بالفيديو.. سيدة تعمل بمهنة سروجي سيارات: السيسي مش هيكافح لوحده حين تخطو قدماك أزقة قرية منهرى بأبو قرقاص بالمنيا، تجد منازل مهددة بالانهيار ظهرت الشروخ على جدرانها.. نسج العنكبوت خيوطه في أسقفها.. ووسط الأزقة تقابلك امرأة أربعينية "مريم حنا حنين". فمنذ أكثر من 6 سنوات انفصل زوج "مريم" عنها وترك لها طفلين، فجأة أصبحت معيلة ومربية لطفلين بعد أن كان زوجها هو المعيل الأساسي والوحيد للأسرة، وهنا اصطدمت "مريم وابنيها" بواقع صعب، وبعدما اشتد عود الابن الأكبر "أنور"، بدأ يحمل مسئولية الأسرة على كتفيه الصغيرين فعمل بورشة "نجارة"، حتى أعلنت "مريم" لنجلها أنور أنها "سنفتح ورشة نجارة"، انتابت الابن حالة ذهول للحظات، وحاول تصحيح ما رددته والدته كما لو كان مكذبا سمعه قائلا: "يعنى هتفتحى لي ورشة خاصة بى؟!"، أعادت مريم كلماتها ل"أنور" بقولها: هنفتح ورشة نجارة أنا وأنت، وهتعلمنى ما تعلمته في ورشة "عم إسحاق"، وسأكون سندا لك نقف كتفا إلى كتف لمواجهة تلك الحياة، لم يكن لدى "أنور"في تلك اللحظة سوى الموافقة. تعلمت "مريم" فنون النجارة على يد نجلها، ومع مرور الوقت تفوقت عليه في تلك المهنة وأصبحت معروفة باسم "أم أنور النجارة"، تقاسما العمل معًا، فهي تقابل الزبائن وتتفق معهم على الأسعار ويتوجه "أنور" إلى منازلهم يرفع المقاسات الخاصة بالأبواب والنوافذ وغيرها ثم يعود إلى المنزل ليعملا سويًّا على إنهاء أعمالهما. "عرفت أوكل عيالى علشان مش أحتاج لحد".. بتلك الكلمات البسيطة بدأت "مريم" تروي مشوارها المهني قائلة: بعد أن انفصلنا أنا وزوجى أصبحت وحيدة مرت علينا أنا وأبنائى أوقات صعبة، لم يتحملها بشر وتعبت، وذات ليلة قبل أن أخلد إلى النوم سألت نفسي إلى متى سأظل مستسلمة لظروف صعبة؟ فقررت عمل مشروع لى ولنجلى ونساعد بعضنا لنتخطى ما نعانيه فأصبحت "نجارة باب وشباك". وتقول عن نجاحها في النجارة: "أصبح لى زبون.. أبيع وأشتري مثل أي رجل" فأنا لم أخجل من العمل، في بعض المدن ينظرون إلى عمل المرأة بأعمال الرجال نظرة استخفاف ولكن لم يشعرنى جيرانى بهذا بل ساعدونى ودعمونى وشجعونى على أن أعمل وأجتهد فهم لهم الفضل عليّ بعد الله، وأصبحت أعشق تلك المهنة لدرجة أني لو جلست يومًا في المنزل دون عمل أشعر بتعب، فأنا أريد أن أعمل كل دقيقة فأشعر بروح التحدى والراحة النفسية عندما أعمل من أجل أولادى فذلك شرف لى.