أعربت القيادة العسكرية الباكستانية عن دعمها للمبادرات التي تقودها الحكومة للتوصل إلى تسوية سياسية مع حركة طالبان، إلا أنها رفضت مجددا عقد محادثات غير مشروطة مع المتشددين. جاء ذلك خلال اجتماع قادة الفيالق ال 157 الذي عقد أمس، الخميس، في مقر القيادة العامة للجيش في روالبندي برئاسة قائد الجيش الجنرال أشفق برويز كياني بحضور قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والمخابرات العسكرية. وأشارت صحيفة "نيشن" الإخبارية الباكستانية المحلية اليوم، الجمعة، إلى أن عقد اجتماع القيادة العسكرية تزامن مع عقد مؤتمر جميع الأطراف في إسلام أباد، والذي نظمه حزب "عوامي الوطني" وحضره 27 من الأحزاب السياسية واتحادات المحامين لدعم المفاوضات مع حركة طالبان والتي اعتبرها المؤتمر "أولوية وطنية". وقالت إن عرض المحادثات المشروطة التي طرحها المتشددون قوبل بالرفض من جانب القادة العسكريين، الذين ربطوا إمكانية وقف العمليات العسكرية في المناطق القبلية المدارة فيدراليا "فاتا" باستسلام المتشددين غير المشروط وولاءهم لدولة باكستان. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مسئول عسكري لم تسمه، أنه يتعين على المتشددين إظهار استعدادهم عمليا، وإلا لن يكون هناك مجال لعقد أي محادثات معهم. من جانبها، دعت حركة "طالبان الباكستانية"، إلى عقد "اجتماع مهم" لشورى الحركة، استجابة لعرض محادثات السلام من جانب مؤتمر جميع الأطراف. وقال المتحدث باسم الحركة إحسان الله إحسان متحدثا إلى قناة "دون نيوز" الليلة الماضية إن شورى الحركة ستعقد اجتماعها في مكان لم يكشف عنه على الحدود الباكستانية - الأفغانية وستعلن ردها بعد الاجتماع، إلا أن الجماعة المتشددة توعدت بمواصلة شن الهجمات الإرهابية إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام. وقال إحسان إن "الهجمات ستستمر حتى نصل إلى اتفاق قابل للتطبيق"، مضيفا أنهم لن يتوقفوا قبل تحقيق أهدافهم، وقال إنهم سيمضون في شن المزيد من هذه الهجمات إلى أن يتم التوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق السلام. تجدر الإشارة إلى أن جميع المشاركين في مؤتمر جميع الأطراف وافقوا على التفاوض مع متشددي طالبان الذين هم على استعداد لقبول قانون باكستان ودستورها.