أيدت صحيفة " نيشن " المحلية اليوم بحذر المفاوضات المزمعة مع حركة طالبان الباكستانية معربة في الوقت نفسه عن املها في الا تبدي الحكومة ولا القوات المسلحة أي لين في موقف باكستان، عند التفاوض مع "الإرهابيين"، الذين لا يعترفون لا بالدولة، ولا قدسية الحياة، ولا الحريات التي تعتبر ضرورية بالنسبة للباكستانيين للعيش بأسلوب الحياة الافضل في نظرهم. ونبهت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان الباكستانية هو أمر معقد للغاية. وقالت أن قادة هذه الحركة وضعوا على أجندتهم الأصلية لمعاقبة إسلام آباد لمساعدتها في الحرب على الإرهاب، طبقة فوقية من تفسيرهم الضيق وغير العملي للإسلام يريدون فرضها قسرا في باكستان بأي ثمن، ومن خلال العنف والترهيب مثلما كان هدفهم الأساسي. وأضافت الصحيفة بأن وصف الانتخابات بأنها منافية للإسلام كان تذكيرا بعزمهم على 'أسلمة' باكستان، وعلاوة على ذلك، فمن الواضح تماما أن طالبان تتمتع بدعم مالي ومادي من مصادر، معروفة وغير معروفة، داخل البلاد وخارجها. وكما أظهرت الأحد عشر عاما الماضية ، ليس فقط في باكستان، ولكن أيضا في تجربة قوات حلف شمال الاطلنطي في افغانستان المجاورة، فإنه من الصعب القضاء على هؤلاء المتشددين باستخدام السلاح بل أن أعظم قوة عسكرية، وهي الولاياتالمتحدة، اضطرت لاتخاذ المسار التفاوضي. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان الضعف قد أصاب حركة طالبان الباكستانية، وتبحث عن ابرام اتفاق لحفظ ماء الوجه، أم انها تبحث فقط عن فرصة أخرى لطعن باكستان في ظهرها. وأكدت الصحيفة ضرورة اجبار متشددي الحركة على القاء أسلحتهم قبل مجرد التفكير في عرض التفاوض معهم. كما ينبغي على الحكومة المدنية والقوات المسلحة وضع إستراتيجية مشتركة حول معالم هذه المفاوضات. كان رئيس حزب "الرابطة الإسلامية" ورئيس الوزراء المنتظر نواز شريف قد أوضح موقفه بشأن انهاء الحرب على الإرهاب بالتفاوض مع حركة طالبان الباكستانية. وقال أنه يعتقد أن المفاوضات هي الخيار الأفضل لاستعادة السلام في البلاد. وأشار إلى أن العرض المقدم من طالبان الباكستانية في هذا الصدد ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، وقال أنه قد تحرك فعلا واتصل بالملا سميع الحق - الذي يلقب بأبو طالبان-، وطلب منه المساعدة في بدء التفاوض معهم.