أكدت السلطات المعنية فى "أفريقيا الوسطى" أن تحالف المتمردين فى جمهورية "أفريقيا الوسطى" (سيليكا) متواجد على بعد 12 كيلو مترا من مدينة (دامارا)- الواقعة على بعد 75 كيلومترا من شمال العاصمة (بانجى)- والتى تعد آخر حاجز لحماية العاصمة. وذكر راديو (فرنسا الدولى) ،اليوم الاثنين، أن القوة الفاصلة لوسط إفريقيا تتمركز أيضا فى هذه المدينة. ومن جانبه، قال وزير إدارة الأراضى فى "أفريقيا الوسطى" جوزويه بينوا "إن المتمردين يقومون منذ 4 أيام بتدريبات بإطلاق نار من أسلحة ثقيلة والتى سمع دويها فى (دامارا)". كانت جنوب أفريقيا قد أرسلت هذا الأسبوع كتيبة تضم 400 جندى إلى عاصمة "أفريقيا الوسطى" (بانجى) للتعاون مع القوات المحلية للبلاد. يذكر أنه منذ استقلال جمهورية "أفريقيا الوسطى" فى خمسينيات القرن العشرين، أضحت دائرة الانقلابات والانقلابات المضادة سمة مميزة لهذه الدولة، إذ أن كل من جاء للسلطة بانقلاب أطيح به فى انقلاب مماثل، وهو ما يتعرض له هذه الأيام الرئيس فرانسوا بوزيزى، حيث يتهمه تحالف متمردى (سيليكا)، الذى يضم 3 جماعات مسلحة، بعدم الوفاء باتفاق السلام 2007 والذى يقضى بحصول المتمردين الذين يلقون أسلحتهم على أموال، وكانت آخر مرة وصل فيها المتمردون إلى بانجى فى عام 2003 خلال التمرد ذاته الذى أوصل بوزيزى إلى السلطة. وقد تمكن هذا التحالف خلال أسبوعين فقط من السيطرة على 10 مدن كبرى فى البلاد، ومطالبة الرئيس بالتنحى عن الحكم بعدما أضحى على مقربة من الوصول إلى العاصمة بانجى، وذلك فى الوقت الذى يتراجع فيه بوزيزى، ويقدم إطارا للتفاوض يقوم على تقاسم السلطة مع المتمردين، ويتعهد بعدم الترشح لانتخابات 2016، وهو ما يرفضه "ائتلاف سيليكا" الذى يبدو أنه عاقد العزم على عدم التراجع عن مطالبه وتمرده حتى إسقاط بوزيزى.