الكاثوليكية تحتفل بعيد السيامة الكهنوتية للأنبا بطرس فهيم الأربعاء 20 مايو 2020 "الكاثوليكية" تنفذ مبادرة "مع بعض هنعدي الأزمة" للتوعية بكورونا في أسيوط السبت 16 مايو 2020 تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم اليوم، بعيد القديسة ريتا، التي تعرف بشفيعة الأمور المستحيلة، وتقام العديد من القداسات الإلهية بعدد من كنائس الكاثوليك في مصر. في قرية روكّا بورينا- بالقرب من “كاشيا” وفي منطقة جبال Apennines بإيطاليا عاش والدا القديسة ريتا (أنطوان لوتي وإيميه فيري) في تقوى وممارسة أعمال الخير ولم يكن لهما ذريّة. وفيما كانت والدتها مستغرقة في صلاة حارة ظهر لها أحد الملائكة وبشّرها بابنة سوف يمنحها الرب الكثير من النعم السماوية يوم أن تُمنح سر العماد باسم “ريتا” , ولقد تم ذلك، ففي شهر مايو من عام 1381م ولدت ريتا وفي يوم العماد الذي تم بكنيسة القديسة مريم بالقرية حيث أشرق وجه الطفلة بنور سماوي ساطع فلم يعد عند أحد من الشهود أي شك في أن لهذه الظاهرة العجيبة بالإضافة لذلك الاسم العجيب الذي أُعطِيَ للطفلة لهو دليل على كون هذه المولودة ممن اختارهم الرب ليكونوا شهوداً لمجد اسمه القدوس. واسم “ريتا” جاء من الاسم اللاتيني “مارجريتا” والذي يعني “اللؤلؤة”… وتبع ذلك حادث آخر غير عادي فلقد ذهبت والدتها ذات يوم لتعمل كعادته في الحقول فوضعت الطفلة تحت ظل شجرة ثم مضت لعملها ولدى عودتها كادت الأم تصعق من الذعر، حيث شاهدت مجموعة من النحل تدخل في فم طفلتها ثم تخرج منه بصورة مستمرة فخافت الأم أن تأتي بحركة ما لطرد النحل فيزداد هياجه فتمهّلت، وهنا شاهدت منظراً فريداً إذ شاهدت أن النحل كان يدخل في هدوء ليدهن حلق الطفلة بالعسل ويخرج كما دخل وكانت الطفلة تتذوق ذلك الرحيق في فرح، ولقد قيل إن أحد الفلاحين وكانت يده مصابة مر بجوار الطفلة وعندما شاهد النحل حاول أن يبعده بيده المصابة وهنا تماثلت يده بالشفاء بطريقة إعجازية. ولقد قيل أيضاً إن النحل الذي كان بقرية “كاشيا” ظلّ لأكثر من 500عام، يأتي لنفس المكان خاصة في عيد القديسة ريتا حتى إن أحد الباباوات في القرن السابع عشر قد تأكد من ذلك واعتبر هذا بمثابة إعلان إلهي دائم عن عظمة تلك القديسة . ولم يكن بالقرية أي مدرسة سوى ما تقدمه الكنيسة في ذاك الوقت للأسر الفقيرة من تعاليم مسيحية بسيطة سواء عن طريق الاستماع أو الرسم أو التلوين لقصص الكتاب المقدس، وسير القديسين. ولما كبرت ريتا ونمت في الإيمان والمحبة وبلغت الخامسة عشرة من عمرها رغبت الالتحاق بالرهبنة، غير أن والديها عارضاها لأنها سندهما الوحيد في شيخوختهما وراحا يتوسلان بالدموع إليها لكي ترجع عن رغبتها فوقعت ريتا في حيرة شديدة ولكنها التجأت إلى الله وجثت أمام الصليب طالبة منه الحكمة فألهمها الرب بأن تطيع والديها فقامت ولسانها يردد مع السيد المسيح “لتكن مشيئتك لا مشيئتي”. أما والداها فخوفا من أن تعدل عن فكرها قررا في الحال تزويجها واختاروا لها عريساً هو “بول فريناند مانسيني” وكان يعمل عسكريا في بلد يسودها الاضطرابات والحروب، وكانت ريتا في سن الثامنة عشر. ولم يكن اختيارهما موفقا لأن عريسها كان حاد الطبع ويثور عليها دائما بالشتائم والضرب العنيف وكانت تتحمل كل ذلك فى استسلام ملائكي، وتصلي لله من أجله وتصلي دائما للعذراء مريم صلاة المسبحة الوردية والتي أصبحت معروفة في ذلك الوقت، وتمارس كثيراً حياة التقشف الجسدية والتضحيات والتي كانت منتشرة أيضاً بكثرة في تلك الفترة، حتى بعد وقت طويل أثمرت صلاتها وأصبح زوجها خاضعا لله. ولقد رزقت منه بولدين هما جان جاك وبول ماري، ولكنهما للأسف كانا قد ورثا عن أبيهما شراسة الطبع وكان قلب الأم يعاني من الآلام والهموم بسبب ميولهما المنحرفة علماً بأنها كانت تلجأ لكل الوسائل لكي يظل ولداها سائرين في خوف الله. ولقد قضت القديسة ريتا السنين الطوال في قلق متواصل لأجل خلاص ولديها, وذات يوم فوجئت بجثة زوجها بعد أن قتل وقد قيل إنه قُتل بأيدي أعدائه أو نتيجة خطأ وكان هذا حوالي عام 1413, وأخذت تصلي من أجل خلاص نفسه وقد غَفَرت للقتلة ولكن ولديها أصرّا على الأخذ بالثأر والانتقام، فأخذت تتوسل إليهما أن يتركا هذا الأمر فلم توفّق، فصرخت للرب أن يأخذهما إليه ولا يسمح لهما باقتراف هذه الجريمة, ولم يمض على ذلك أيامُ حتى مرض ولداها وماتا بعد أن تزودا بالأسرار المقدسة ولم يتمكنا من الأخذ بالثأر, وعلى أثر ذلك الانقلاب غير المنتظر وجدت القديسة ريتا نفسها وحيدة ولازمت منزلها تواصل صلاتها وحّن قلبها ثانية للالتحاق بالرهبنة ودخول الدير. وكان بالقرب من “كاشيا” دير لراهبات القديس أغسطينوس، اشتهر في تلك المنطقة بكمال الحياة الرهبانية، فقصدته القديسة ريتا ولكن رُفِضَ طلبهُا لأن قانون الرهبنة يمنع دخول المتزوجات أو الأرامل، ولكنها كررت طلبها هذا ثلاث مرات ولكن دون فائدة. فعادت إلى منزلها واعتكفت فيه عائشة في صلاتها وتأملاتها ال متواصلة وكان إيمانها قوياً وثابتاً. وذات ليلة بينما كانت القديسة ريتا مستغرقة في صلاة حارة طالبة العون من شفعائها القديس يوحنا المعمدان والقديس أغسطينوس والقديس نقولا تولنتن، إذ بنور سماوي يملأ حجرتها فجأة وظهر لها القديسون الثلاثة طالبين منها أن تتبعهم. وفي الخارج كان الليل حالكاً ولأنها أسلمت ذاتها للتدبير الإلهي وتبعت مرشديها القديسين وهي لا تدري إلى أين ستذهب، وفجأة لمحت الدير أمامها ورأت الباب يُفتح والرئيسة واقفة بداخله بتدبير إلهي فقدّمها القديس أغسطينوس للرئيسة التي قبلتها في الحال, وفي سنة 1417 ارتدَت القديسة ريتا ثوب رهبنة بنات القديس أغسطينوس وهي في الثانية والثلاثين من عمرها, ومنذ أن دخلت الدير حتى بدأت تعيش قوانين الرهبنة بدقة لا مثيل لها وتحيا حياة التعبد والخشوع وفي طاعة كاملة ومحبة متأنية.