ما زالت إسرائيل تكشف المزيد عن أسرار زيارة رئيس تشاد إدريس ديبي، التي أجراها الشهر الماضي إلى إسرائيل، والتي كان في ظاهرها جوانب دبلوماسية وفي باطنها تعاون وعلاقات اقتصادية وأسرار أخرى تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية عنها. موقع "مكور ريشون" العبري سلط تحت عنوان "الدافع الخفي الذي جلب رئيس تشاد إلى إسرائيل" الضوء على أسرار الزيارة وتفاصيل العلاقات بين إسرائيل وتشاد في عهد ديبي. الظروف ناضجة التقرير يؤكد أن العامل الحاسم في استئناف العلاقات بين إسرائيل وتشاد هذه المرة على عكس الجولات السابقة التي كانت تتوقف هو النهضة النسبية التي تتمتع بها إسرائيل في علاقاتها مع العالم العربي وأفريقيا، ومع ذلك على عكس الجولات السابقة، فإن الظروف تبدو ناضجة. علامة أخرى على جدية ديبي هذه المرة في استئناف العلاقات هي بحسب التقرير رغبته في إرسال ابنه إلى إسرائيل في زيارة تمهيدية لاستئناف العلاقات رسميًا، وربما حتى جعله يرأس وفد أفريقي لإسرائيل، ووفقًا لمصادر مطلعة بحسب التقرير، فإنه في غياب السفارة الإسرائيلية، سيمثل ابنه الوفد إلى إسرائيل. الوساطة لدى واشنطن سبب آخر للزيارة هو أن ديبي يأمل أن يكون نتنياهو شريكا وحليفا يدافع عنه أيضا أمام واشنطن التي تواجه مشكلات مع ديبي، لذا يعد ديبي بأن هذه المرة من المرجح أن تزدهر الرومانسية بين إسرائيل وتشاد، ونوه إلى أن تشاد هي مصدر للنفط الذي ينتج 130،000 برميل من النفط يوميا، إن اهتمام الصين الكبير بتشاد لا ينبع فقط من النفط الذي ينتجه، بل من مزيج إنتاج النفط مع أهمية تشاد الجيوإستراتيجية في الحرب على الإرهاب بشكل خاص، والصراع بين الولاياتالمتحدةوالصين وإيران من أجل السيطرة والنفوذ في القارة الأفريقية. التقرير أشار إلى أن في مذكرات إدريس ديبي يوجد العديد من زيارات الوزراء والقادة من جميع أنحاء العالم. في السنتين الأخيرتين، على سبيل المثال، زار وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ريكس تيليرسون والرئيس التركي أردوغان تشاد. الآن، بعد زيارة رئيس تشاد هذا الأسبوع، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وشك الانضمام إلى القائمة، ووفقًا لإعلان وزارته، سيجري نتنياهو في الأسابيع المقبلة زيارة متبادلة إلى تشاد، حيث سيعلن، مع الرئيس ديبي، استئناف العلاقات بين البلدين. تعزيز التعاون وتساءل التقرير: هل ستكون هذه الزيارة بداية صداقة رائعة؟، موضحًا أنه وفقًا للإعلان الصادر هذا الأسبوع من مكتب نتنياهو، هناك الكثير الذي يمكن الحديث عنه. ليس فقط "التهديدات المشتركة ومكافحة الإرهاب"، ولكن أيضا "تعزيز التعاون في مجالات الدفاع عن الحدود والتكنولوجيا والطاقة الشمسية والزراعة والمياه والصحة"، ونظرًا لوقوع الوضع الكئيب في تشاد، فإن القدرات التكنولوجية والزراعية لإسرائيل يمكن أن تساهم بشكل كبير. التقرير أضاف أنه مع ذلك، في الصحافة الأفريقية، تم التركيز على تقارير الزيارة على حقيقة أن "إسرائيل ستساعد ديبي في صراعه ضد المتمردين في شمال تشاد"، يمكن للمرء فقط أن يأمل أن تكون زيارة نتنياهو المرتقبة إلى تشاد ناجحة ولن تنتهي بالتسمم الغذائي الحاد، على غرار ما حدث لوزير الخارجية تيلرسون أثناء زيارته هناك، وليس فقط التسمم الغذائي، كانت تلك الزيارة أيضًا نهاية مسيرة تيلرسون السياسية، حيث تم إبلاغه أيضًا بإقالته من قبل الرئيس ترامب. كسر الجمود وتابع: "إذن ما الذي تغير، الأمر الذي دفع رئيس تشاد إلى كسر مسار الجمود الذي دام لعقود وزيارة إسرائيل؟، خلال ثلاثين عامًا من حكم ديبي، تم الاتصال مع إسرائيل عدة مرات وكان استأنف العلاقة على جدول الأعمال، ولكن في كل مرة توارت الاتصالات بسبب الاعتبارات السياسية والإقليمية. فضل ديبي، الذي تتمتع بلاده بأغلبية مسلمة، العلاقات مع جيرانه والعالم العربي المسلم عن العلاقات مع إسرائيل". وأكمل أن قبل عقد من الزمان، تم إعادة إحياء العلاقات خلال فترة وزير الخارجية سيلفان شالوم، قام وفد إسرائيلي رفيع المستوى بقيادة المدير العام لوزارة الخارجية آنذاك يواف بيران بزيارة تشاد لمناقشة استئناف العلاقات، لكن في اللحظة الأخيرة تلاشت المحادثات بسبب العلاقات الحساسة بين تشاد والسودان المجاور، والتي كانت لا تزال تحت النفوذ الإيراني. نفط ليبيا ومن جهة أخرى، كان تقرير الموقع الاستخباراتي الصهيوني "ديبكا" أكد أن الهدف الرئيسي من الزيارة دفع تشاد إسرائيل للمشاركة في الحرب التي تجري على الأراضي الليبية والتي تقودها الولاياتالمتحدة وفرنسا ضد القاعدة و"داعش". وأضافت مصادر عسكرية ل "ديبكا" أن إدريس الآن الحاكم الأفريقي الأكثر نشاطًا في الحرب ضد المنظمتين، زاعمة أن إدريس ديبي يقود الجيش التشادي الذي يبلغ عدد أفراده 250 ألف عسكري، في ثلاث جبهات قرب الجنوب الليبي، خاصة في المنطقة الغنية بمنابع النفط وفي منطقة بازان حيث توجد خطوط أنابيب النفط الليبية الرئيسية التي تنقل النفط من الجنوب إلى موانئ التصدير الليبية في البحر الأبيض المتوسط. ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتقديم المساعدة في الحرب على ما أسمته الإرهاب بأفريقيا سواء عسكريًا أو لوجستيًا أو استخباراتيًا على الجبهات الثلاث التي ينشط بها الجيش التشادي.