في مثل هذا اليوم عام 1975 انفضت ظاهرة احتشاد العرب من الخليج إلى المحيط حول المذياع لسماع صوت كوكب الشرق أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر. وقد أعدت مجلة "لايف" الأمريكية ملفا حول ظاهرة أم كلثوم في الشرق بعد وفاتها، فاختارت الحديث عن الجانب الفكاهي عند أم كلثوم التي اشتهرت بالدعابة والنكتة، وأعادت جريدة الأخبار نشره عام 2016 قالت فيه: كانت أم كلثوم التي تفوقت على ظرفاء عصرها تتبع ريجيما قاسيا وحدث أن قبلت دعوة من إحدى العائلات الثرية التي ترتبط معها بصداقة قوية، فاشترطت على مضيفها أن يأتى طعامها من منزلها لأنه يعد لها بطريقة خاصة. وحين حضر الطعام في عمود من الألومنيوم المكون من ثلاث قطع.. قال لها مضيفها: هو ده العمود اللى كله أكل مسلوق؟ قالت له أم كلثوم بتلقائية: أيوة يا سيدى ما هو أصل ده العمود الفقرى بعيد عنك. وحدث أن كان الشاعر مأمون الشناوى كثير الطلب للنقود منها عن الأغنيات التي كان يكتبها لها، وعندما كانت تسأله عما تقاضاه منها منذ أيام، يقول لها: انصرف يا ست، فصرخت ذات مرة في وجهه، قائلة: دا أنت حقهم يسموك مديون الشناوى. وعندما كانت تغنى في المفوضية السعودية بالقاهرة وقع نظرها على رجل قصير القامة يرتدي الملابس العربية ويتدلى منه سيف طويل بشكل مبالغ فيه.. همست في أذن صديق كان بجوارها قائلة: الراجل ده ذنبه إيه عشان يعلقوه في السيف كده. وفى إحدى السهرات التي كانت تعقدها في بيتها جاء أحد الفنانين من الذين يعتقدون أن من مظاهر الفن عدم قص الشعر لكى يدلل على بوهيميته، وداعبه الشاعر أحمد رامى قائلا: إيه الكرافت الشيك دى يا أستاذ؟ فأجابه: دى ثمنها جنيهان، دهش رامى قائلا: مش كثير عليها؟.. هنا تدخلت أم كلثوم قائلة: كثير إزاى طب دى فيها وساخة تساوى جنيهان ونص. وكانت قد ارتبطت بصداقة قوية مع الفنان الكوميدى سليمان نجيب، وذات يوم سألته عن الحال فأخذ يشكو من سوء الصحة قائلا: أنا قرفان بعد الدكاترة ما قالوا عندى تصلب شرايين، فبادرته: شرايين ايه يا سليمان بك أنت عندك تصلب في الرأى. وكانت أم كلثوم تشاهد حفاوة كبيرة للشاعر أحمد رامى في كل مكان يتواجد فيه، فسألته ذات مرة: أنا مش عارفة الناس بتحبك على إيه؟ فقال لها: الناس بتحبنى على حسك، ثم قدم لها ابنه قائلا لها: ابنى توحة.. فضحكت قائلة: على كدة اسمه توحرامى. وفى أحد الأيام قابلت أحمد رامى على سلم مبنى الإذاعة القديم بشارع الشريفين نازلا وما أن رآها حتى قال لها على فين يا روحى؟ عاملة إيه يا روحى؟ فتدخل ابن شقيقها محمد الدسوقى وقال: أنت مش نازل يا أستاذ رامى؟ فردت أم كلثوم (هو معقول ينزل وروحه طالعة). كانت في ليلة تغنى إحدى حفلاتها على مسرح سينما ريفولى وشاهدت وهي على خشبة المسرح رجلا بارما شاربه بصورة تشجع الصقر أن يقف عليه، وكان الرجل دائم التهريج والتعليق على أغنيتها التي تؤديها بصورة سخيفة أثناء الغناء مما اضطرها إلى الإشارة إلى الفرقة لكي تتوقف عن العزف، ونادت عليه، فرد باستعباط: نعم يا ست، وفوجئ الجمهور وهى تقول له: على فكرة أنا لاحظت أن شنبك متربى عنك.