سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«التعديل الجيني» سلاح ذو حدين.. أطباء يتوقعون حدوث انحراف أخلاقي بالتطبيق.. تخوفات من استخدامه في الإبادة العنصرية.. المركز القومي للبحوث: اكتشاف خطير يتحول قريبا إلى بيزنس
65 بحثا دوليا لرئيس المركز القومي للبحوث الجديد أثار باحث صيني يدعى "جيه كي" الجدل من جديد حول الجانب الأخلاقي لمسألة تعديل الجينات الوراثية، بعد أن نجح بأول عملية لتوليد طفلتين توءم معدل وراثيا، وهي عملية غير قانونية في الولاياتالمتحدة والعالم كله، وقوبلت باستهجان باحثين آخرين. الباحث أكد أنه لم يهدف من وراء العملية إلى علاج أو منع حدوث مرض وراثي ولكن "منح ميزة لا تتوافر بصورة طبيعية إلا في قلة من البشر، وهي القدرة على مقاومة العدوى المحتملة في المستقبل بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)"، الذي قال إنه مشكلة كبيرة في الصين، حيث تمكن الباحث من تعطيل عمل جين يسمى CCR5 وهو جين يشكل البروتين الذي يساعد فيروس الإيدز على دخول الخلية. التعديل الجيني وقبل أن نستعرض خطورة ما فعله الباحث الصيني على العالم كله، توضح الدكتورة وفاء عبد العال، أستاذ متفرغ بقسم الباثولوجي، ورئيس وحدة التجارب الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، تعريف التعديل الجيني فتقول: "التعديل الجيني للكائنات الحية هو تعديل مادتها الوراثية بواسطة الهندسة الوراثية لتصبح أكثر تطورا وتلبية للحاجات البشرية، أي أنها كائنات تم تغيير جيناتها عن طريق البيوتكنولوجيا الحديثة ومنها الهندسة الوراثية والتي تستخدم تقنيات معينة ولم تتم عن طريق التوليف الطبيعي أو التكاثر". وأضافت عبد العال: تتم العملية عن طريق نقل جينات منتقاة من جسم معين إلى جسم آخر من نفس النوع أو من وإلى أجسام من أنواع مختلفة ما يمنحه جينات معدّلة أو جديدة. و قد تكون هذه الكائنات ذات أصل حيواني أو بكتيري أو نباتي، وتعرّف الكائنات الحية المحوّرة جينيا وهي مجموعة ثانوية من الكائنات الحية المعدلة وراثيا أنها كائنات تحوي DNA مدخلا نشأ في فصائل مختلفة. استخدامات أخرى وفي الوقت الحالي يستخدم العلماء والأطباء تقنية التحكم بالجينات من أجل علاج الأمراض، مثل سرطان الدم، عن طريق ولادة طفل يحمل صفات مناسبة للتبرع لأخيه الأكبر المصاب بالمرض، أو من أجل تجنّب الأمراض الوراثية عن طريق اكتشاف مواد وراثية تحتوي على خلل واستبدالها بجينات سليمة وراثيًا ومن ثم إعادة الجنين إلى الرحم. لكن يتوقع أطباء المركز القومي للبحوث أن تتعدى أهداف استخدام التقنية لتصبح من أجل اختيار لون العيون والشعر وقوة النظر والسمع وصفات أخرى، أي من أجل تحديد صفات الطفل الجسدية والذهنية قبل نموّه في الرحم، بحسب الهيئة التي يتمناها الأهل له، ودون علاقة بوضعه الصحي. وقد تبدو التجربة مثيرة للاهتمام، إلا أن الاستخدامات المذكورة سابقا تخضع لنقاش أخلاقي حاد منذ عشرات السنين، وذلك لأن للمسألة إسقاطات على الصعيد الاجتماعي، ولن ينحصر تأثيرها داخل مختبرات العلوم فقط. نقاشات حادة ويثير الموضوع نقاشات حادة بين الأطباء، وقد كلّفت عدة لجان متخصصة بميثاق الأخلاق بالعمل الطبي لبحث مدى أخلاقية الأمر، فلهذه التقنية تداعيات عميقة على المجتمع والتنوع البشري، فإذا سنحت الفرص لكل أهل أن يختاروا شكل مولودهم فسيختار الأهل صفات تلائم المقبول السائد في المجتمع، الطفل الطويل مثلًا، وهو ما سيغيّر مع الزمن المقاييس المقبولة لما هو "طبيعي" وجميل، ليصبح الطفل القصير، الذي لم يمتلك أهله المال الكافي لتعديل جيناته، بنظر المجتمع، طفلًا "غير طبيعي"، أي إن المقاييس الطبيعية سيتمتع بها الأغنياء فقط، وسيتحول الإكتشاف العلمي إلى "بيزنس". حرب الجينات يمكن استغلال تطور الهندسة الوراثية التي قفزت قفزات هائلة في السنوات الأخيرة في أوجه الشر كما تستغل في أوجه الخير، وذلك بإنتاج أسلحة ذات تقنيات عالية باستخدام الجينات وتوجه ضد جماعات عرقية معينة لإبادتهم أو إلحاق الضرر بهم. فقد شملت بعض التجارب للتعديل الجيني الحشرات بمختلف أنواعها ورتبها، والنباتات ولا سيما حبوب القمح، حيث يتم إضافة جينات مرضية محددة ومبرمجة لإصابة الطاقم الوراثي البشري في حالة الحبوب المعدة للاستخدام الآدمي، أو إنتاج نباتات قمح يسمح محتواها الجينى بإكثار الآفات، وذلك يعني أن بكتيريا واحدة أو حبة قمح واحدة ستصبح أخطر من مائة طائرة، وستفعل ما ستفشل فيه جيوش جرارة.