الطفل الخجول عادة ما يتحاشى التعامل مع الآخرين، ولا يميل للمشاركة في المواقف الاجتماعية، ويبتعد عنها ويكون خائفا ضعيف الثقة بنفسه وبالآخرين ومترددا، ويكون صوته منخفضا، وعندما يتحدث إليه شخص غريب يحمر وجهه، وقد يلزم الصمت ولا يجيب ويخفي نفسه عند مواجهة الغرباء، ويبدأ الخجل عند الأطفال في الفئة العمرية من سنتين إلى ثلاث سنوات، ويستمر عند بعض الأطفال حتى سن المدرسة وقد يختفي أو يستمر. ويوضح الدكتور على الدجوي، أخصائي طب الأطفال وحساسية الصدر الأسباب التي تؤدى إلى الخجل عند الأطفال وهى: 1- مشاعر النقص التي تعتري نفسية الطفل، وذلك قد يكون بسبب وجود عاهات جسمية مثل العرج أو طول الأنف أو السمنة أو انتشار الحبوب والبثور والبقع في وجهه، وقد تكون مشاعر النقص تلك تتكون بسبب انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة الذي يؤدي لعدم مقدرة الطفل على مجاراة أصدقائه فيشعر بالنقص وبالتالي الخجل. 2- التأخر الدراسي: إن انخفاض مستوى الطفل الدراسي مقارنة بمن هم في مثل سنه يؤدي لخجله. 3- افتقاد الشعور بالأمن: الطفل الذي لا يشعر بالأمن والطمأنينة لا يميل إلى الاختلاط مع غيره، إما لقلقه الشديد وإما لفقده الثقة بالغير وخوفه منهم، فهم في نظره مهددون له يذكرونه بخجله، وخوفا من نقدهم له. 4 - إشعار الطفل بالتبعية يجعل الطفل تابعا للكبار وفرض الرقابة الشديدة عليه وذلك يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال وكذلك اتخاذ القرارات المتعلقة به مثل لون الملابس وماذا يريد أن يلبس ويكثر الوالدين من الحديث نيابة عن الطفل وعدم الاهتمام بأخذ رأيه. 5 - طلب الكمال والتجريح أمام الأقران: يلح بعض الآباء والأمهات في طلب الكمال في كل شيء في أطفالهم في المشي، في الأكل، في الدراسة ويغفل الوالدان عن أن السلوكيات يتعلمها الطفل بالتدريج وهناك بعض الآباء أو الأمهات لا يبالي بتجريح الطفل أمام أقرانه وذلك له أكبر الأثر في نفسية الطفل. 6 - تكرار كلمة الخجل أمام الطفل ونعته بها فيقبل الطفل بهذه الفكرة وتجعله يشعر بالخجل وتدعم عنده هذه الكلمة الشعور بالنقص. 7 - الوراثة وتقليد أحد الوالدين: عادة ما يكون لدى الآباء الخجولين أبناء خجولين والعكس غير صحيح ودعم أحد الوالدين للخجل من الطفل على أنه أدب وحياء سبب جوهري في الخجل. 8 - اضطرابات النمو الخاصة والمرض الجسمي: كاضطرابات اللغة تجنب الطفل الاحتكاك بالآخرين كما أن إصابته ببعض الأمراض مثل الحمى أو الإعاقة تمنعه من الاندماج أو حتى الاختلاط مع أقرانه ويجد في تجنبهم مخرجا مريحا له. ولعلاج تلك المشكلة يقترح النجار اتباع التالي: 1 - التعرف على الأسباب وعلاجها، فمثلا إن كان سبب خجل الطفل هو اضطراب باللغة على الوالدين أن يسارعا في علاج هذه المشكلة لدى الطفل. 2 - تشجيع الطفل على الثقة بنفسه، وتعريفه بالنواحي التي يمتاز فيها عن غيره وعدم مقارنته بالأطفال الآخرين ممن هم أفضل منه. 3 - توفير قدر كاف من الرعاية والعطف والمحبة والابتعاد عن نقد الطفل باستمرار وخاصة عند أقرانه أو إخوته. 4 - عدم إجبار الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته ومهاراته. 5 - العمل على تدربيه في تكوين الصداقات وتعليمه فن المهارات الاجتماعية والثناء على إنجازاته ولو كانت قليلة وتدربيه على الاسترخاء لتقليل الحساسية من الخجل . 6 - العلاج العقلي الانفعالي بتعليم الطفل أن يتحدث مع ذاته لمحاولة القضاء على الأفكار السلبية مثل ( أنا خجول ) واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية مثل ( سأنجح، سأكون أكثر جرأة ).