اهتمت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية، بالآمال المتعلقة بتحقيق المصالحة الفلسطينية والاتفاق حول حكومة توافق وطني، مسلطة الضوء على تداعيات تعيين رئيس وزراء فلسطيني جديد. ورأت صحيفة (الخليج) "أن تعيين رئيس وزراء فلسطيني جديد لا يقدم ولا يؤخر لا في موضوع التسوية السياسية ولا في موضوع المصالحة الفلسطينية لأن رئيس الوزراء في السلطة لا يملك صلاحيات رئيس الدولة وهو ليس معنيًا إلا بأقل القليل مما يجري على الساحة الفلسطينية". وذكرت "أن حياة الناس تقررها إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وليس قرارات السلطة ولا يتبقى للسلطة الفلسطينية إلا الهامشي من الأمور مما يهم حياة المواطن الفلسطيني أما رئيس الوزراء فقد ينتهي إن حرض على مناكفة الرئيس أو قد يكتفي بأن يكون ظلاً له". وأضافت الصحيفة "أن المصالحة تقررها مصالح الحركتين الحاكمتين في الضفة الغربية والقطاع، حيث إن كل مسئول في أية جهة منهما خاضع لحسابات حركته ولا يمكنه أن يحيد عنها"، مؤكدة أنه لن تنجح أية مصالحة تقوم على تقسيم المناصب والمراكز لأن حسابها منفعي فئوي، بل تنجح حينما يتم الاتفاق على أسس حل القضية الفلسطينية. من جهتها، أكدت صحيفة "البيان" أنه مع تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأكاديمي رامي الحمد الله برئاسة الحكومة الجديدة خلفًا لحكومة سلام فياض المستقيلة ومع بدء الحمد الله مشاوراته الرسمية لتشكيل الحكومة والتزامه ببرنامج الرئيس عباس..سيعود النظام الواحد بعد أن مثل فياض النظام المختلط لاختلاف برنامجه عن برنامج الرئيس. ورأت أنه على الرغم من مهاجمة حكومة "حماس" المقالة في غزة قرار عباس واعتباره بمثابة "تكريس تجميد ملف المصالحة الفلسطينية" إلا أنه إذا صدقت النوايا وتم تنفيذ المصالحة فإن مدة هذه الحكومة الجديدة ستكون قصيرة زمنيا إذ لن تتجاوز ثلاثة أشهر في ضوء الاتفاق على تشكيل حكومة التوافق. وأوضحت الصحيفة أن هذه الحكومة ستعفي نفسها من البرامج بمبرر أنها حكومة تسيير أعمال ومبررها أنها حكومة مؤقتة لحين تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرة أن الحمد الله سيصطدم بإرث من التقاليد والمفاهيم ونمط الحكومة السابقة، معربة عن أملها في أن ينجح في تغيير المنهج الفكري في العمل كي يتمكن من مواجهة التحديات كالفقر والبطالة. وطالبت البيان، الفلسطينيين بإنهاء الانقسام الذي يعمل على استنزافهم من كل النواحي لتصل القيادة في النهاية إلى جانب مواجهة الاحتلال وانتزاع الحقوق منه إلى تحسين السياسات الاقتصادية والاجتماعية. من ناحيتها، أعربت صحيفة "الوطن" عن أملها أن يتوصل الفصيلان الفلسطينيان فتح وحماس إلى اتفاق حول حكومة وطنية، حيث ظل موقع رئيسها شاغرا لفترة من الزمن انتظارا لهذا التوافق الذي لم يحدث. وتحت عنوان "فرصة لتوافق فلسطيني"، أكدت أن الفرصة كانت جيدة في أن يجسد الفصيلان نواياهما التوافقية على الأرض بتكوين تلك الحكومة التي كان من الممكن أن تحمل روح التوافق إلى أمد بعيد وربما كان يغير من الواقع الفلسطيني إذا استطاع الطرفان تعميق جسور التعاون والتلاحم والتفاعل من أجل القضية الوطنية. وأعربت عن أسفها لضياع الفرصة بعدم الاتفاق وهو ما يثير الحزن والمخاوف من أن يكون ذلك مؤشرًا لمرحلة من التباعد بدلاً من التقارب. وأشارت "الوطن" إلى أنه مع تكليف الدكتور رامي الحمد الله رئيسا للوزراء فإن الباب أخذ في الانغلاق على الرغم من أن الرجل لا ينتمي لأي من الفصائل فهو رجل أكاديمي قد يستطيع أن يقطع هذه المرحلة بهدوء لا يزعج الطرفين اللذين يريدان فترة جديدة يتعرفان إلى بعضهما بعد أن فسخا تلك العلاقة عشرات المرات بل كانت علاقة عداء أكثر منها علاقة نضال وجهاد لتحرير الأرض المحتلة. وحذرت من عدم تعامل الفلسطينيين خاصة القيادة في "فتح وحماس" مع هذه المخططات بصورة جادة.