وجهت السلطات الجزائرية اليوم الأحد إنذارا شديد اللهجة لإدارة قناة تلفزيونية خاصة بعد بثّها "كاميرا خفية" سببت غضبا شعبيا كبيرا في البلاد. الجزائر تسجل 126 إصابة جديدة بفيروس كورونا و6 وفيات الأحد 26 أبريل 2020 مولودية الجزائر يقرر خفض أجور اللاعبين بسبب كورونا الأحد 26 أبريل 2020 وجاء الإنذار الرسمي ، بعد ساعات من تلفزيون "نوميديا" الخاص؛ البرنامج الموسوم "أنا وراجلي" والذي جرى فيه نصب مقلبين لشابين أعزبين تم إيهامهما من قبل المقدم ب"نجاح القناة في تزويجهما من شابة تمتلك المسكن والسيارة والراتب الضخم" قبل أن يتضح أنّ الأمر "عبث". وجاء في بيان للسلطة الحكومية أن البرنامج المذكور "مخالفة جسيمة" ، و"مساس خطير بقواعد المهنة وأخلاقياتها" ، و"إخلال بمبادئ وقواعد النظام العام" و"مساس بالحياة الخاصة وشرف وسمعة الأشخاص وعدم احترام الكرامة الإنسانية". وطالبت الهيئة ، تلفزيون "نوميديا" بعدم تكرار مثل هذه الأنواع من البرامج ، والالتزام الفوري بذلك" ، متوعدة باتخاذ إجراءات أخرى في حالة تمادي المعنيين ، فيما دعت إلى احترام أخلاقيات المهنة وقوانين الجمهورية. وأثارت الحلقة استياء شعبيا احتجاجا على ما احتوته من مضمون مثير للجدل في أوساط المجتمع المحلي المحافظ ، الذي اعتبر تلك الكاميرا الخفية "انحطاطا متجددا" ، بعدما شهدت الجزائر؛ سلسلة كاميرات خفية مثيرة للجدل؛ ارتكزت إحداها على "الخطف والترهيب". الجزائر تسجل 126 إصابة جديدة بفيروس كورونا و6 وفيات وشهدت حلقة أخرى إقحاما لمغنيي الملاهي مما سبب بذاءات بالجملة؛ على نحو ضايق الجزائريين في شهر رمضان؛ وصولا إلى المساس والتشهير بشخص الأديب الجزائري رشيد بوجدرة الذي حرك دعوى قضائية ضد قناة خاصة في صيف 2017. وطالب نشطاء بوقف السلسلة وإحالة منتجيها على القضاء بتهم"الاحتيال والإذلال والتلاعب بمشاعر فقراء واستغلالهم أمام الملأ" ، وسط مطالب بتدخل شبكة ضبط السمعي البصري المكلفة بمتابعة مضامين القنوات التلفزية. وانتقد المتخصص في قضايا الإعلام فاروق خضراوي ما ورد في البرنامج ، مبينا بأنها "برامج ساقطة تهين كرامة الجزائري في عز الشهر الفضيل". وأضاف خضرواي أن العدد الأول من سلسلة "أنا وزوجي" أظهر "وقاحة وتلاعبا بمشاعر فقير حلمه ربما كان أن يؤسس أسرة ويعيش بكرامة ، لكن أدعياء الإعلام هدروها وعبثوا بمشاعره بعدما استغلوا نيته وضعفه ، لرفع نسب المشاهدة على قناة مملوكة لأحد رموز نظام بوتفليقة". وبدوره ندد الشاعر والكاتب الصحفي البارز سليمان جوادي بمضمون الحلقة المثيرة، وتساءل في منشور: "هل عندنا سلطة فعلية" لضبط السمعي البصري؟". وعبر سليمان جوادي عن أسفه لما ورد في الحلقة قائلا: "نحن نتقهقر إعلاميا إلى أدرك المستويات؛ فمن روائع الكاميرا الخفية للمرحوم حاج رحيم في سبعينيات القرن الماضي إلى سفاسف "أنا وراجلي" في زمن الكورونا المزدوجة ". واضطرت القناة وقتها إلى الاعتذار بعد ساعات من تحريك قضية ضدها ، ثم جرت تسوية القضية ودّيا ما أثار حفيظة أنصار بوجدرة الذين رفضوا مآلات الواقعة.
ومنذ ذلك الحين، يطالب جزائريون سلطة ضبط السمعي البصري بالتدخل لوقف "انحراف وسائل الإعلام"، و"تفاقم حالات التضليل والخداع" التي تمارسها على الجمهور، في وقت لا تزال هذه القنوات تخضع لتسيير القانون الأجنبي إذ تعتبرها الحكومة الجزائرية مجرد مكاتب لقنوات تبث من الخارج.