جاء ترشيح الرئيس الأمريكى باراك أوباما، للسيناتور الجمهورى السابق تشاك هاجل كوزير للدفاع فى إدارته القادمة وكأنه حلقة من انتقام أوباما من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تدخله فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتحديداً على موقفه عندما أعلن صراحة عن دعمه الصارخ لمرشح الحزب الجمهورى رومنى. وقتها التزم أوباما الصمت وكأنه يلعب البوكر، لكن هذا الصمت لم يكن يعنى أن أوباما لم يكن يرغب فى معاقبة نتنياهو، حيث إن اختيار هاجل كوزير للدفاع يعد كابوساً لحكومة نتنياهو، أو لأى حكومة يمينة من شأنها أن تشكل فى إسرائيل فى أعقاب انتخابات يناير الجارى. ففى العديد من المقابلات التى يجريها هاجل، يثير اشمئزاز الإسرائيلى بسبب مواقفه تجاه اللوبى اليهودى الأمريكى، وبسبب دعمه لفكرة دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية فى حوار مع ايران حول الملف النووى الإيرانى وهو ما يجعل من احتملات اللجوء العسكرى فى إيران أمرا بعيد المنال، كما أنه ضد تشديد العقوبات على إيران ويرغب أيضاً فى مد يد المصالحة مع حماس. اليهود الليبراليون فى الصحافة الأمريكية يحاولون تهدئة الموقف قائلين إن هاجل ليس بهذا السوء وأن آرائه لا تختلف عن تلك التى يتبناها مدير الموساد السابق افرايم هاليفى، لكنه يتحدث بسذاجة حتى لو كانت وجهة نظره مشابهة لوجهة نظر هاليفى، وبمجرد مروره عبر بوابات وزارة الدفاع الأمريكية سيبقى على العلاقات الأمنية الوثيقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، هكذا يقول المدافعون عن هاجل، لكن يبدو أن ذلك سيكون عكس ما يجرى وراء الأبواب المغلقة. المؤكد أن نتنياهو لم يكن لديه فرصة مطالبة أوباما بإعادة النظر فى ترشيح هاجل، وقد خسر نتنياهو هذا الامتياز عندما ارتكب خطأه الكبير بالوقوف فى المعسكر المناهض لأوباما خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012، وهو خطأ ربما تدفعه إسرائيل. نقلاً عن يديعوت أحرونوت