فى زمن الإخوان ليس هناك مجال سوى لمبادىء ميكافيلى ، فالجماعة تتعامل حتى مع أنصارها بمنطق «من ليس معى فهو ضدى» ، «من انتهت صلاحيته انتهى دوره» ، أو كما يقول المثل الشعبي «أخر خدمة الغز علقة» .. وهذا هو ما يجرى الإعداد له مع الدكتور عماد عبدالغفور ، رئيس حزب الوطن السلفي ، فالرجل ، الذى أطاحت به مساندته التامة للجماعة من حزب النور السلفي قبل أن يؤسس حزب الوطن ، باتت أيامه معدوة داخل قصر الرئاسة وستتم الإطاحة به قريبا من منصب مساعد الرئيس لشئون التواصل المجتمعى. مصادر مطلعة كشفت ل «فيتو» أن الخلافات بين عبدالغفور والرئيس محمد مرسي تصاعدت فى الأيام الماضية بعد فشله فى تحقيق تقدم فى ملف التواصل مع قبائل سيناء ، وبالتحديد فى قضية اختطاف الجنود السبعة فى سيناء ، حيث رفض أهل سيناء وساطة عبدالغفور ، ما اضطره للعودة إلى القاهرة ، خاصة وأنه فى كل مرة يذهب إلى سيناء يعد بتوصيل مطالب المشايخ للرئاسة وحل مشاكلهم لكن دون تحقيق أى نتائج إيجابية . ويبدو أن الرجل الذى استخدمه الإخوان فى تفجير الدعوة السلفية وحزب النور فقد بريقه وأهميته بعدما أثبت حزب النور أنه لم يكن له وزن كبير وأنهم لم يتأثروا بخروجه من الحزب . ووفقا للمصادر فإن الخلافات بين عبدالغفور وجماعة الإخوان نشبت بعدما طلب مزيداً من الصلاحيات كمساعد للرئيس ، مبديا مخاوفه من تكرار سيناريو خالد علم الدين معه ، فضلا عن انتقاد عبدالغفور للحكومة وآدائها وإعلان حزب الوطن نيته تشكيل حكومة ظل من الشخصيات التى رفض الرئيس تعيينها فى حكومة الدكتور هشام قنديل ، بعد إحساسه أن الجماعة لا تريد أن تقوى شوكة حزب الوطن بوجود ممثلين له فى الحكومة ، بالإضافة إلى هجوم الدكتور يسرى حماد - القيادي بحزب الوطن - على جماعة الاخوان واتهامهم بأنهم يحاولون السيطرة على كل شىء فى الدولة وأخونته . ونوهت بأن مخاطبة عبدالغفور للمعارضة ومنها أحزاب تتواجد بجبهة الإنقاذ حتى ترشح شخصيات فى حكومة الظل التى سيشكلها حزب الوطن أشعلت الغضب داخل جماعة الإخوان والتى أوصت الرئيس فى تقرير لها بالإطاحة به قريبا ، لأنه أصبح خطرا عليهم . وأوضحت المصادر أن عبدالغفور ضلل الرئاسة بعدما تجاهل المبادرة التى كان قد تقدم بها الشيخ ياسر برهامى بعد تولى مرسى الرئاسة وتحديدا بعد حادثة رفح لإنهاء الصراع فى سيناء والتوصل لاتفاق مع الجهاديين، مشيرة إلى أن عبدالغفور لم ينقل هذه المبادرة للرئاسة نظرا للخلاف بينه وبين برهامى فى ذلك الوقت بسبب حزب النور ، إلا أن خطف الجنود السبعة فى سيناء أعاد مبادرة برهامي إلى الواجهة وتم فضح الأمر ، ما أقام الدنيا على عبدالغفور . الدكتور خالد علم الدين ، مستشار الرئيس السابق والقيادى البارز بحزب الوطن ، قال ل «فيتو» : عبدالغفور يميل إلى الإخوان كثيرا فى قراراتهم وهذه نقطة الخلاف بيننا وبينه فى الحزب ، ويحاول دائما الحفاظ على منصبه ، مضيفا : عندما كنت مستشارا للرئيس كنت اشتكى له مما يحدث معى ، لكنه لم يكن يستمع لى وعلى الرغم من علمه ببراءتى ظل صامتا ولم يوضح الحقيقة . وأردف : «من وجهة نظرى عبدالغفور سيسعى للحفاظ على المنصب بشكل كبير ، لكن هل لايزال الإخوان راضون عنه وهل بينهم مصالح جديدة هذا ما ستحدده الفترة القادمة «. وأكد علم الدين أن كل من يخالف الإخوان داخل مؤسسة الرئاسة يتم الاطاحة به ، معربا عن اعتقاده بأن فكرة عبدالغفور بإنشاء حكومة ظل أغضبت الإخوان والأيام القادمة ستكشف كيف ستسير الأمور بينه وبين الرئيس .من جهته أكد أحمد بديع ، المتحدث باسم حزب الوطن أن عبدالغفور مقيد داخل الرئاسة والصلاحيات التى يمتلكها ليست على قدر تحركاته ، ما يتسبب فى أزمة له ومع ذلك هو يحاول أن يعمل بفاعلية ، نافيا فى الوقت ذاته نية عبدالغفور الاستقالة من الرئاسة أو إقالته ، غير أنه عاد فقال : عبدالغفور أكد أنه مستعد لتقديم استقالته إذا شعر أنه لا يؤدى دوره جيدا وهو ما فهمه البعض خطأ.