في مثل هذ اليوم 7 ديسمبر 1908 ولد الشاعر الصحفى الساخر كامل الشناوى الذي أطلق عليه أشهر ظرفاء العصر، وملك القفشات في قرية نوسا البحر مركز أجا دقهلية، والده قاض شرعى عمل رئيسا للمحكمة الشرعية وعمه الشيخ محمد مأمون شيخ الجامع الأزهر. كان من المفترض أن يكون أزهريا بعد أن التحق بالأزهر لكن جذبته الصحافة ونداء الشعر فعمل عام 1929 محررا في جريدة "الوادى" التي رأس تحريرها الدكتور طه حسين، ثم "كوكب الشرق" ثم "الأهرام" عام 1935، رأس تحرير مجلة آخر ساعة عام 1943. تولدت في أعماقه عقدة البدانة وضخامة الجسم منذ طفولته، فكان لها أبعد الأثر بعد ذلك في ولادة مواهبه في الدعابة والسخرية وحبك المقالب كأسلحة للدفاع عن النفس. انتخب عضوا في مجلس النواب عام 1945 وانتقل إلى أخبار اليوم في نفس العام، ثم انتقل ليرأس تحرير الجريدة "المسائية" عام 1949، وعاد إلى الأهرام رئيسا لقسم الاخبار عام 1950. وفى عام 1955 عاد رئيسا لتحرير الجمهورية ثم رئاسة تحرير جريدة "الأخبار". عمل في جميع التخصصات الصحفية وفى نفس الوقت يكتب الشعر وكان يقول عن نفسه: "دخلت الصحافة من باب الشعر وكنت أفضل أن أكون شاعرا قبل أن أكون صحفيا، لكنى أصبحت شاعرا في صحافتي". كتب قصائد غناها كبار المطربين منها "لا تكذبي" التي غنتها نجاة الصغيرة ولحنها عبد الوهاب وقيل إنها مكتوبة عن تجربة حب صادقة عانى منها الشناوى ولم تبادله الحب بل خانته، وكذلك تغنى بها عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ. وكتب الكاتب الصحفى مصطفى أمين عن الحب الذي ابكى الشناوى وأضناه وحطمه وقتله في آخر الأمر: "أعطى كامل هذه المرأة كل شيء المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيئا، أحبها فخدعته، أخلص لها فخانته، جعلها ملكة فجعلته أضحوكة". وقال عنه الناقد رجاء النقاش في الأخبار عام 1960: "كامل كان يرى أن الحب والعذاب فيهما شيء واحد، كما أنه يمكن أن يميل إلى الحب السهل الخالى من الآلام والمشكلات لذلك لم يتزوج ولم يعرف في حياته إلا قصة حبه للفنانة التي خانته فكتب فيها قصيدة "لا تكذبى، إني رأيتكما معا" رغم أنه أحب الكثير غيرها من الفنانات والسيدات، عاش كامل الشناوى حياته فنا رائعا فريدا وفى أسلوبه ومزاجه الخاص دون أن يعنيه في قليل أو كثير أن يبدع خلالها فنا يصلح للنشر والانتشار والخلود.. أصر أن تكون حياته ذلك الكتاب العظيم الذي استنفد سنوات عمره وعصارة فكره، وأشواق قلبه ورحيق صمته، وكل ماله ومرحه وسخرياته". وأضاف "النقاش": "عندما ألح عليه رفاقه أن يجمع أفكاره التي ينثرها في مجالسه كل ليلة، ويقتات عليها غيره من جلسائه.. كان يبتسم ويقول: أفضل أن أكون لحنا في الحياة، ولا يشغلنى بعد ذلك أن يسجل اللحن في نوتة يعاد عزفها، أم يتلاشى أدراج الرياح والنسيان".