في مجلة "الهلال" عام 1982 كتبت أستاذ الحضارة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد مقالا قالت فيه: زارنا مرة في منزلنا الشاعر الزجال بيرم التونسي، وكانت ليلة حفل سيدة الغناء أم كلثوم، ووجدني مستغرقة أستمع إليها في أغنية (عودت عيني على رؤياك). تقول كلمات الأغنية التي كتبها الشاعر الرقيق أحمد رامي ولحنها رياض السنباطي: عودت عيني على رؤياك.. وقلبي سلم لك أمري أشوف هنا عنيه.. في نظرتك ليه وألقى نعيم قلبي.. يزم التقيك جنبي وإن مر يوم من غير رؤياك.. مايتحسبش من عمري وبعد أن انتهت الوصلة الأولى جلست معه أحلل أداء السيدة أم كلثوم في استغراق وإعجاب شديد، وإذا بي أرى بيرم لأول مرة يتميز غيظا وهو يقول: إني فنان أقدم روائع فلا أجد بعض هذا الاستغراق أو لمحة منه. حاولت أن أنقل الحديث في ود ومحبة إلى قصته مع أغنيات أم كلثوم.. وهنا زاد غضبه واشتد عتابه على الشاعر أحمد رامي لا على أم كلثوم وهو يقول: مهما عملت هي فلا أستطيع مغاضبتها، فما حيلتي ومعها شاعر يقدم لها القصائد مجانا في ولاء وفناء في حبها. سألته: هل فكرت في أن تعطي مثلا أغنية (شمس الأصيل) لأي صوت آخر من الرجال أو النساء، فقال: مستحيل ولو عاد بي العمر لا أعطي غيرها مختارا.. إن أداءها يكتب للشاعر الخلود... إنها الست أم كلثوم.