رامي مالك يسير على خطى عمر الشريف في الجوائز العالمية تمر اليوم الخميس، 17 يناير، الذكرى الرابعة لرحيل سيدة الشاشة العربية، الفنانة فاتن حمامة، أربع سنوات مرت على غيابها عن عالمنا، ولكنها ورغم الغياب لا تزال ساكنة في قلوب محبيها في كل الوطن العربي بفنها وما قدمته من أعمال لا تُنسي. وعلى مدار مشوارها الفنى، قدمت فاتن حمامة أعمالا فنية من العيار الثقيل، وكما أن مشوارها الفنى لا يخلو من تفاصيل لا حصر لها، كذلك كانت حياتها الخاصة، وبالتحديد قصتها مع الفنان الراحل عمر الشريف، ولعل أحد أبرز المواقف التي عاشتها النجمة الراحلة في قصتها مع ذلك النجم العالمى، حكاية "القبلة" التي تخللت فيلم "صراع في الوادى" التي أحدثت جلبة وأثارت الرأى العام، وتسببت في قطيعة مؤقتة بين عمر الشريف والنجمة فاتن حمامة. اختيار بطل "صراع في الوادى" كان يوسف شاهين يُعد العدة لإخراج فيلمه الجديد "صراع في الوادى"، وكان يبحث عن بطل ليقدم دور البطولة أمام سيدة الشاشة العربية الجميلة فاتن حمامة، وكان من بين المرشحين شاب وسيم، كان صديقًا ليوسف شاهين، إنه عمر الشريف، الذي اختاره شاهين لكى يُجري اختبارًا بالكاميرا، فقد كان عمر الشريف صديقا لشاهين منذ أيام الطفولة، حيث كانا في فصل واحد بمدرسة فيكتوريا الإنجليزية، كما أنهما أيضًا رفقاء في عالم المسيحية اللبنانية. كان الرضا هو الشعور الذي راود شاهين من نتيجة اختبار عمر الشريف، ولكن كانت ثمة مشكلة أكبر تواجهه، ألا وهو كيفية إقناع فاتن حمامة، الفنانة المخضرمة، بالاشتراك في بطولة الفيلم أمام ممثل مبتدىء، أما هي فلم تحكم على الأمر برمته بالرفض منذ البداية، ولكنها طلبت من شاهين والممثل المبتدىء قبول دعوتها لتناول فنجان من الشاي في منزلها، وحدث بالفعل، وهناك، طلبت فاتن من عمر الشريف أن يمثل أمامها مشهدا فنيا ما، وحينها اختار عمر الشريف أن يُمثل مشهدا من هاملت لشكسبير، وقرر أن يُؤديها بالإنجليزية، وفى يقينه إيمان بأن فاتن لا تعرف هذه اللغة حتى وإن أبدت غير ذلك، وبالفعل تمكن من إقناعها بقدراته، وحظى من خلال هذه الخدعة على الدور ووقع أول عقد فنى في مشواره الفنى. القبلة كان موقع التصوير مملوءًا بأجواء طيبة وكانت الأحداث والمواقف تسير بصورة طبيعية، أما فاتن حمامة فقد كانت ملتزمة كعادتها بأداء كل المطلوب منها، ولكى تُبدى مزيدًا من الالتزام، وافقت على أن يقوم عمر الشريف بتقبيلها، بالرغم من موقفها الواضح طوال المشوار الفنى، بأنها لا تقدم أدوار الإغراء في الأفلام. وعن هذه القبلة يقول عمر الشريف في مذكراته الصادرة عام 1977 في كتاب "الذكر الخالد..قصتى"، " قبلة فاتن حمامة لى كانت بريئة جدًا، كان قد أغمى على، وشفتا فاتن بالكاد لامست شفتي، ولكن الصحفيين كانوا هناك، ونشروا صورة القبلة، وضخموها حتى كانت فضيحة كبرى". تبعات القبلة وبعد انتشار صور القبلة، أصبح عمر الشريف هو الرجل الذي أغضب الجمهور، ولكن كان المنتج هو المستفيد من كل هذه الضجة فقد ضرب الفيلم رقمًا قياسيًا في شباك التذاكر، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرا، ولم يكن نجاح الفيلم الجماهيري كافيًا لكى يحظى عمر الشريف بفرصة ثانية، فلم يجرؤ أحد من المنتجين على منحه دورًا في أي فيلم، خاصة أن عمر كان آنذاك رجلًا سبب فضيحة. ولم تكن هذه الأزمة هي الوحيدة التي تسببت فيها القبلة، فقد كان على فاتن وعمر أن يتجنبا بعضهما البعض، إلى الدرجة التي يجب فيها ألا يكون عمر في المكان الذي تتواجد فيه فاتن، فحينما توجد دعوة لأحدهما في بيت صديق مشترك لابد ألا يدعو الآخر، وحينما تكون فاتن وزوجها في مكان ما، يجب ألا يكون عمر في المكان ذاته، ويأتى أحدهم ليخبره ألا يدخل هذا المكان، وظل الوضع مربكًا هكذا إلى درجة أن وصف عمر هذه الفترة "كنا نعيش في رعب من اللقاء في الطريق"، إلى أن قررت فاتن في يوم أن تكسر هذا الحاجز، حينما التقي الثنائى في أحد المطاعم، صدفة، وعندما دخل عمر وجلس إلى مائدته جاءت إليه فاتن لتقول له "هاللو". كسر الحاجز دفع هذا اللقاء أحد المخرجين في التفكير في الجمع بين فاتن وعمر من جديد على الشاشة، وحينها انطلقت الشائعات عن علاقة تجمع بين الثنائى، كان الجميع يتحدث في البداية بحرج، ولكن انتهى الأمر بتزايد الشائعات، أما حقيقة العلاقة التي جمعت بينهما فكانت صداقة، ثم تحولت إلى حب انتهى بزواج عام 1955 واجه صعوبات عدة تمكنا من تحطيمها.