سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التجربة الماليزية في عيون الخبراء.. خبير اقتصادي: تستحق الدراسة عن قرب.. "بيان": المصريون قادرون على الخروج من الأزمة دون الحاجة لقرض الصندوق.. "جودة": لا نحتاج لتجارب وإنما خطط وطنية
تباينت آراء الخبراء حول جدوى الاستفادة من التجربة الماليزية وتطبيقها في مصر، حيث أشاد الخبير الاقتصادي، محمود عبد الفضيل، بدعوة رئيس الوزراء الماليزي الأسبق إلى مصر، للتعرف على التجربة الماليزية عن قرب لما لها من أهمية كبيرة، مضيفًا أنها استطاعت أن تحدث طفرة اقتصادية ونهضة حقيقية. فيما أشار إلى أن ماليزيا نجحت في الاهتمام بالتنمية البشرية من خلال التدريب والتعليم الذي تم تخصيص 25% من الموازنة العامة له، وعن طريق الأيدي العاملة المتميزة التي استطاعت أن تصبح كيانًا اقتصاديًا عملاقًا يقوم بتصدير 80% من إنتاجه. وأوضح "عبد الفضيل" أنه ينبغي على مصر الاستفادة من هذه الدولة، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال استنساخ التجربة كما هي، لافتًا إلى أن ماليزيا اهتمت أيضًا بتطوير البنية الأساسية وتشجيع الاستثمار الأجنبي بما يوفر العملة الأجنبية. وأضاف الخبير الاقتصادي، أن اهتمام ماليزيا بالقطاع الخاص لم يكن أبدًا على حساب القطاع العام، مشيرًا إلى أهمية المشروعات الصغيرة في النهوض بأي اقتصاد وهو ما اهتمت به ماليزيا أيضًا. وأكد ناصر بيان، رئيس جمعية الصداقة المصرية الليبية المشتركة، أن نصائح رئيس الوزراء الماليزى مهاتير محمد للحكومة والشعب المصري للخروج من الأزمة المالية والصراع السياسي جيدة، موضحًا أن التوافق الوطني وتوحيد الأهداف أولى خطوات النجاح للاستثمار الوطني. وقال "بيان"، في تصريحات ل"فيتو"، إن المصريين قادرون على صنع المعجزات والخروج بمصر من المأزق الاقتصادي والسياسي الراهن، موضحًا أن مصر بحكم موقعها الجغرافي والإستراتيجي لديها المقومات المادية والمعنوية والقدرة على جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية والعربية. وأضاف أنه لا يجد أهمية لقرض صندوق النقد طالما أن مصر يمكنها الاعتماد على مواردها الداخلية، معتبرًا أن الشروط التي يلزم بها صندوق النقد الحكومة المصرية لا تتناسب مع الوضع المصري. وأشار إلى ضرورة أن تتخذ الحكومة إجراءات تحفيزية والاهتمام بالصناعة ورجالها وعدم تصدير المواد الخام بل تصنيعها، وخلق جو من الاطمئنان لدى المستثمر الأجنبي من خلال توفير مناخ ملائم وإظهار إيجابيات المجتمع. وطالب "بيان" رئيس الجمهورية بضروة الدعوة إلى مصالحة عامة بين أبناء الشعب المصري، وتوحيد الأهداف والرؤى للخروج من الأزمة. وقال الخبير الاقتصادي، صلاح جودة، إن تجربة رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، هي تجربة ناجحة وحققت نهضة حقيقية في ماليزيا، حيث اتجه "مهاتير" إلى الزراعة وقام بتخصيص العديد من الأراضي، ثم اتجه بعد ذلك للصناعة بداية بالصناعات الخفيفة وصناعات التجميع، ومن هنا استطاع توفير فرص العمل، ثم انتقل بعد ذلك إلى الصناعات الثقيلة والتصدير حتى أصبحت ماليزيا قوة اقتصادية عظيمة. وأوضح "جودة" أن كل هذه الإنجازات خاصة بماليزيا وليست خاصة بمصر، مؤكدًا أن مصر لا تحتاج لسماع التجارب من الدول، ولكنها في حاجة لوضع خطة وطنية خاصة بها وبهويتها.