الأرابيسك فن إسلامي تعود نشأته إلى نحو ألف عام، وصناعة تدخل في الأثاث غالبا، انتشرت أواخر القرن ال 19 وبدايات القرن العشرين، وازدهرت بشكل لافت على يد رجال عصر الدولة العثمانية في مصر (1517 1876)، خاصة في المساجد والقباب والقصور والأثاث. ورغم انحساره بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب التقدم التكنولوجي لتشكيل الأثاث والزخارف، إلا أنه لا يزال يجد من يتذوقه من المصريين، ومن بين هؤلاء يحاول عمرو أحمد "35عاما" إحياءه بعد اندثاره من خلال تصليح المتعلقات القديمة من الأثاث المنزلى، وإعادته إلى رونقه مرة أخرى، خاصة وأن تلك المهنة توارثها أبا عن جد. وداخل ورشة صغيرة بالإسكندرية يقف عمرو ممسكا بأدوات المهنة، ليقود عمله في تصليح الأثاث القديم، مؤكدا أنه توارثت مهنة الأرابيسك أبا عن جد. وقال: "أعمل بالمهنة منذ أكثر من 20 عامًا فقد بدأتها منذ الصغر، بجانب حصولى على شهادة الدبلوم، وخلال هذه السنوات تعرفت على جميع أسرار المهنة وفنونها من والدى؛ لحرصى على تعلمها والعمل بها بداخل الورشة". وأضاف أن فن الأرابيسك مهنة لها أصالة كبيرة وعراقة يحتاج إلى خبرات ومهارات من أجل ممارسته، وهي الاعتماد على إعادة الأشياء القديمة من الأثاثات المنزلية القديمة، والتي يحتفظ بها البعض من الزبائن إلى عودتها لرونقها مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك البعض من الزبائن يأتي للورشة لإصلاح بعض الأطقم المنزلية القديمة التي يتعدى أعمارها سنوات كثيرة، وتحتاج إلى إعادتها إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى. وتابع: "من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في صانع الأرابيسك هو التمتع بأعصاب قوية ومهارة عالية، حتى لا تهتز يده وهو يعمل، وأن يكون له إحساس مرهف ليتذوق ما يقوم به من عمل، بالإضافة إلى ذلك حب المهنة منذ البداية لدرجة تعشق حتى يستطيع إجادتها". وأشار إلى أن من أسباب انقراض المهنة عدم وجود أجيال جديدة لتعلم فنون المهنة، موضحا أن المتواجدين على الساحة حاليا يعملون من أجل كسب لقمة العيش. وعن المواد المستخدمة في فن الأرابيسك قال: "الصدف والنحاس ودهر السلحفاة أدوات أساسية في صناعة الأرابيسك، إضافة إلى الأدوات والمعدات التي تستخدم منها ماكينة الصنفرة وتقطيع الخشب". وعن معوقات المهنة أضاف: "ارتفاع أسعار المواد المستخدمة ساهم في ركود الصنعة، لكن هناك بعض الزبائن يحرصون على تصليح وصيانة المتعلقات القديمة وإعادتها مرة أخرى للاحتفاظ برونقها وأصالتها التاريخية".