ما جاء في الكتاب الذي تناول الإخوان والشيعة، قائلًا:" إن أكثر ما يميز الكتاب الجديد للخرباوي تبحره في تفاصيل مخفية في تاريخ الإخوان الذي اتسم بالسرية والغموض". وأشار "حميد" إلى ربط الخرباوي في كتابه الجديد بين فكر حكم المرشد في إيران وطموحات مرشد الإخوان، فقد كشف العلاقة بين الإخوان والشيعة في إيران، والتي تعود إلى عشرات السنين وليست وليدة اللحظة. وفي قراءة ل "أئمة الشر" توقف حميد عند محطات عدة، مؤكدًا أنها تضع القارئ أمام حقائق مذهلة، تعيد إلى الأذهان أسباب الوقائع التي حدثت في عالمنا العربي، مشيرًا إلى أنه في الفصل الأول الذي جاء بعنوان (Why not)، ليقف أمام العلاقة المخفية بين القوة العظمى، تحديدًا الولاياتالمتحدة، وجماعة الإخوان. ويقتبس حميد من كلام الخرباوي قائلًا:" إن خطة المخابرات الأمريكية لمساعدة الإسلاميين للوصول إلى كرسي الحكم، كانت تحت عنوان "لماذا لا"، بتدبير وتخطيط من كبير مستشاري الأمن القومي" ثم ينتقل ليتناول إرهاصات الثورة الإيرانية، التي أيضا لم تنطلق من الشارع، إنما من معهد "تافيستوك" البريطاني المتخصص في صناعة الرأي العام. ويكشف الخرباوي في الفصل الأول العلاقات الوثيقة والسرية بين إيران وإسرائيل والتي كانت في أعلى درجات توافقها، مؤكدًا أن إيران الفارسية، ذات اللسان الفارسي والعقيدة الشيعية والتاريخ المعادي للعرب والمسلمين، تعيش بجوار- وفي معية- أمة عربية عقيدتها الإسلام السني، وحين تتشابه الظروف تجتمع المصالح، ومن ثم توثقت الصلات الإيرانية الإسرائيلية وانعقدت بينهما صفقات وصلات، وما زالت تلك الصلات قائمة ومتطورة. كما يوضح الكتاب أن أول "الأسافين" الإخوانية كانت في السودان، حيث قادت البلاد إلى حروب أهلية، وفتن، وقمع للحريات غير مسبوق، وقد باركها إخوان مصر وعدوها نصرًا لهم، وبشرى خير. بينما يؤكد "حميد" أن ما يميز هذا الكتاب هو تقديمه تفصيلا تاريخيا لنشأة جماعة الإخوان منذ أيام المؤسس حسن البنا، وكيفية انطلاق الدعوة التي عملت بطريقة ذكية بهدف استقطاب النخب الدينية والعلمية، ويتناول النظام الخاص الذي ربما كان من مسببات القضاء على البنا قبل أن يرى بوضوح نتائج البذرة الإخوانية الفاسدة التي زرعها. وأشار حميد إلى أن ما لفت نظره خلال قراءة الكتاب تشبيه بليغ لواقع العلاقة بين الإخوان والشيعة، مقتبسًا ما قاله الخرباوي في الكتاب "حين يلتقي الصنمان، صنم الشيعة وصنم الإخوان، ومن وراء الستار كان هناك من يحرك الصنمين بحبل لا يظهر للرائي، تمامًا كما يحدث على مسرح العرائس، وحين تحرك، أو حُرِّك، الصنم الشيعي أحمدي نجاد، جيء به إلى مصر الواقعة رهينة تحت يد الإخوان، ودخل الصنم الأزهر وهو يبتسم، كانت الابتسامة موحية وكأنه يقول: في هذا المكان كانت لنا أيام، وأظن أن شريطًا من الذكريات التاريخية مر ساعتها على ذهنه، فظهرت أمامه صورة حسن البنا، وتقي القمي، وآية الله كاشاني، ونواب صفوي، وآية الله الخميني، أبطال غزو الشيعة للعالم السني، وقد كانت تلك الغزوة من أعجب الغزوات في التاريخ". وأكد حميد أن واقع الحال، حكام الإخوان الذين سرقوا ثورة ما يُسمى بالربيع العربي احتفلوا مع الفرس في دك معاقل العالم السني من خلال علاقة مريبة لا ندري إلى أين ستأخذنا، لكن علينا أن نتفكر وندرك ما يحيط بنا، فالوثائق تثبت العلاقة القديمة بين الشيعة والإخوان، ويكشف الخرباوي أيضًا في الفصل الرابع عن قصة قديمة في تاريخ الإخوان تتعلق بورقة ظلت مخفية لا يعرف أحد عنها شيئا، كانت مخبأة في أحد دهاليز الجماعة دون أن يلتفت إليها أحد، أو يشعر بقيمتها التاريخية، كانت هذه الورقة تحتوي على خبر زيارة لمقر الإخوان في مصر، قام بها سيد روح الله مصطفى الموسوي الخميني عام 1938، وتشير هذه الورقة إلى أن هناك لقاءً خاصا تم بين المرشد الأول للجماعة حسن البنا والسيد روح الله مصطفى الخميني، الذي أصبح فيما بعد الإمام آية الله الخميني مفجر الثورة الإيرانية. ويشير الكتاب إلى أن الإخوان يعتبرون منهجهم متفقًا مع منهج الشيعة، وهنا مكمن الخطر، ففي الفصل السادس يتطرق إلى رأي البنا في الشيعة، وسبب حب الشيعة للبنا، وقد اقترب البنا من الشيعة اقترابا كبيرا، ولكن هذا القرب أثار غضب علماء السنة على البنا، حتى أقرب المقربين منه اتهموه بخيانة عقيدته مقابل دراهم معدودة، وهذا كلام أساتذة البنا المقربين. وأكد حميد أن كتاب ثروت الخرباوي يشكل مرجعًا لكشف خبايا الإخوان من قبل رجل عرفهم جيدًا، وعاش بينهم وكان منهم، قبل أن يكتشف حقيقتهم، ليأخذ على عاتقه كشف المستور وفضح خباياهم، لأنه ببساطة يؤمن أن مفهوم الولاء للوطن يتناقض مع الولاء لجماعة تتجاوز الوطن إلى الولاء لشخوص ورموز بعيدة عن هموم الشعوب، مضيفًا: أن الدين الإسلامي واضح ولا يحتاج إلى عرابين ولا يقبل تأويل المفسدين، ولأن الإخوان يعتقدون أنهم أصحاب دعوة لها مرشدها الذي يقدسونه ويضعونه فوق الجميع، وهذا يتناقض مع إسلامنا. ويقول حميد: إن أهمية كتاب الخرباوي في صدوره تأتي في وقت حساس في خضم ما يسمى بثورات العرب التي أفرزت حكامًا جددا وأنظمة، من المفترض أنها صعدت بإرادات شعبية لتعبر عن أحلامها وطموحاتها، لكن واقع الحال هو ارتهان تلك البلدان لمجموعة من الانتهازيين الذين وجدوا في تلك الثورات طريقًا لحقيق أطماعهم وطموحاتهم التي خططوا لها منذ أمد بعيد، ولنكتشف لاحقًا أن جميع شعاراتهم الرنانة مجرد أكاذيب، وأن تلك القوى التي كانوا يسبونها هى التي قادتهم وساعدتهم، وأن إسرائيل العدو اللدود ما هى إلا حليف وسند. هكذا هم الإخوان يمثلون الأمر ونقيضه ويتفننون في خداع الشعوب. وأشار حميد إلى أن كتاب الخرباوي يعتمد على حقائق مؤكدة من أهل الثقة، ويبحر في رحلة عمر تاريخ المنطقة، كاشفًا لأسرار الجماعة الإخوانية وعلاقاتها بالشيعة في إيران والمقاربة بين حكم مرشد طهران وحكم مرشد الإخوان، وأسباب وجذور الود بين الطرفين، والذي انعكس في مسيرة التابعين لهم، وتقاطع العلاقات السرية مع إسرائيل وأمريكا وباقي القوى التي تعمل ضمن مخططات، بكل تأكيد لا تتوافق مع عروبتنا وإسلامنا وواقعنا وطموحاتنا.