يتزايد استخدام الأسمدة الحيوية في معظم دول العالم؛ لمميزاتها المتعددة، خاصة أنها توفر كميات كبيرة من الأسمدة المعدنية المستهلكة للطاقة في صناعتها وملوثة للبيئة، وتزيد المحصول كما ونوعا، كما أنها صديقة للبيئة وأسعارها زهيدة، مقارنة بالأسمدة المعدنية، إلا أن نسبة استخدامها في مصر لا تزيد على 0.2%. من جانبها، أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، خطة قومية للنهوض بالأسمدة الحيوية لرفع خصوبة وكفاءة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل المختلفة، والتغلب على مشاكل الأسمدة الكيماوية، في إطار تفعيل استراتيجية التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية؛ لزيادة خصوبة التربة والإنتاج النباتي. وسبق وأعلن الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن خطة تعتمد على التوسع في إنتاج الأسمدة والمخصبات الحيوية من خلال معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، التابع لمركز البحوث الزراعية، باعتباره من أقدم الهيئات في إنتاج المخصبات الحيوية. وأوضح وزير الزراعة، أن الأسمدة الحيوية تحفز النبات على توفير ما يحتاجه من العناصر الغذائية والمواد المشجعة للنمو، أيضا، التغلب على المشاكل الناجمة عن استخدام الأسمدة الكيماوية، حيث تحافظ على التوازن الحيوي في التربة، وتحسين قوامها وخواصها، وزيادة قدرتها على الحفاظ على المياه، فضلاً عن قدرتها العالية في مقاومة الأمراض وإكساب النبات المناعة الذاتية، والحصول في النهاية على منتج ذو جودة عالية وآمن على الإنسان والحيوان. وأكد الوزير أن مركز البحوث الزراعية، كان له دور مؤثر في تطوير وإنتاج مجموعة من الأسمدة والمخصبات الحيوية متعددة الأغراض والصور، التي من شأنها أن تتوائم مع التطورات الزراعية من نوعية المحاصيل ونظم الري والظروف المناخية والبيئية، مضيفا أن المخصبات والأسمدة الحيوية التي تم إنتاجها، ثبت عمليا فاعليتها فى حل مشاكل التسميد الكيماوي، خاصة الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية، لافتاً إلى أنه سيكون لها دور مهم جداً في تحقيق استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030، خاصة تحت ظروف الأراضي الجديدة. وقال الدكتور رضا عبد الظاهر، رئيس قسم الميكروبيولوجيا الزراعية، إن الأسمدة الحيوية عبارة عن ميكروب أو مجموعة من الميكروبات التي تعمل على توفير عنصر أو أكثر من العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات، والتي يمكن بها الاستغناء عن كل أو جزء من الأسمدة الكيماوية التي تحتوي على العنصر المطلوب، وهى أسمدة صديقة للبيئة، تستخدم على نطاق واسع فى معظم دول العالم، لافتا إلى أنها تحتوى على ميكروبات مثبتة للنيتروجين، وعلى الميكروبات المذيبة للفوسفور أو البوتاسيوم، كما تحتوى أيضاً على مجموعة الريزو بكتيريا المشجعة على نمو النبات وغيرها، وبالتالي يمكن استخدامها في التسميد الحيوي للنباتات. وأضاف عبد الظاهر ل"البديل"، أن الأسمدة الحيوية توفر ما لا يقل عن 50% من الطاقة المستخدمة في صناعة الأسمدة الكيماوية، حيث توفر الأسمدة الحيوية 75% من الأسمدة الكيماوية الآزوتية المستخدمة في تسميد المحاصيل البقولية، كما توفر 25% من الأسمدة البوتاسية، متابعا أن استخدام الأسمدة الحيوية في الزراعة يدر عائداً لا يقل عن مليار و35 مليون جنيه سنويا، حيث إن أسعارها زهيدة للغاية، مقارنة بأسعار الأسمدة الكيماوية، وتوفر جزءا كبيرا من العناصر الغذائية المهمة للنبات، فهي توفر 25% من احتياجات المحاصيل غير البقولية والخضار، و75 % من احتياجات المحاصيل البقولية من النيتروجين، كما توفر نحو 50% من احتياجات جميع المحاصيل من الفوسفور. وأكد أن نسبة استخدام الأسمدة الحيوية لا تزيد على 0.2 % بحجم مبيعات لا يتجاوز 500 ألف جنيه سنويا لكل المحاصيل البقولية، موضحا أنها تعمل على زيادة المحصول النهائى كماً ونوعاً بنسبة تتراوح بين 10 – 20 %، بالإضافة إلى إفراز بعض منظمات النمو والمضادات الحيوية المقاومة للأمراض، وتساعد على تقليل السمية في المحاصيل نتيجة تقليل المتبقيات الكيماوية والحد من تلوث الغذاء، كما أنها تقلل من الاعتماد على الأسمدة الكيماوية والمبيدات، وبالتالي تقليل تكاليف الإنتاج الزراعي وخفض معدلات التلوث البيئي.