تنظر المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار أحمد عبد العزيز إبراهيم أبو العزم غدا الأحد عددا من الطعون المقدمة من وزارة الصناعة والتجارة على قرار محكمة القضاء الإداري بإلغاء قرار وزير الصناعة والتجارة رقم346 بشأن فرض رسوم على واردات البيليت الخام بنسبة 15٪. وكانت وزارة التجارة والصناعة ومصانع الحديد المتكاملة قدموا عددا من الاستشكالات على قرار إلغاء مجلس الدولة لفرض رسوم على واردات البيليت الخام بنسبة15٪ وقوبلت جميعها بالرفض. مصانع الدرفلة ترفع مذكرة لرئيس الوزراء لتنفيذ حكم إلغاء رسوم البليت وجاء في ملخص حكم محكمة القضاء الإداري بإلغاء رسوم الدرفلة أن تقرير سلطة التحقيق المرفق بالدعوى أوضح أنها تناولت كل منتجات الحديد والصلب محل الشكوى واعتبرتها منتج واحد عند تحديد النسبة المتطلبة قانونا في الشكوى بالمخالفة للمواد أرقام (1، 19، 79 ) من اللائحة التنفيذية التي اشترطت أن يكون المنتج محل الشكوى مثيل للمنتج بالصناعة المحلية، وكان يتعين على سلطة التحقيق لقبول الشكوى توافر نسبة ال 51 ٪ لكل منتج على حدة. وجاء في حيثيات الحكم أيضا أن سلطة التحقيق لم تحدد نسبة المؤيدين للشكوى وما كانت أقل أو أكثر من 25 ٪ على النحو الذي تطلبه المشرع، كما لم تعقب الجهة الإدارية على إنكار شركة الجيوشى توقيعها بشأن تأييد الشكوى. وذكرت الحيثيات أن الدولة وإن كان من حقها أن تحمى صناعتها مثل الدول المتقدمة كأمريكا والاتحاد الأوروبي إلا أنه ينبغي عليها أن تتبع ما يقرره القانون من طرق وإجراءات. واشارت إلى أن سلطة التحقيق اعتمدت على ما قدمه الشاكين من مستندات وكان من المتعين عليها أن تخاطب الجهات المختصة والأطراف المعنية لبيان صحة المستندات المقدمة. وذكر في الحيثيات أن سلطة التحقيق لم تقم بإخطار الأطراف المعنية بالشكوى المقدمة للرد عليها إلا بعد صدور القرار المطعون فيه، بالمخالفة لنص المادة 23 من اللائحة التنفيذية للقانون 161 لسنة 1998. وأن الإخطارات كانت بعد صدور القرار المطعون فيه. وأن تقرير سلطة التحقيق لم تنته فيه إلى التوصية بشيء بل ذكرت النتيجة بالصفحة رقم 22 تبين في ضوء البيانات المقدمة من الصناعة المحلية توافر علاقة السببية بين الزيادة الكبيرة في حجم الواردات من صنف بعض منتجات الحديد والصلب دون أن تقر بأنها أثرت بأضرار فادحة على المنتج المحلى بشكل مباشر، كما استندت فقط إلى البيانات والمعلومات المقدمة من الشاكين. وأشارت حيثيات الحكم أيضا بشكل مفصل إلى محضر اجتماع اللجنة الاستشارية وعلى الأخص عدم صحة انعقاد الاجتماع وعدم حضور الحد الأدنى من الأعضاء كما استند الحكم إلى عدم بيان عدد الأعضاء الرافضين والموافقين على القرار، وذكر الحكم بشكل مفصل رأى المعترضين وهم: هدى الميرغنى مستشار اللجنة الفنية ودعم السياسات باتحاد الصناعات المصرية وأحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وشريف أحمد شريف، رئيس قطاع مكتب الوزير والدكتورة منى الجرف. وأكدت الحيثيات أن اللجنة الاستشارية تعجلت في إصدار توصيتها دون بحث دقيق ومتعمق لموضوع الشكوى )حيث أن الشكوى قدمت في 5/ 11/ 2018 وأن سلطة التحقيق أعدت تقريرها في 26/ 11/ 2018 ( وهو ما يعني أن هناك عجلة غير مبررة لإصدار التوصية – التي صدرت في غيبة كل من: رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، ورئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية ومدير إدارة البحوث والدراسات قطاع مصلحة الجمارك. واوضحت أن قيام معظم الشركات الشاكية والمؤيدة للشكوى باستيراد كميات كبيرة من حديد البليت بعد تقديم شكواها وقبل صدور القرار المطعون فيه يُنبئ على عدم توافر خام البليت بالأسواق المحلية وكذلك عدم جدية الشكوى محل النزاع وهو ما لم تعقب عليه الجهة الإدارية، كما أن قيام سلطة التحقيق باستبعاد حديد المسطحات من قرارها بفرض رسوم وقائية دون بيان مبررات ذلك على الرغم من مطابقة الحال مع حديد البليت محل النزاع. ومن جانبه قال المهندس طارق الجيوشي عضو غرفة الصناعات المعدنية أنه بالرغم من صدور قرار محكمة القضاء الإداري حكمها بإلغاء القرار346 بشأن فرض وزارة الصناعة والتجارة رسوم 15٪ على واردات البيلت الخام وكذلك رفض الاستشكالات المقدمة من الشاكين إلا أنه حتى الآن لم يتم تنفيذ قرار حكم المحكمة. وأشار إلى أن مصانع درفلة الحديد قامت بتسليم الصيغة التنفيذية للحكم لوزارة التجارة والصناعة ومصلحة الجمارك بالرغم من مرور 31 يوما على قرار إلغاء المحكمة فرض رسوم واردات على البيليت إلا أن القرار لم يتم تنفيذه حتى الآن في تحدي خطير لأحكام القضاء مما جعل أصحاب مصانع الدرفلة بمذكرة رسمية مؤخرا لرئيس مجلس الوزراء يطالبون فيها بتنفيذ حكم المحكمة بإلغاء رسوم واردات البيلت. وأكد الجيوشي أنه بعد مرور 112 يوما على صدور قرار رسوم البيليت فإن خسائر الخزانة العامة للدولة ومصانع الدرفلة كبيرة جدا وإذا استمر الوضع كما هو فإن حجم الخسائر مرشح للزيادة وإغلاق مصانع الدرفلة.