ليلة القدر 2019.. يتساءل عدد كبير من المسلمين عن كيفية إحياء ليلة القدر وماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الأيام المباركة؟ ويجيب الدكتور محمد المسير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، -رحمة الله عليه - عن ذلك قائلا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلتمس ليلة القدر في العشر الأولى من رمضان، فلم يصادفها ثم التمسها في العشر الأوسط فلم يصادفها، واخيرًا أبلغ أصحابه بوقوعها في العشر الأخيرة، بل حددها لهم في الوتر من العشر الأخيرة ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأولى من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: 'إني اعتكفت العشر الأولى، ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف' فاعتكف الناس معه قال: 'وإني رأيتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء فأصبح من ليلة إحدى وعشرين' وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فدلف المسجد فأبصر الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وأنفه فيهما الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر. كيف أحيا النبي ليلة القدر وأوضح "المسير" أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين للأمة في هذا الحديث وقت وقوع ليلة القدر وهي في العشر الأخيرة من رمضان، ونبأهم بعلامة تصاحبها يومئذ وهي نزول المطر، وسجوده صلى الله عليه وسلم على أرض مبتلة فيتعلق من أثرها على جبهته الشريفة أثرًا من طين وماء وقد أيد الله تعالى رسوله في ذلك أثرها وصدقت رؤية رسول الله فهطل المطر وحدث ما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبح الناس يؤمئذ يتحدثون عن ليلة القدر وكانت ليلة إحدى وعشرين.