لم يجد الكاتب الصحفي الزميل أسامة غريب طريقة ليجد لنفسه موضع قلم في «مولد الرئاسة» إلا باجترار الماضي واستدعاء ما يتناسب مع ما هو موجود حتي وإن كان ما قام بعرضه لا يتناسب شكلا وموضوعا إلا قليلا، فقد كتب «غريب» تحت عنوان « وامُرساه.. وابيكيكيّاه» مقالا لا تتفق مقدمته مع نهايته، ولا تتناسب جمله وتعبيراته مع المناسبة، فالرجل حاول من البداية أن يقول إنه ضد «محمد مرسي» مرشح جماعة الإخوان المسلمين ولم يجد إلا «صفوت حجازي» مدخلا ليعبر عن كرهه للمرشح «الاستبن»، إلى هنا كان من الممكن أن تمر الأمور مرور الكرام فقد اتضح غرضه من صراخه « وامُرساه « لكن اللفظ الآخر كان المفاجأة, فمجرد متابعة القراءة للمقال ذاته ستكتشف عزيزي القارئ أن «غريب» لم يجد أفضل من جريدة يومية ومقال يومي في الصفحة الأخيرة للحديث عن رواية له صدرت قديما ولم تجد- فيما يبدو- حظها من التوزيع، ووجد كاتبها الفرصة سانحة لعرض فصل واحد منها لعل الحال يتغير وتتبدل الأمور. «غريب» أراد «ضرب عصفورين بحجر» فمن المفترض أن الرواية كتبت ضد وتحت حكم الرئيس المخلوع لكنه قام بتعديل جزء قليل منها لتتأقلم وتتناسب مع الوضع الحالي فقد قال: قال الشيخ صفوت حجازي الذي يدعم مرشح الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية: أثق أنه إذا صرخت سيدة مصرية مسلمة فى أى مكان وقالت (وامُرساه) فسينتفض لها مُرسى من قصر القبة أو أى مكان كان ليقول لها: لبيك يا أختاه، ذكرني هذا الكلام بأحد فصول رواية «همام وإيزابيلا» التى كتبتُها منذ سنوات ورويت فيها رد فعل السلطان البيكيكى (مبارك) عندما استجارت به امرأة تحرش بها رومى فاجر، فصرخت تستغيث بالسلطان: وابيكيكيّاه.. وابيكيكيّاه. أترككم هنا مع بعض سطور الرواية. المثير أن السطور امتدت لتأخذ غالبية المساحة من المقال اليومي وهو أمر أدركه كاتبه عندما وجد نفسه قضي علي المساحة المخصصة له ولم يظهر لنا وجه الشبه فيما قاله «حجازي» ومدي ارتباطه ب»مرسي» وما شأن «المخلوع» فيه وهو ما استدركه قبل أن ينهي المقال ذاته بقوله: لكن يا شيخ صفوت أنت تعلم أن كل هذه الجرائم قد حدثت بحق البنات بالفعل ولم تحرك شعرة فى رأس الدكتور مرسى! صحيح هو لا يسكن قصر القبة ولا يعتلى الكرسى الكبير، لكن كان بإمكانه هو ومكتب الإرشاد أن يناصروا الفتيات بما يملكون، وما يملكونه ليس بالقليل، وكله كان سيوضع فى ميزان حسناتهم.. كله عدا السؤال الوضيع القائل: وهى إيه اللى ودّاها هناك؟وامُرساه هى نفسها وابيكيكياه يا عم الشيخ صفوت.