رأت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية أن ما يحدث في تركيا من احتجاجات عارمة تهدد النظام الإسلامي الذي يقود البلاد، نذير شؤم بالنسبة للإسلاميين والنظام المصري الذي ينظر إلى تركيا باعتبارها نموذجًا يسعى للوصول إليه، وسط مخاوف من انتقال ما يحدث في أنقرة لمصر في المظاهرات التي تعتزم المعارضة تنظيمها ضد الرئيس مرسي في الذكرى الأولى لتوليه سدة الحكم. وقالت إن الليبراليين المصريين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين يجمع بينها الآن شىء واحد وهو متابعة الاحتجاجات التي تجري في تركيا، البلد التي يتحذها النظام المصري نموذجًا حيث كانت مثقلة بالديون في الماضي ولكنها الآن استطاعت النهوض وتحقيق الرخاء لشعبها. أضافت أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي توصف بأنها نموذج ديمقراطي لمصر ودول عربية غمرتها رياح الربيع العربي على مدى العامين الماضيين، لكن مشاهدت عشرات الآلاف من الأتراك يتدفقون لساحة تقسيم وسط أسطنبول لأكثر من أسبوع في احتجاجات مناهضة للحكومة تعيد للأذهان المظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير بالقاهرة، والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك يثير قلق الإسلاميين في كلا البلدين. تابعت أن الانهيار السريع لصورة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان امتدت لداخل مصر، واعتبره البعض تحذيرا للرئيس المصري محمد مرسي ولجماعته، لأنها لا توازن بين تلبية مطالب المحافظين والعلمانيين في أكبر الدول العربية سكانًا. ونقلت الصحيفة عن محمد عبدالقادر خليل، الباحث بمركز الشرق للدراسات الإستراتيجية والإقليمية قوله: "ما يحدث في تركيا نذير شؤم للإسلاميين.. نموذجهم ينهار والرجل الذي يقولون إنهم يريدون أن يحذوا حذوه وجهت له ضربة". إلا أن عمرو إسماعيل عدلي، الباحث بالشئون التركية في القاهرة يري أن محاولة البعض تشبيه النموذج التركي بالمصري فيه خطأ كبير، فالتجربتين مختلفتين جدًا.. فتصوير ما يجري هناك على أنه صراع بين العلمانية والإسلام هو تبسيط لمسألة أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير نظرًا لتنوع المتظاهرين ودوافعهم". وللمرة الأولى منذ عشر سنوات في السلطة، يبدو "أردوغان" ضعيفا ومحاصرا رغم الأداء الاقتصادي المذهل في البلاد وزيادة مكانته الدولية.