رئيس شعبة البحوث الزراعية بالمركز القومي ل«فيتو»: المستقبل للنباتات العطرية.. استخدام الكمون لتصنيع علاجات للأمراض.. ونسعى لإدخال النانو في تقليل كمية المبيد الحيوي المستخدم وزيادة نمو النباتات

«استراتيجية المستثمرين لمشروع النباتات العطرية».. تدخل الدولة لتشجيع النشاط.. تحقيق عوائد كبيرة من العملة الصعبة.. استغلال إنتاج محافظات الصعيد.. وفريد خميس: خفض واردات خامات تصنيع الدواء
كان لديها دائما طموح واسع في مجال الزراعة والبيولوجي، ما كان دافعا قويا لاختيارها كلية الزراعة للدراسة بها، وكانت الزراعة بالنسبة لها معنى دقيقا للحياة، فهي تدرس وتتعامل مع كائنات حية رائعة الجمال، تتجلى فيها عظمة الخالق، فعملت بجد واجتهدت في دراستها حتى كانت من أوائل دفعة كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1986، فالتحقت بالمركز القومي للبحوث في دفعة أوائل الخريجين، ومن هنا بدأ حلم الدكتورة وفاء حجاج، رئيس شعبة البحوث الزراعية بالمركز القومي للبحوث يتحقق.
الأمن الغذائي للمواطن
تقول الدكتور وفاء حجاج في حوارها ل "فيتو" إنها في البداية تم اختيارها للدراسة بقسم الوراثة، لكنها اعتذرت وطلبت الإلتحاق بقسم الأمراض، حيث إن قسم الأمراض أشمل وأعم ويضم معلومات عن الوراثة أيضا، بالإضافة إلى أنه من خلال قسم الأمراض يمكنها إجراء البحوث على الأمن الغذائي للمواطن، واختراع مركبات آمنة وحيوية لمكافحة أمراض النباتات، وبالفعل اختارت إجراء تجاربها على النباتات الطبية والعطرية.
وأضافت أن الخضر والفاكهة قُتلت بحثا في الدراسات العلمية، لكن النباتات الطبية والعطرية هي مستقبل مصر لأنها تحتوي على مركبات فعالة تستخدم في تصنيع العلاجات والأدوية، وبذلك يمكن تصنيع الأدوية بدون استخدام كيماويات أو مبيدات أو أسمدة، لكن يمكن تصنيع علاجات لأمراض النباتات عن طريق مركبات عضوية حيوية، مثل نبات الكمون على سبيل المثال، حيث كان هذا هو موضوع رسالة الماجستير الخاصة بي، نظرا لتواجد الكمون في كل منزل لذا كان من الضروري أن يكون آمنا، بالإضافة إلى استخدامه في مركبات أخرى.
المركبات الحيوية
وتهتم رئيس الشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث بصفة خاصة بالمركبات الحيوية التي تستخدم كسماد طبيعي للنبات، حتى تكون بديلا مناسبا للأسمدة والمبيدات الكيميائية، وكانت الدكتورة وفاء حجاج من أوائل الأشخاص الذين قدموا إسهاماتهم في مجال المكافحة الحيوية واهتموا به، على الرغم من أن كان هناك تخوفات حينها من الأعراض الجانبية للاستخدامات، لكن استمرت حجاج في عمل الأبحاث والدراسات عن المركبات الحيوية، وبالفعل تم إثبات أن المكافحة الحيوية يمكنها زيادة إنتاجية النبات، ومكافحة الأمراض التي تصيب النبات والأوراق والتربة.
أما عن تأثير التغيرات المناخية على المزروعات، فأشارت وفاء حجاج إلى أن مصر ومعظم الدول أصبحت تتسم بالعديد من التغيرات المناخية، وبالتالي جار حاليا دراسة المناطق ووضع خريطة لها، لتحديد المناطق التي بها ارتفاع في درجات الحرارة ونقص في كميات المياه، ونسبة ملوحة، لدراسة النباتات التي يمكن تأقلمها مع تلك الظروف والتغيرات المناخية، وذلك عن طريق استخدام الكائنات الحيوية التي تتحمل تغيرات درجة الحرارة لاستخراج مركب حيوي منها يفيد النبات.
تطوير المخلفات الزراعية
وأكدت أنه تم تطوير المخلفات الزراعية، لاستخدامها في إنتاج مركبات تدخل في الأسمدة أو المركبات الحيوية، ثم توضع في التربة كمخصب عضوي حيوي يفيد التربة ويعمل على زيادة خصوبتها، بجانب دراسات أخرى تم إجراؤها مؤخرا لدراسة تأثير المرض على الأصناف المختلفة مثل الشعير والأرز، بهدف استنباط أنواعًا جديدة من المحاصيل قادرة على تحمل الظروف المناخية المتغيرة والأمراض، عن طريق الهندسة الوراثية وجينات النباتات.
تقليل كمية المبيد الحيوي
البحوث الزراعية في تطور مستمر، وآخر تلك الأبحاث التي كشفت عنها رئيس شعبة البحوث الزراعية ل "فيتو" هو استخدام النانو في تقليل كمية المبيد الحيوي المستخدم، وزيادة فعاليته، حيث يتم إضافة بعض المواد والمركبات للكائنات الحيوية التي ينتج عن طريقها مادة النانو، فيستخدم النانو تيتينيوم في الأسمدة، ونستخدم النانو سيليكون في زيادة نمو النباتات، ومن هنا أنتجنا مركب يستخدم كعامل مكافحة وكسماد في نفس الوقت، ويكون في نفس الوقت آمن لأنه تم إنتاجه من كائن حيوي.
ولفتت وفاء حجاج إلى أن الشعبة الزراعية تعاونت مع العديد من الجهات في مجال فحص الصادرات والواردات من الحبوب المخزونة، حيث يعتبر التخزين من الموضوعات المهمة المؤثرة على صحة وجودة النباتات والمحاصيل، حيث إذا تم تخزينها بطريقة خاطئة يتم تراكم أنواع من الفطريات عليها تسبب السرطان، مثل الفول السوداني والبصل والفراولة والقمح.
وبالنسبة لحظ تلك الأبحاث من التطبيق، تؤكد رئيس الشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث، أنهم يحاولون في أبحاثهم ودراساتهم الاتجاه في المجالات التي تقع في صالح الدولة، وليس مجرد بحوثًا نظرية لا فائدة منها، مشيرة إلى أنهم يعملون من خلال خطة الدولة وإستراتيجية وضعتها وزارة التعليم العالي بالإضافة للتعاون مع الوزارات المختلفة لتوحيد الجهود المختلفة لصالح الدولة، ويكون المخرج البحثي إما في صورة منتج يتم تسويقه، أو في صورة خدمة للوصول إلى نوع معين من التكنولوجيا يبدأ تطبيقها للاستفادة منها.
مقاومة الآفات
وأوضحت الدكتورة وفاء حجاج أن الإستراتيجية الأساسية لعمل الشعبة هي وضع خريطة لكافة الأماكن ونوع المناخ بها والمعلومات الجغرافية عليها وكمية المياه وخلافه، وذلك عن طريق الاستشعار عن بعد، ويتم بعدها تحديد أنواع النباتات والمحاصيل التي يمكن زراعتها في كل مكان، والإنتاج الحيواني كذلك، وكيف يتم زيادة كفاءة تلك النباتات ومقاومة الآفات بها، وذلك في إطار مشروع المليون ونصف فدان والتوسع فيه ليشمل 4 ملايين فدان.
واختتمت رئيس الشعبة الزراعية حديثها ل "فيتو" أن الهدف النهائي الذين يعملون عليه في الشعبة هو خدمة المجتمع والبيئة والتنمية الشاملة والمتكاملة.