"أنت مين في دول" ...هكذا سيصرخ المتابع لمقالات الزميل "أسامة غريب"التي تنشرها الزميلة "التحرير" في ذيل صفحتها الأخيرة بصورة يومية، فالرجل الذي سبق وأعلن أنه يرفض الدكتور "مرسي رئيسا" ساخرا من مقولة الداعية "صفوت حجازي" المتعلقة بالمرأة التي ستصرخ "وامرساااه" تطلب النجدة من "مرسي" كتب وبالأحرى نقول "اكتشف" لأنه أول من تحدث عن القمة ..وهي ليست قمة النجاح أو قمة جبال الألب أو حتى "إفرست" لكنه اكتشف قمة "جبل الزبالة" والتي لن يجلس فوقها -وفقا لرؤية الكاتب- إلا المعارضون لنجاح "مرسي" وتنصيبه رئيسا لمصر. الغريب أن "غريب" حاول -خلال مقالته "قمة الزبالة" التي نشرتها " التحرير" التي يرأس تحريرها الزميل إبراهيم عيسي في عددها الصادر الجمعة الماضي الموافق 22 يونيه الجاري- إبعاد شبهة أنه "مرسي الهوي والهوية " - وهذا رأي نحترمه لو أعلنه صراحة - لكنه أزبد وأرغي شاهرا قلمه في وجه من قالوا " لا يصح إعلان النتيجة من حملات المرشحين والقانون يؤكد أن اللجنة العليا للانتخابات هي الجهة المنوط لها إعلان النتائج "، فقد قال هناك من يكره الإخوان أكثر مما يحب الحقيقة وأكثر مما يحب الوطن، وهو على استعداد لخداع الناس وخداع النفس أيضا، دون أن يشعر بوخز ضمير، إننى أتصور أن من يقبل التزوير ويرفض الاحتكام إلى الصندوق نكاية فى الإخوان هو فاقد للوطنية يسعى لاعتلاء كوم زبالة، ويتصور نفسه على القمة، ومن يسلم للعسكر -الذين لم ينتخبهم أحد- بأن يعلو فوق الرئيس المنتخب والمؤسسات المنتخبة لا يحق له أن يضع نفسه مع الأحرار. ويبدو أنه راجع نفسه قليلا بعدما أحس بحالة "الوله والعشق الإخواني المفضوحة" فسارع ليقول :إنني فى الواقع أختلف مع الإخوان فى الكثير ولا أراهم يعبرون عنى أصدق تعبير، لكن من يُرد أن يبنى دولة محترمة على أنقاض خرابة مبارك فعليه أن يخضع للصندوق ويحترم إرادة الناس ثم يحاول التعويض فى الجولات القادمة. "غريب" الذي هاجم عددا من القنوات الفضائية التي اتهمها بمحاباة المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق وطالب الجميع بالاعتراف بمرسي،ثم ارتد علي عقبيه وقال انتظروا "كلمة الصندوق" هو ذاته الذي أنهي مقالته بقوله:ما زلت أرى أن الإخوان قد أحسنوا صنعا عندما نشروا النتائج على أوسع نطاق، ويضحكني من يزعمون أن هذا مخالف للقانون، ولا أدرى أى قانون هذا الذي خالفوه. فالناس فى الديمقراطيات العريقة معتادون على النشر المتزامن لنتائج الانتخابات.. المهم أن هذا النشر لا يتضمن نتائج زائفة أو مفبركة. أتمنى أن لا يطول انتظار إعلان النتيجة حتى لا يصدق قول من يقول إن المأسوف على شبابها كان سيتم إعلانها فورا لو أنها كانت فى صالح مرشح عائلة حسنى مبارك.