متابعتنا لما يكتبه زميلنا العزيز مدير تحرير "الشروق" وائل قنديل تضعنا دائما فى حيرة، وكما يقولون "حيص بيص"، فالرجل، نعترف له بأنه "الألفة فى جيله"، ليس فى العمل الصحفى –لا سمح الله- ولكن لأنه يخرج علينا يومًا بعد الآخر، بمواقف عدة، لا تتقارب ولا تتناسب إلا مع "الموجة"، فمنذ عدة أشهر كان عهدنا ب"وائل" –مع حفظ الألقاب والمقامات- ثوريًا لا يشق له غبار، وحاملًا أمينا لأوراق الدكتور "محمد البرادعى"، ومنذ أسابيع معدودة وجدنا الرجل "ارتد على عقبيه" شاهرًا سيفه فى وجه كل من يختلف –ولو بالكلمة- مع الرئيس محمد مرسى، وبالمناسبة الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب بانتخابات حرة نزيهة وملتحٍ ويؤدى الصلوات الخمسة. زميلنا "قنديل" خرج علينا صباح الجمعة الماضى، ليؤكد لنا موهبته فى القراءة، وهى موهبة واضح أنه يجيد استخدامها لصالحه فى بعض الأحيان، خاصة أنه استعان على أعداء رئيس "أهلى وعشيرتى" – مرسى فى روايات أخرى- بإحدى الروائع الشعرية للكاتب والشاعر الراحل صلاح عبد الصبور وتحديدا قصيدته "الظل والصليب" التى اختار منها "ابن قنديل" أبياتاً قليلة، واصفًا بها حال الذين يدعون للتظاهر ضد الرئيس نهاية الشهر الجارى، وهى: «هذا زمن الحق الضائع.. لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله.. ورءوس الناس على جثث الحيوانات.. ورءوس الحيوانات على جثث الناس.. فتحسس رأسك».. ومن جانبنا لا يسعنا سوى أن نقول لصديقنا "وائل": إن "عبد الصبور" قال أيضا – فى القصيدة ذاتها: "ملاحنا هوى إلى قاع السفين، واستكان.. وجاش بالبكا بلا دمع.. بلا لسان.. ملاحنا مات قبيل الموت، حين ودع الأصحاب.. والأحباب والزمان والمكان.. عادت إلى قمقمها حياته، وانكمشت أعضاؤه ومال.. ومد جسمه على خط الزوال". ونرجو منه ألا يفهم أن "ملاحنا" هو الرئيس، حتى لا تطاردنا البلاغات –إياها- من نوعية "إهانة الرئيس" و"قلب نظام الحكم" و"العيب فى الذات الإخوانية" فلنا فى "باسم يوسف" ومن سبقوه "أسوة حسنة" وكفى الله الصحفيين شر الشعراء.