أنقرة .. بلا مشروع إسلامى والأزمة صفعة على وجه النظام الذى يدير ظهره للمواطنين ما يحدث فى تركيا من توترات ساخنة وسجال سياسى لا ينفصل عما يحدث فى مصر،هكذا يشخص رئيس مركز الدراسات السياسية التركية الدكتور محمد عبد القادر خليل الحالة المصرية التركية،مؤكدا أن سياسات الحزب الحاكم فى أسطنبول لا تختلف عن نظيرتها فى القاهرة من حيث الاتفصال عن الواقع،وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضة،فهى هنا وهناك «معارضة كارتونية ومجرد ظاهرة صوتية لا قيمة لها». خليل..أكد فى تصريحات خاصة ل»فيتو» أن المعركة في جوهرها،بعيدا عن التفاصيل الظاهرة، معركة رمزية بين العلمانية والإسلام في تركيا, بين من يريدون إحياء الماضي ومن يريدون الحاضر, مشيراً إلي أن الصراع تأجج بسبب استخدام الحكومة للعنف, واستخدام أدوات قهرية ضد المتظاهرين،وهو ما يتوافق مع ما يفعله النظام المصرى الحالى مع خصومه. وعن انهيار المشروع الإسلامي في تركيا قال الدكتور عبد القادر:» ليس فى تركيا مشروع إسلامي, لكن هناك سلطة مكونة من حزب إسلامي محافظ يسعي لتحقيق بعض الإنجازات الاقتصادية, و لديه مشروع ثقافي اجتماعي, استمر علي مدي السنوات الماضية, لارتباطه بحزب العدالة والتنمية, وكان المشروع يتحرك ببطء وحذر حتي لا يثير المعارضة» مشيراً إلى أنه في الأشهر الأخيرة بدأت تعلو حركة الاحتجاجات والمعارضة في الشارع التركي, وما أججها هو تعامل الحكومة بعنف معها, ما جعلها لا تنفصل عن المظاهرات التي توجد في دول الربيع العربي طارحة فكرة « الربيع التركي». واعتبر خليل رد فعل المتظاهرين حيال هذه الأزمة «درسا قاسيا للحكومة التركية حتي لا تبقى بعيدة عن مواطنيها وتعزف عزفا منفردا». وبالنسبة لتأثير ذلك علي القاهرة.. أكد عبد القادر أن تركيا بسبب دعمها لحزب الحرية والعدالة،باعتباره الذراع السياسى لجماعة الإخوان المصريين, انتقلت من فكرة الدولة النموذج, إلي دولة تساند طرفا في مواجهة أطراف أخري,متوقعا عدم قدرة الأحزاب الإسلامية على تحقيق استقرار سياسى طويل المدى حتى وإن حققت تنمية اقتصادية سريعة. وأوضح أن تركيا واحدة من أهم الدول الحليفة للنظام الموجود الآن في مصر, وأي توترات سياسية في الدول الحليفة للنظام سيؤثر عليها, باعتبار أنها تقدم لها بعض العون الاقتصادي والسياسي. التيارات العلمانية في تركيا ترفض أي سياسات لتقييد الحريات العامة, والبعض يري أن الحكومة لها أجندة لأسلمة الدولة- حسبما قال الدكتور عبد القادر- ويعملون علي معارضتها, لكن المعارضة التركية ضعيفة,وهى أشبه بالمعارضة المصرية الكرتونية. وعن تعاطف المصريين مع المظاهرات التركية قال الدكتور عبد القادر:» حذرت الأتراك كثيراً من دعمها المتواصل لحزب الحرية والعدالة, وليس مساندة مصر ودعم علاقتها مع كل الأحزاب المصرية, فعلاقتها القوية بحزب واحد في مصر جعلها تتحول من دولة نموذج لدولة تساند طرفا في مواجهة باقي الأطراف, وستظل العلاقة بينها وبين مصر معرضة للاهتزاز الشديد, مما أنعكس في مواقف النشطاء السياسيين والمعارضين, الذين نظروا بعين الرضا إلى مظاهرات تركيا, معتبرين أن الأحزاب الإسلامية ذات توجهات واحدة وإن اختلفت السياقات».