سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجارية الشرقية تحذر من تداول الأجبان المغشوشة بالأسواق.. دراسة: انتشار معامل إنتاج الألبان الصغيرة كارثة ووضع ضوابط صارمة هو الحل.. المزارع تتجه للبن البودرة والمربون يعتمدون على اللبن "السريح"
حذرت الغرفة التجارية بالشرقية في دراسة لها، حول أسواق الألبان من انتشار ظاهرة الأجبان الفاسدة والمتداولة بالأسواق، والتي يتم تصنيعها من ألبان مغشوشة أو من شرش اللبن - منزوعة الدسم - ومستبدلة بدهن نباتي ومضاف إليها مواد ضارة لحفظها مثل الصودا الكاوية وزهرة الغسيل والأكسجين والفورمالين لإكسابها القوام المتماسك وحفظها. وأشارت الدراسة إلى أن الدليل الذي لا يقبل الشك في الغش الذي تمارسه هذه المعامل هو ذلك السعر الزهيد الذي تبيع به هذه الأماكن ويصل إلى ستة جنيهات للكيلوجرام، فالأمر لا يقتصر على الإخلال بالمواصفات الفنية الواجب توافرها، وإنما "الكارثة" تكمن في مثل هذه الإضافات الضارة بالصحة، فكيلو الجبن الطبيعي والصحي يستهلك ما لا يقل عن 4 كيلو من اللبن السائل لا يقل سعر بيعهم جملة بالحد الأدنى عن 10 جنيهات، مؤكدة أن الهدف الرئيسي من وراء استخدام هذه الخامات الرديئة وغير الصحية هو خفض التكاليف بأي شكل من أجل الربح. وقالت الدراسة اإنه مع الإقبال على استهلاك الألبان عاما بعد آخر، أدى إلى زيادة انتشار معامل إنتاج الألبان الصغيرة وزيادة محلات بيع الألبان وأيضا زيادة كميات اللبن السريح المتداول، وطالبت بضرورة وضع قواعد أكثر صرامة والرقابة على هذه المعامل بصورة أشد، حيث تلاحظ وجود الكثير منها غير المرخص كما توجد الكثير من المنتجات المغشوشة المتداولة في السوق ويستطيع الفرد العادي أن يرى في كثير من الأماكن توافر أجبان بأسعار زهيدة للغاية مما يدل على انتشار مصنعيها، ولا ندري كيف لا تستطيع الدولة بكل أجهزتها الرقابية المتضخمة في أعداد موظفيها أن توقف مثل هذه المهزلة. وأوضحت الدراسة أن مزارع إنتاج الألبان تعاني من سعر توريد منخفض لا يتناسب مع تكلفة الإنتاج التي تزداد بشكل مطرد، وقد أحدثت الأزمة العالمية عام 2008 تأثيرا سلبيا هائلا على مزارع الألبان، حيث أدى انخفاض الأسعار العالمية للبن البودرة إلى اتجاه المصانع المحلية المصنعة للألبان والأجبان إلى الاعتماد عليه بدلا من اللبن السايب، مع العلم أن سعره قبل الأزمة كان أعلى كثيرا من سعر اللبن السايب، ولعله يتضح جليا الآن - وفقا للدراسة - من خلال المشكلة التي تواجهها مزارع الألبان، أن المزارع الصغيرة لا تستطيع التلاؤم بالمرة مع الوضع الجديد وقد يستمر ذلك لسنوات مقبلة مما أدى إلى تصفية أغلبها وقيام المربين بالتخلص من مواشيهم، والذي استمر في العمل في الوقت الحالي من المربين هم الذين يعتمدون على تصريف إنتاجهم من اللبن من خلال الباعة السريحة أو البيع المباشر للمنازل، وأوضحت أن حجم الألبان المصنعة في السوق المصرية تتراوح ما بين 10% و20% من إجمالي الألبان التي يتم تداولها، بينما تبلغ نسبة اللبن «السريح» الذي يتم تداوله بشكل غير منظم بواسطة الأفراد ويصل للمواطن «على باب البيت» من 80 إلى 90% من الألبان. وأشارت الدراسة إلى إن تحول مصانع الألبان إلى لبن البودرة كبديل عن اللبن السائل، هو حق من حقوقها طالما أجازت ذلك المواصفات الفنية وطالما سمحت الجهات الرقابية باللبن البودرة بنسبة معينة في المنتجات النهائية ففي النهاية فإن اللبن البودرة هو لبن سائل منزوع منه الماء ومجفف ومحفوظ بطريقة علمية، وتبحث هذه المصانع والشركات عن مصلحتها في الحصول على مستلزمات إنتاج بسعر منخفض، ولكن من جهة أخرى فيجب تعديل المواصفات التي يجب أن تتوافر في صناعات الألبان بوجه عام بما يتيح ارتفاع أعلى في نسبة اللبن الطازج، الذي هو أكثر فائدة صحية من اللبن البودرة إذا ما توافرت فيه المواصفات الفنية السليمة، علاوة على طرق النقل والحفظ السليم. ووجهت الدراسة النظر إلى أهمية إنشاء مراكز تجميع اللبن على مستوى القرى، لتتم بسترته ثم ينقل إلى المصانع، "وهى مهمة تتطلب دخول شركات عملاقة في هذا المجال والذي يجب دعمه من الدولة لجذب المستثمرين.