أعربت المفوضية العليا لشئون اللاجئين اليوم الثلاثاء عن قلها البالغ إزاء وضع عشرات الآلاف من المدنيين الذين نزحوا بسبب القتال المستمر منذ مارس الماضى بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في ولاية جونجلى في جنوب السودان. وقال أدريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفى في جنيف أن ولاية بيبور في جنوب السودان وعلى وجه الخصوص تشهد زيادة في التوتر وادعاءات خطيرة بشأن انهيار القانون والنظام إضافة إلى العديد من التجاوزات العشوائية الاخرى وعمليات نهب ممتلكات المدنيين. وأضاف ادواردز أن الغالبية العظمى من سكان مقاطعة بيبور والذين يبلغ عددهم نحو 148 ألف نسمة قد تأثروا جراء القتال حيث نزح العديد منهم أكثر من مرة بسبب الاعمال العدائية في الوقت الذي فر الكثيرون إلى الادغال والى مناطق يصعب الوصول اليها. وأكد المتحدث أن القيود الأمنية في المنطقة جعلت من الصعب على فرق المفوضة العاملة في المجال الانسانى أن تراقب الوضع وتقوم بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية للمتضررين. وأشار ادواردز إلى أن العثور على أو الوصول إلى المدنيين المتضررين من القتال في ولاية جونجلى مازال يمثل مصدرا كبيرا للقلق لدى المنظمة الدولية، لافتا إلى أنه عندما تتاح للفرق الإنسانية سبل الوصول إلى هؤلاء المدنيين فسوف تقوم بمهام لمراقبة الحدود لتقييم تحركات السكان وذلك من أجل تقاسم المعلومات مع الدول المجاورة. وقال المتحدث باسم مفوضية اللاجئين أن الكثيرين من هؤلاء المدنيين الذين فروا بسبب القتال في ولاية جونجلى كانوا يسيرون لمسافات طويلة للغاية للعثور على ملاذ في كينيا واغندا وإثيوبيا، مضيفا أن المفوضية سجلت في الشهور الخمسة الاولى من العام الجارى نحو 5397 لاجئا من ولاية جونجلى في معسكر اللاجئين في كوكوما في كينيا. ولفت ادواردز إلى أن هذا الرقم يساوى تقريبا اعداد كل اللاجئين الذين كانوا وصلوا إلى المكان خلال العام الماضى باكمله وضعف الاعداد التي كانت قد وصلت في عامى 2010 و2011. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية أنه في الوقت الذي بلغ عدد اللاجئين الذين وصلوا من ولاية جونجلى إلى اوغندا منذ بداية العام نحو 2700 لاجئ فان نحو 16 ألف شخص كانوا تدفقوا على إثيوبيا في الفترة مابين فبراير 2012 وحتى فبراير من العام الجارى 2013 قبل اندلاع المعارك الاخيرة.