«المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة»، رسائل خالدة أذعن بها الأنبياء جميعهم، ومنهاج رسخت قواعده على مدار قرون طوال، لتكون أسس بناء الحضارات الإنسانية، وتركيبة المحبة الباقية حتى نهاية العالمين. طبيعة بني البشر، التي جبلوا عليها، من يوم مولدهم، على اختلاف ثقافاتهم، وأعراقهم، وانتماءاتهم الدينية والفكرية، والتي لا تزال تجري بعروقهم، رغم محاولات التفرق البغيضة، والتناحر الطائفي الذميم. وفي حب الإبتهالات، والترانيم، التي تسمو بالروح الإنسانية، تجمع عشاق التصوف، في موعدهم السنوي وفي حضرة مجمع الأديان، ضمن ليالي مهرجان «سماع»، وقد نسوا جميع بواعث فرقتهم، وتوحدوا للصلاة؛ راجين سلام وصفاء نفوسهم وعالمهم. أطفال وشباب وشيوخ، علت البسمة وجوههم، ورسم الجمال النفسي، والإنساني، صراطهم، الذي اختاروه في قبول بعضهم البعض، في جو كساه إعلاء قيمة، واحترام ومحبة الإنسان، والحياة. جنسيات متعددة، حجت إلى مهد الديانات السماوية، ومسرى الأنبياء، لتسبح، في بحور من الترانيم الكاثوليكية، والأرثوذكسية، الممزوجة بوصلات المدح، بالابتهالات النبوية والأناشيد، على كل لون ومذهب، في محبة، وعشق رسالة السلام الخالدة. وتقام الدورة ال11 لمهرجان "سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية" في الفترة من 22 حتى 29 سبتمبر الجاري، بمشاركة 16 دولة مختلفة، وتحل دولة الكونغو برازافيل، ضيف شرف لتلك الدورة، كما تتضمن أيضا مشاركة خاصة لفرق سوريا المقيمة في مصر.